نشرت الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات قنابل من طراز بي 52 إلى الشرق الأوسط،
EPA

لا تزال الصحف العربية تناقش التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران، وإرسال واشنطن مزيدا من التعزيزات العسكرية إلى منطقة الخليج.

وتنوعت آراء الكتاب حول سيناريوهات المواجهة بين واشنطن وطهران.

تصعيد "غير مسبوق"

يقول فراس أبو هلال في السبيل الأردنية في مقاله المعنون بـ "هل ستشن أمريكا حرباً على إيران؟" إن "منطقة الخليج العربي لم تشهد مثل هذا التصعيد العسكري والخطابي والسياسي منذ غزو العراق عام 2003، بما يغري المحللين والمتابعين بتوقع حرب شاملة طاحنة في المنطقة، تشنها الولايات المتحدة ضد إيران، خصوصا في ظل قيادة أمريكية متشددة غير قابلة للتوقع، وبالتزامن مع أزمات عديدة في الخليج تمثل إيران عاملا مشتركا فيها".

ويضيف الكاتب أن "السيناريو الأكثر ترجيحا برأينا هو الوقوف على تخوم الحرب وليس قيام حرب فعلية. ستعزز الولايات المتحدة من وجودها العسكري في منطقة الخليج، وستتابع ضغوطها الدبلوماسية والاقتصادية وعقوباتها ضد إيران، وستحاول إيران التلويح بخيارات القوة، ولكنها ستضطر غالبا لتقديم تنازلات لتجنب الحرب لأنها تدرك أنها ليست في صالحها".

ويرى صادق الطائي في القدس العربي اللندنية أن "التصعيد الأمريكي تجاه إيران وصل حدا غير مسبوق لم يصله منذ أربعين عاما، حاملات الطائرات وقطعات الأسطول الأمريكي وصلت وعلى رأسها مدمرات استراتيجية إلى الخليج العربي، قاصفات أمريكية عملاقة وصلت وتهيأت في القواعد الأمريكية في منطقة الخليج، تحسبا لتهديد إيراني باحتمالية إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، الذي يتحكم بمرور ثلث صادرات البترول العالمي".

شاحنة عسكرية إيرانية تحمل صاروخا في الاحتفال باليوم الوطني للجيش (أرشيفية)
Getty Images

ويضيف الكاتب أن "أصحاب السيناريو المتفائل مازالوا مصرين على أن كل هذا التصعيد سينتهي بتفاوض في النهاية، ويرى أصحاب هذا الرأي أن كل التوترات عبارة عن خطوات مدروسة من الجانبين، لن يدعاها تصل إلى مرحلة الانفجار، لأن الايرانيين يعرفون قدرات الولايات المتحدة كدولة عظمى، تصعب مواجهتها والانتصار عليها...أما أصحاب السيناريو المتشائم فيرون أن حربا محدودة التأثير سيحاول أحد الطرفين إشعالها، لكنها سرعان ما ستتحول إلى حرب إقليمية كبيرة".

ويقول علي حسين باكير في العرب القطرية إن إيران "لا تمتلك القدرات التي تخوّلها خوض حرب مباشرة مع واشنطن لا قبل لها بها، وليس لديها مصلحة في مثل هذا الأمر. تصريحات الطرفين عالية السقف، لكنها تأتي محمّلة بالتشديد على عدم وجود نية للاصطدام. في الشهر الماضي، عرض وزير خارجية إيران جواد ظريف -للمرة الأولى ربما في تاريخ إيران- التفاوض علناً مع الولايات المتحدة حول المحتجزين، في المقابل، أعلن ترامب عن نيته صراحة في التفاوض، مشيراً إلى أن الهدف هو الوصول إلى اتفاق نووي أفضل، وليس إلحاق الأذى بإيران، فهو يريد أن يراها دولة قوية باقتصاد قوي".

ويضيف الكاتب أن "الرسالة الواضحة هي أن أي خطوة في الاتجاه الخاطئ ستؤدي إلى حرب، سيكون الطرف البادئ هو المسؤول عنها، إدراك كلا الطرفين هذه المعطيات يجعل من احتمالات اندلاع حرب أمراً ضعيفاً -إلا إذا وقع أحد الأطراف بحسابات خاطئة- كما يجعل من المفاوضات مصلحة مشتركة للطرفين".

"سياسة العصا الغليظة"

ترامب
Getty Images

أما الكاتب أحمد سيد أحمد فيقول في الأهرام المصرية: "التصعيد الأمريكي من خلال سياسة العصا الغليظة يستهدف إجبار النظام الإيراني على الدخول في حوار مع الولايات المتحدة ولكن إدارة ترامب تريد هذا الحوار على طريقتها ووفق شروطها الاثني عشر التي أعلنها مايك بومبيو من قبل وتشمل الملفات الثلاثة وهى وقف برنامج إيران النووى وبرنامجها الصاروخي الباليستي ودعمها الإرهاب, وليس الحوار على طريقة أوباما, الذى ركز على إبرام اتفاق نووي هش والتغاضي عن الملفات الأخرى مثل الباليستي ودعم إيران للإرهاب".

ويضيف أن "خيار المواجهة العسكرية الشاملة مستبعد إلا إذا أدت سياسة حافة الهاوية الإيرانية إلى الصدام مع الولايات المتحدة عبر إغلاق مضيق هرمز، أو استهداف القواعد والمصالح الأمريكية في المنطقة".

ويشير عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية إلي حادث استهداف محطتين لضخ النفط في السعودية قائلاً: "سبع طائرات حوثية مسيرة وملغمة اخترقت الأجواء السعودية وأصابت محطتين لضخ النفط غرب المملكة، في محافظتي الدوادمي، وعفيف، وأشعلت فيهما النيران، وأدخلت حالة التوتر المتصاعدة في منطقة الخليج مرحلةً جديدةً من التصعيد، ربما تتطور وبشكل تدريجي إلى مواجهات محدودة، ربما تكون الشرارة لإشعال فتيل الحرب الكبرى التي تزداد قربًا يومًا بعد يوم".

ويري الكاتب أن "أي ضربة تستهدف إيران، محدودة أو موسعة، قد تفتح أبواب الجحيم على أمريكا وحلفائها العرب في المنطقة".