هجمات نيوزيلندا
AFP

أعلن موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وضع قيود على خاصية البث الحي قبيل قمة لمناقشة التشدد على الإنترنت تنعقد في باريس ظهرت الدعوة إليها في أعقاب هجومين في نيوزيلندا استهدفا مسجدين في بلدة كرايست تشيرتش.

وقالت الشركة العملاقة للتكنولوجيا إنها استخدمت "سياسة الضربة الواحدة" للتصدي لهؤلاء الذين يخرقون القواعد الجديدة للبث الحي على فيسبوك.

ووصفت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردين، الإجراء الذي أعلنت عنه فيسبوك بأنه "خطوة أولى جيدة".

وفتح مسلح النار على مصلين مسلمين في مسجدين في نيوزيلندا في مارس/ آذار الماضي وهو يستخدم البث الحي عبر فيسبوك، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 51 شخصا.

وترأس أردين والرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون القمة التي تنعقد في باريس، والتي تستهدف بدء التنسيق لجهود دولية لوقف استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في تنظيم هجمات إرهابية والترويج لها.

ويحضر القمة زعماء من أوروبا، وكندا، والشرق الأوسط، والذين يلتقون ممثلين لشركات التكنولوجيا مثل فيسبوك، وغوغل، وتويتر، علاوة على إطلاق "دعوة للعمل المشترك" للقضاء على المواد الإرهابية على الإنترنت.

ومن المقرر أن تدعو رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الحكومات وشركات التكنولوجيا إلى العمل معا للحد من وجود المواد الإرهابية التي تُنشر عبر الإنترنت.

وقالت ماي إن حقيقة حذف فيسبوك لمليون ونصف نسخة من فيديو هجومي نيوزيلندا كانت "تذكيرا صارخا بأن علينا القيام بالمزيد من الجهود."

وأضافت، قبيل القمة، أن أسلوب استخدام البث الحي في تنفيذ الهجمات الإرهابية "كشف وجود فجوات في قدرتنا على الرد والحاجة إلى مواكبة التطورات التكنولوجية سريعة التغير".

وقالت ماي: "رسالتي إلى الحكومات وشركات الإنترنت في باريس سوف تتضمن ضرورة العمل معا من أجل تسخير جميع قدراتنا التقنية لوقف نشر محتوى الكراهية من أي نوع".

ماذا أعلنت فيسبوك؟

قالت شركة فيسبوك في بيان لها: "أي شخص ينشر محتوى ينطوي على انتهاك للقواعد، مثل بيان من جماعة إرهابية دون أن يكون ذلك في سياق واضح، سوف يتعرض للحرمان من استخدام خاصية البث الحي على فيسبوك لفترة محددة، لتكن 30 يوما".

ومن المتوقع أن تتوسع الشركة في وضع قيود جديدة على خصائص أخرى على موقعها للتواصل الاجتماعي في الأسابيع القليلة المقبلة، بما في ذلك الإعلانات المنشورة على فيسبوك.

وخصصت الشركة 7.5 مليون دولار لصالح شراكة بحثية تستهدف توفير القدرة على الرصد الآلي للمحتوى المحظور بعد نجاح بعض المستخدمين في التغلب على نظم الرصد المفعلة في الوقت الحالي، وهم الذين تجاوزوا تلك النظم ونشروا نسخا من هجوم كرايست تشيرتش.

وأضاف بيان فيسبوك: "هدفنا هو التقليل من خطر خرق القواعد أثناء استخدام البث الحي مع تمكين الناس من استخدم هذه الخاصية بطريقة إيجابية كل يوم".

وواجهت الشركة العملاقة في قطاع التكنولوجيا انتقادات على نطاق واسع بعد هجمات نيوزيلندا لعدم ردها على المسؤولين.

وأرسل رئيس مفوضية الخصوصية في نيوزيلندا رسالة بريد إلكتروني للشركة في ذلك الوقت، قال فيها إن صمت مسؤولي فيسبوك يُعد "إهانة لحزننا"، وفقا لما جاء في صحيفة نيوزيلندا هيرالد.

ماذا قالت تيريزا ماي؟

من المتوقع أن تثير كلمة تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية، في القمة المزمع انعقادها في باريس بعض المخاوف حيال التهديدات التي تمثلها الجماعات السياسية اليمينية المتشددة على الإنترنت. كما ينتظر أن تدعو ماي إلى وضع منهجية دولية من أجل فرض القواعد اللازمة لمجابهة هذه التهديدات.

ومن المقرر أن تشيد ماي باستجابة شركات التكنولوجيا بفاعلية لدعوتها للتصدي للدعاية التي كان يطلقها تنظيم الدولة بعد هجمات 2017 في ويستمنستر بريدج، ومانشستر، ولندن بريدج.

وتراجع انتشار دعاية تنظيم الدولة عبر الإنترنت إلى أدنى مستوياته منذ 2015 نتيجة للاستجابات الدولية التي تم التنسيق لها، وهو ما يتوقع أن تشير إليه ماي.

وتتضمن كلمة ماي أيضا: "يظهر ذلك لنا ما يمكننا تحقيقه. ولابد أن نستمر في العمل لمواكبة هذا التهديد. لكننا نحتاج أيضا لمجابهة تزايد نشاط اليمين المتشدد على الإنترنت".

وكشفت بريطانيا النقاب في الفترة الأخيرة عن خططها لوضع "واجب الرعاية القانوني" لشركات الإنترنت، والذي من المقرر أن يطبق بمعرفة هيئة مستقلة جديدة.