كييف: يجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه بعيد انتخابه وحتى قبل تنصيبه، رغما عنه يخوض في قضايا سياسية وقضائية أميركية، ما قد يؤدي الى توتر مع دونالد ترمب الحليف المهم في الازمة مع روسيا.

والسبب زيارة لأوكرانيا كانت تقررت ثم ألغيت، &لمحامي ترمب رودي جولياني وأثارت كثيرا من الجدل السياسي في واشنطن وكييف.

وكشفت القضية عن تحقيقات جارية في أوكرانيا تهم كثيرا الادارة الأميركية لانعكاساتها السياسية المحتملة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2020.

وفي خليط غريب من الدبلوماسية الموازية والمصالح الشخصية كان جولياني عمدة نيويورك السابق الذي يشاطر موكله ترمب رؤية هجومية للسياسة، ينوي مقابلة زيلينسكي الذي انتخب في 21 نيسان/ابريل رئيسا لأوكرانيا.

وكان الهدف من الزيارة التأكد في كييف من أن السلطات الجديدة لن تتخلى عن تحقيقين قضائيين يمكن ان تكون نتائجهما "مفيدة للغاية" لترمب، بحسب محاميه جولياني.

ويتعلق احد التحقيقين بتدخل محتمل لأوكرانيين في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016 لمصلحة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون من خلال تسريب وثائق تورط مدير حملة ترمب السابق بول مانافورت.

وحكم على هذا الاخير بالسجن سبع سنوات ونصف السنة بتهمة احتيال على صلة بأنشطة لوبي ضغط في أوكرانيا لدى السلطات السابقة الموالية لروسيا.

وشكلت هذه القضية هدية من السماء لترمب الذي سمم بداية ولايته تحقيق حول تدخلات روسية مفترضة في انتخابات 2016 الامر الذي تنفيه موسكو لكن اقره تقرير المحقق الاميرمي الخاص روبرت مولر.

والتحقيق الأوكراني الثاني يتعلق بمجموعة "بوريسما" الأوكرانية التي يملكها ثري مقرب من روسيا وظف لعدة سنوات هانتر بايدن نجل جو بايدن. وهذا الامر قد يكون محرجا في وقت يبدأ فيه نائب الرئيس السابق سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

"أعداء" ترمب

يجد الرئيس الأوكراني نفسه في حقل ألغام خصوصا وأنه وعد بتطهير قطاع القضاء لانهاء الفساد. وهو ينوي اقالة النائب العام يوري لوتشينكو الذي كان التقى جولياني مرارا لبحث التحقيقين، بحسب وسائل الاعلام.

وترى الونا جبتماشوك مديرة مركز "نيو يوروب" للتحاليل في كييف ان زيلينسكي "وجد نفسه في فخ خطر (...) اما أن يشجع تحقيقات تفيد حملة ترمب الرئاسية، واما أن يخسر دعم الادارة الأميركية".

واغضاب ترمب سيشكل مخاطرة للرئيس الأوكراني الجديد الذي يرث، من دون خبرة سياسية او دبلوماسية، &نزاعا مسلحا مع انفصاليين في شرق أوكرانيا مؤيدين لروسيا خلف نحو 13 الف قتيل في خمس سنوات، وأزمة غير مسبوقة مع روسيا علاوة على صعوبات اقتصادية كبيرة.

ونفى دونالد ترمب حتى الآن المخاوف التي أثارتها في كييف وعوده بحملة تقارب مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين. واتصل هاتفيا بزيلينسكي لتهنئته بالفوز في الانتخابات ما كان شكل مفاجأة كبرى لفريق الرئيس الأوكراني الذي حسب الامر مزحة لاول وهلة.

ولتفسير الغاء زيارته تحدث جولياني عن مخاوف من أن يجد نفسه في مواجهة "أعداء الرئيس" ترمب الحاضرين في محيط الرئيس الأوكراني الجديد.

وأشار الى النائب سيرغي ليشتشينكو الصحافي السابق المكافح للفساد الذي كان نشر وثائق كشفت دفع ملايين الدولارات لبول مانافورت حتى 2014.

وفي ما يشبه صب الزيت على النار، هدد النائب العام المقرب من الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته الثلاثاء بتوجيه تهمة "افشاء" معلومات مصنفة سرية في هذا الملف، للنائب ليشتشينكو.

وفضل فريق زيلينسكي التزام الحذر والهدوء في هذه القضية، واكتفى ديميترو رازومكوف وهو مستشار للرئيس الجديد بالقول "نأمل أن تتم تسوية سوء التفاهم هذا".

ورات المحللة جيمانتشوك أنه على زيلينسكي خصوصا تفادي الوعد بأية نتائج والتعهد ب "ضمان تحقيق مستقل" مضيفة ان "أهم ما تملكه أوكرانيا في الولايات المتحدة هو دعم الحزبين (الديموقراطي والجمهوري)، وتقديم خدمة لهذا الحزب او ذاك سيكون فكرة سيئة".