بغداد: أكد فصيلا "عصائب أهل الحق" و"حركة النجباء" العراقيان المنضويان في هيئة الحشد الشعبي الخميس أن حديث واشنطن عن وجود تهديدات لمصالحها في العراق ليس إلا "ذرائع"، وذلك بعد أن أعلنت الولايات المتحدة سحب موظفيها غير الأساسيين من العراق.

وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية ليل الثلاثاء-الأربعاء تعليمات بسحب كل الموظفين الأميركيين غير الأساسيين من السفارة الأميركية في بغداد والقنصلية الأميركية في إربيل "بسبب التزايد المتواصل للتهديدات". وأشار مسؤول أميركي في واشنطن إلى وجود تهديد "فعلي" تقف وراءه "ميليشيات عراقية تحت سلطة الحرس الثوري الإيراني".

وقال المعاون العسكري لحركة "النجباء" المقربة من إيران نصر الشمري لوكالة فرانس برس إن واشنطن اليوم "تحاول صنع ضجة في العراق والمنطقة تحت أي ذريعة".

وأضاف "هل إذا أصدرنا تصريحا بخصوص الولايات المتحدة يعتبرونه تهديدا؟ أما إذا ضربت الولايات المتحدة، فذلك ليس تهديدا؟".

وأكد مدير المكتب السياسي ل"عصائب أهل الحق" ليث العذاري لفرانس برس أن التصريحات والخطوات الأميركية الأخيرة "مجرد استفزازات، الهدف منها تصعيد الحرب النفسية" في إطار التوتر القائم بين واشنطن وطهران.

ويشكّل العراق ملتقى استثنائياً لهاتين الدولتين المتعاديتين في ما بينهما والمتحالفتين مع بغداد.

وكان التوتر سببا في إلغاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زيارة الأسبوع الماضي إلى برلين، ليتوجه إلى بغداد بسبب ما وصفه مكتبه حينها بـ"مسائل ملحة (...) والتصدي للتصعيد الإيراني".

وبدأ التصعيد يتزايد بعد عام على انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، ثم اتخاذه قرارا غير مسبوق في نيسان/أبريل الماضي، بإدراج الحرس الثوري الإيراني على اللائحة الأميركية السوداء لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية".

وواصلت واشنطن تعزيز وجودها العسكري في منطقة الخليج لمواجهة التهديدات الإيرانية، بحسب قولها، فأرسلت مؤخرا حاملة طائرات وقاذفات استراتيجية من نوع بي-52 وسفينة حربية إضافية وبطارية صواريخ من نوع باتريوت الى المنطقة.

لكن المسؤولين الأميركيين حرصوا على القول الأربعاء إن القرار المتعلق بالموظفين الاميركيين في العراق لا يعني أن هناك عملا عسكريا وشيكا للولايات المتحدة ضد إيران أو أحد حلفائها في المنطقة.