حول دعوة الملك سلمان لعقد قمة خليجية عربية في مكة.. إضافة للقمة الإسلامية المقرر انعقادها آخر الشهر، والتي تعقد لبحث الإعتداءات الأخيرة التي قامت بها إيران وتداعياتها على المنطقة، وفي كل مامن شأنه تعزيز الأمن والإستقرار في المنطقة، التقت "إيلاف" الشيخ محمد علي الحسيني الأمين العام الحالي للمجلس الإسلامي العربي في لبنان وهو باحث ومحاضر إسلامي، وقال: "إننا لا نوضح حقيقة مخفية وغريبة عن الأذهان والأسماع عندما نشير إلى السياسة العقلانية الهادئة للمملکة والتي تعمل في ضوء الحرص على السلام والأمن والاستقرار على مختلف المستويات ومع أنها تمنح أهمية کبيرة لذلك، لا يمکن التغاضي عن الأولوية التي منحتها وتمنحها المملکة للأمنين القومي العربي والإسلامي وتحرص على عدم المس بهما من أي طرف أو جهة کانت، لکن الملفت للنظر والذي يجب أخذه دائما في&الاعتبار هو أن المملکة کانت تتبع سياسة سعة الصدر والتحمل إلى أقصى حد مع البلدان الإسلامية، لاسيما تلك التي في المنطقة، فهي لاتريد أبدا شق وحدة الصف والکلمة الإسلامية وتحرص عليه أشد الحرص، لکن عندما يطفح الکيل ويبلغ السيل الزبى، فإن المملکة عندئد ومن خلال موقعها ودورها القيادي والريادي ومسٶوليتها الدينية والتاريخية، تقوم بواجبها وتتحرك بالصورة والطريقة والأسلوب المناسب للتصدي للأخطار والتهديدات".
&
نموذج للرجل الحكيم

وواصل الشيخ حديثه، حيث قال إن سعة الصدر والتحمل وبعد النظر غير العادي الذي أبدته المملکة تجاه الدور الإيراني السلبي والنشاطات المشبوهة والمثيرة للخلاف والانقسام والمشاکل في بلدان المنطقة، خصوصا إزاء بلدان العالم العربي والتي ظلت تواظب عليها، کانت دائما من أجل أن يأتي ذلك اليوم الذي يراجع فيه قادة إيران نهجهم هذا الذي لايصب أبدا في صالح أمن واستقرار شعوب المنطقة ومن ضمنها الشعب الإيراني نفسه، ومع أن إيران قد قامت بنشاطات وتحرکات عدوانية مکشوفة وتم رصدها والتأکد منها، غير أن المملکة وخصوصا في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، أبدت المزيد من الصبر وقوة التحمل حيال ذلك على أمل أن ينتبه القادة في إيران أنهم يمشون في الطريق الخاطئ وتصحيح مسارهم قبل أن يأتي يوم لاينفع فيه الندم.

وبرأيي إن الأوضاع الحالية التي انتهت إليها إيران ووضعتها في وجه المدفع الأميرکي إنما کان جراء إصرار القادة الإيرانيين على البقاء في الطريق الخاطئ، وإن الدعوة العاجلة التي وجهها الملك سلمان بن عبد العزيز لقادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مکة المکرمةيوم في 30 مايو الحالي، للتشاور والتنسيق حول الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وتداعياتها على الأمن والاستقرار، إنما أتت بعد أن تجاوزت إيران الخطوط الحمراء وقيامها بتحريك ميليشياتها ودفعها باتجاه إثارة القلاقل والتوتر والتأثير السلبي على الأمن والاستقرار في المنطقة، وهذه حقيقة ماثلة للعيان، ذلك أن السعودية لم تتحرك يوما بهکذا اتجاه إلا عندما تصبح الضرورة ملحة ولايبقى أمامها من خيار آخر، وإن سياسات إيران غير المسٶولة هي التي دفعت بالأمور إلى هذا الاتجاه، خصوصا وأنها تصر على مواصلة نهج يعادي العرب والمسلمين على حد سواء.
&
&الصبر العربي والإسلامي لن يطول کثيرا

وحول عقد هاتين القمتين، بيّن الشيخ الحسيني أن دعوة العاهل السعودي لهما تأتي&بعد تزايد الاعتداءات والتجاوزات والانتهاکات غير المقبولة لإيران على أمننا القومي العربي، وکان لابد للمملکة باعتبارها مرجعية العرب والمسلمين على حد سواء وتشکل العمقين العربي والإسلامي والمعنية بالدفاع عنهما والمحافظة عليهما، خصوصا وأن التاريخ المعاصر يشهد کيف أن المملکة کانت دائما أکثر البلدان حرصا على الدفاع والذود عن الأمنين القوميين العربي والإسلامي وکيف أنها کانت ومازالت وستبقى تصيغ سياساتها في ضوء المصالح العليا للعالمين العربي والإسلامي، وعندما يتم عقد القمتين في مکة المکرمة وتحت أنظار وأسماع العالم کله عموما والعالمين العربي والإسلامي خصوصا، فإن القمتين ستکونان بمثابة رسالة قوية جدا لإيران وتنبهها من أن الصبر العربي والإسلامي لن يطول کثيرا على ممارساتها وتصرفاتها ولابد من التصدي لها ولميليشياتها في المنطقة بتحشيد عربي ضدها.

قمة إسلامية أخرى بعد القمتين الخليجية والعربية

إضافة إلى القمتين الخليجية والعربية من المزمع توسيع الدائرة لعقد قمة إسلامية في ٣١ من الشهر الجاري لوضع حد لسياسة إيران التي حاولت طوال العقود الأربعة الماضية استغلال وتوظيف دورها وتدخلاتها في بلدان المنطقة من أجل خدمة مصالحها الخاصة، بل إنها تقوم بالکثير من الأدوار المشبوهة والسياسات المرفوضة على حساب تدخلاتها وإنابة ميليشياتها لخوض حروب بالإنابة عنها على حساب الأمن القومي العربي وعلى حساب المصالح العليا لشعوب وبلدان المنطقة ويبدو واضحا جدا بأن خادم الحرمين الشريفين يعمل ومن خلال هذه القمم على جعل القادة الإيرانيين يعودون إلى رشدهم ويعلمون بأن البلدان الخليجية والعربية لاتسمح بهذا النهج المشبوه وتسعى لقطع دابره لأنه يعتبر تدخلا صريحا مرفوضا بحسب کل الأعراف والقوانين والقيم المعمول والمتداولة دوليا.

والرد العربي بحزم على دور ونشاطات إيران في المنطقة وعدم السماح لها بالمزيد من إستغلال وتوظيف تدخلاتها المشبوهة في المنطقة من أجل تمرير أو تنفيذ مخططاتها أو حتى التخلص من مشاکلها وأزماتها، إذ لاشأن للبلدان العربية بأي شأن داخلي إيراني وأنها حرة في اختيار أو انتهاج أية سياسة على شرط ألا يکون على حساب الأمن القومي العربي وأن المملکة ومن خلال هاتين القمتين الطارئتين تريد من إيران أن تکف عن هذا النهج وتعلم بأن العرب لايسمحون لها أبدا بذلك.