إلى ماذا سيؤدي التسخين في الخليج وتصاعد حدة التوتر على محور طهران – واشنطن؟ يقول قراء إيلاف إنه مجرد ردع موقت، تحضيرًا لجولة جديدة من التفاوض.

إيلاف من بيروت: التوتر على أشده بين الولايات المتحدة وإيران. فقد أرسلت الولايات المتحدة منظومة صواريخ دفاع جوي من نوع باتريوت وحاملة طائرات إلى منطقة الشرق الأوسط، كما نقلت قاذفات بي 52 الاستراتيجية إلى قواعدها العسكرية في قطر.

وتقول وزارة الدفاع الأميركية إن هذه الخطوة هي رد على مخاطر عمليات عسكرية إيرانية محتملة ضد القوات الأميركية في المنطقة، وهذا ما أنكرته إيران.

في إطار التسخين في الخليج والمواجهة الأميركية مع إيران، توقع 703 قرّاء، من أصل 1004 شاركوا في استفتاء "إيلاف"، أن يكون هذا التسخين مجرد ردع موقت للبدء في المفاوضات (بنسبة 70 في المئة)، وتوقع 190 قارئا حصول ضربة عسكرية حاسمة (بنسبة 19 في المئة)، فيما توقع 111 قارئا إذعان إيران واستسلامها (بنسبة 11 في المئة).

عض أصابع

صبّت أغلبية أصوات قراء "إيلاف" في صالح خيار الردع الموقت قبل البدء في المفاوضات. وهذا رأي محمد أمين المصري في "الأهرام" المصرية، الذي كتب أن ما يحصل الآن "لعبة يجب على جميع شعوب المنطقة أن تدركها. ويكفي أن الطرفين وعلى لسان أعلى سلطة بهما الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي استبعدا تمامًا فكرة اندلاع حرب شاملة أو حتى مواجهات عسكرية محدودة في منطقة الخليج".

فخامنئي يعتقد أن الصراع الدائر بين طهران وواشنطن هو صراع إرادة وليس حربًا، والاحتمال الأغلب أن الطرفين لن يصلا إلى النتيجة التي تريدها شعوب المنطقة، "فلن تستطيع القوة الإيرانية العسكرية وإن تضمنت قدرات نووية القضاء على النظام الأميركي الذي يحكم العالم تقريبًا.&

ولن تستطيع القدرات العسكرية الأميركية تغيير النظام الإيراني من الداخل كما يصرح ترمب ومستشاروه، فنظام قائم منذ 40 عامًا تقريبًا أصبح قويًا حتى وإن رأى البعض أنه يتهاوي ويتصدع من الداخل بفعل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة واعتراض الشباب على طريقة حكم ملالي قم لبلادهم".

بالتالي، ما يحصل عض أصابع لا أكثر، تحضيرًا لجولة جديدة من المفاوضات، ولو على وقع قعقعة السلاح، خصوصًا أن ثمة أخبارا عن قنوات خلفية مفتوحة بين الطرفين لخفض التصعيد أولًا، ثم الانتقال إلى طاولة مفاوضات ما زالت تفاصيلها غير واضحة، وبعد تأكيد وزير الخارجية الإيراني السبت أن لا حرب في المنطقة، "لأن إيران لا تريد الدخول في صراع".

لا محالة

في المقابل، خمس قراء "إيلاف" تقريبًا يتوقعون ضربة عسكرية أميركية حاسمة. وما يحمسهم على ذلك قول المحلل الإيراني - الأميركي رضا برتشي زادة، وغيره ممن يشاطرونه الرأي، إن الضربة العسكرية الأميركية لطهران "آتية لا محالة، وذلك لأن النظام الإيراني أصبح خطرًا على المنطقة والعالم باستمراره في دعم الإرهاب والحروب ونشر الأصولية".

في مقابلة مع "العربية.نت"، أكد برتشي زاده أنه يستبعد أن تنفذ إيران تهديدها بإغلاق مضيق هرمز ردًا على حظر صادراتها النفطية، "لأن هذا يعني أنها تحكم على مصيرها بنفسها"، معتبرًا أن الهدف النهائي لاستراتيجية الضغوط القصوى التي تتبعها إدارة ترمب هو تغيير النظام في إيران، "إلا أن الرئيس الأميركي يستخدم لغة دبلوماسية، ويتحدث عن تغيير سلوك النظام الإيراني. من المستحيل تغيير سلوك النظام الإيراني كما كان مستحيلًا تغيير سلوك النظام النازي في ألمانيا".

كذلك، قالت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية إن التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، ووقف تعهداتها في اتفاقها النووي مع المجتمع الدولي، وسجالها مع الدول الأوروبية الكبرى حول الانسحاب من الاتفاق، عوامل تُعمِّق حال التخوف من إقدام النظام في طهران على أي عمل يمكن أن يتسبب في إشعال المنطقة، وهو ما لن تسمح به أميركا ولا أوروبا، &"فالمجتمع الدولي ضاق ذرعًا بالسياسات الإيرانية في العالم، وإيران بحاجة الآن إلى مراجعة مواقفها قبل فوات الأوان".

هل تذعن؟

النسبة الأقل من الأصوات صبّت في خانة إذعان إيران للإرادة الأميركية. لا شك في أن خيارات إيران صعبة، وهي التي تقف مجبرة هذه المرة على حافة الهاوية، كما قال عبد الرحمن الراشد في "الشرق الأوسط". فإما أن تعاند وتستمر في الرفض، على أمل أن تغير واشنطن موقفها أو تتغير إدارة ترمب، أو أن تفاوض وتتنازل وهو ما تعلن أنه ضد مبادئها وكبريائها، أو أن تفتعل معركة عسكرية تعتقد أنها ستكسب فيها.

لكن، من يظن أن إيران مخيرة بين الرضوخ أو الانتحار ربما يجهل - أو يتجاهل - أن الرضوخ هو الانتحار بالنسبة إلى إيران. ومن يراجع تاريخ الصراع الأميركي – الإيراني منذ أزمة الرهائن في السفارة الأميركية بطهران في عام 1979 حتى الساعة يعرف أن النظام في إيران لن يُذعن، خصوصًا أن في يده أوراقا إقليمية قوية يستطيع أن يحركها، مثل حزب الله في لبنان وسوريا&والعراق، والحوثيين في اليمن.

على الرغم من ذلك، يقول يحيى التليدي في "بوابة العين" الإخبارية الإماراتية إن &إيران "تدرك جيدًا أن أميركا سترد بشكل رادع على أي اعتداء إيراني عليها أو على حلفائها في المنطقة، وتعلم أيضًا أن لا الاتحاد الأوروبي ولا الصين ولا روسيا على استعداد لدعمها في مواجهة واشنطن، لذلك ليس هناك خيار أمام طهران - رغم هوسها النووي وأيديولوجيتها المتشددة - سوى الرضوخ للشروط الأميركية".