إسماعيل دبارة من تونس: أدار قائد الجيش في الجزائر، وهو الحاكم الفعلي للبلاد منذ رحيل بوتفليقة، ظهره لمئات الآلاف من المحتجين المطالبين بتأجيل الانتخابات الرئاسية إلى حين رحيل كافة رموز النظام السابق.

وأعلن نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، يوم الاثنين تمسّكه باجراء الانتخابات الرئاسية رغم خروج مئات الآلاف من المواطنين كل يوم جمعة للمطالبة برحيل رموز النظام، ممن لا ثقة للمتظاهرين فيهم للاشراف على تنظيم انتخابات نزيهة.

لا لإطالة الأزمة

وقال قائد الجيش الجزائري في ورقلة، إنّ إجراء الانتخابات الرئاسية "يضع حدا لمن يحاول إطالة أمد الأزمة"، داعيا إلى "الإسراع في تشكيل وتنصيب الهيئة المستقلة لتنظيم والإشراف على الانتخابات".

وخلال اليوم الثاني من زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة في ورقلة، وخلال لقاء مع ضباطه، قال الفريق قايد صالح إن إجراء الانتخابات الرئاسية "يضع حدا لمن يحاول إطالة أمد هذه الأزمة، والأكيد أن الخطوة الأساسية في هذا الشأن تتمثل في ضرورة الإسراع في تشكيل وتنصيب الهيئة المستقلة لتنظيم والإشراف على الانتخابات، وإننا ننتظر في هذا الإطار التعجيل باتخاذ الإجراءات المناسبة لتفعيل هذه الآلية الدستورية، باعتبارها الأداة القانونية المناسبة للحفاظ على صوت الناخب وتحقيق مصداقية الانتخابات".

الفراغ الدستوي

وشدد قايد الصالح، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (واج) على أن إجراء الانتخابات الرئاسية "يُمكن من تفادي الوقوع في فخ الفراغ الدستوري، وما يترتب عنه من مخاطر وانزلاقات غير محمودة العواقب، وهو ما يستلزم من كافة الخيرين من أبناء الجزائر الغيورين على سمعة وطنهم ومصالح بلادهم ومكانتها بين الأمم، الالتفاف حول هذا المسعى المصيري على مستقبل البلاد"، على حدّ تعبيره.

"مطالب غير موضوعية"

اعتبر رئيس أركان الجيش الجزائري أن مطالبة الحركة الاحتجاجية برحيل كافة رموز "النظام" أمر "غير موضوعي وغير معقول" لأنه سيدخل البلاد في "حالة انسداد"، كما جاء في خطابه

وقال الفريق قايد صالح إن "ذوي المخططات المريبة" يستخدمون المسيرات "لإبراز شعاراتهم، مثل المطالبة بالرحيل الجماعي لكافة إطارات الدولة بحجة أنهم رموز النظام، وهو مصطلح غير موضوعي وغير معقول، بل وخطير وخبيث يراد منه تجريد مؤسسات الدولة من إطاراتها وتشويه سمعتهم".

للمحتجين رأي آخر...

وأصبح رفض الانتخابات مطلبا ملحّا للحركة الاحتجاجية كما في التظاهرة الكبرى كل يوم جمعة، وهو ما عبّرت عنه كذلك ثلاث شخصيات بارزة، داعية القيادة العسكرية إلى الحوار.

وتساءل كل من أحمد طالب الابراهيمي وزير الخارجية الأسبق، والمحامي علي يحيى عبد النور المناضل من اجل حقوق الانسان والجنرال المتقاعد رشيد بن يلس، "كيف يمكن أن نتصور إجراء انتخابات" تنظمها "مؤسسات ما زالت تديرها قوى غير مؤهلة معادية للتغيير البناء؟".

ومنذ استقالة الرئيس بوتفليقة في 2 أبريل الماضي، عاد الجيش لأداء دور محوري في الحياة السياسية، وأصبح رئيس أركانه الفريق أحمد قايد صالح الرجل القوي في الدولة، وهو الذي خدم مع بوتفليقة 15 سنة.

ولم تُهدئ استقالة الرئيس المريض بوتفليقة غضب الشارع الذي أصبح يطالب برحيل كل "النظام" الموروث، والذي عمّر عشرين سنة في الحكم.