دعا تحالف الإصلاح والإعمار العراقي، أحد أكبر تحالفين سياسيين في البلاد، دعا الحكومة والبرلمان إلى لعب دور الوساطة لمنع نشوب حرب بين أميركا وإيران، والتخلي عن سياسة&اللاموقف في صراعهما، معتبرًا أن إسرائيل هي المستفيد الوحيد منها، ومحددًا خمس خطوات على هذا الطريق.

إيلاف: أشار عمّار الحكيم، في كلمة باحتفالية دينية في بغداد، إلى أنه في ظل التصعيد الخطير الذي تعيشه المنطقة، وحيث "إن الجميع يحبس أنفاسه، ويترقب إلى أين ستتجه الأوضاع في الصراع الأميركي الإيراني، من الضروري القيام بخمس خطوات، أولاها العمل على تجنب الحرب في المنطقة، وهو ما يمثل أولوية قصوى في السياسة العراقية، لأن الحرب إذا وقعت فستمتد شرارتها بسرعة إلى جميع دول المنطقة، وقد تتجاوز المنطقة، وتتحوّل إلى حرب عالمية ثالثة".

وحذر من أن العراق سيكون أكثر الدول تضررًا من هذه الحرب، وهو أول المتضررين وأكثرهم، والدليل على ذلك سحب بعض السفارات والدول موظفيها منه، وهذه الدول نفسها لديها بعثات دبلوماسية في طهران لم تسحبهم، بل سحبتهم من العراق، وهو ما يعني أن العراق ساحة هشة. إن "هذه الحرب ستأخذ أبعادًا تاريخية مختلفة، لذلك يجب أن يكون شعارنا: لا للحرب".

خطوات خمس لتجنيب العراق شرور حرب أميركية إيرانية
أضاف الحكيم، وهو زعيم تيار الحكمة الشيعي، في كلمته الليلة الماضية التي وزعها مكتبه وتابعتها "إيلاف"، إن "هذه الحرب لا تستفيد منها لا الولايات المتحدة ولا إيران ولا أي بلد آخر في المنطقة والعالم، وستكون خسارة للجميع، ولن يستفيد منها سوى الكيان الإسرائيلي، لذلك فإن الخطوة الأولى يجب أن تكون العمل لتجنب الحرب".

وأوضح أن الخطوة الثانية يجب أن تستهدف إسكات المتشددين من جميع الأطراف، فهناك من ينفخ في النار، ويصعّد من الاحتقان، وفي هذه الظروف لا نحتاج تصعيدًا، بل يجب أن نعمل على تخفيف الاحتقان، "وأن يكون شعارنا العراق أولًا ومصلحة العراق أولًا والمصلحة الوطنية أولًا، ويكون هذا هو الأساس في تحديد مسارنا وبوصلتنا، فمن مصلحتنا تجنيب المنطقة الحرب، وحل هذه المسألة بطرق سلمية".

ولفت إلى "ضرورة الحدّ من التخوين والاتهامات والتسقيط كخطوة رابعة".. مشيرًا إلى أن المشكلة بين واشنطن وطهران متجذرة وتحوّلت إلى انقسام داخلي عراقي". مطالبًا بـ"عدم تخوين بعضنا البعض أو أن يتهم بعضنا البعض، فلنكن متماسكين وموحدين ضمن مقاسات المصلحة الوطنية".

وأشار إلى ضرورة نهج العراق استراتيجية الوسيط، لا الوسط، كخطوة خامسة، "فالعراق لديه علاقات مهمة مع الطرفين، ويجب أن نعمل ليكون دور الوساطة حقيقيًا بين البلدين لمنع نشوب الحرب".. منوهًا بأن" البعض يقول إن العراق لا يستطيع أن يقود هذه الوساطة، وهو خيال، وأنا أقول إن العراق قادر على لعب هذا الدور حقيقة، لكن على العراق أن يثق بنفسه وإمكاناته".

وتساءل الحكيم بالقول: "قبل الاتفاق النووي، من كان يمكن أن يصدّق أن سلطنة عمان تستطيع أن تلعب دور الوسيط بين أميركا وإيران، فهل العراق لا يستطيع بكل إمكانياته الكبيرة.. فالعراق يحتاج ثقة بالنفس وفرصًا واستثمار العلاقات البناءة مع الطرفين".

وشدد رئيس تحالف الإصلاح والإعمار على أن "سياسة&اللاموقف لا تستطيع أن تبني موقفًا، يجب أن يكون لنا موقف، وهو أن نتوسط في هذه العلاقة، ونمنع نشوب الحرب"، داعيًا الحكومة ومجلس النواب إلى "اتخاذ كل الخطوات لمنع الحرب، وأن تستثمر القوى السياسية علاقاتها لإبعاد شبح الحرب عن المنطقة والعراق".
&
العراق للابتعاد عن الأزمة في المنطقة عشية زيارة عبد المهدي لقطر والكويت&
عشية زيارة عبد المهدي لقطر والكويت، أكد العراق على ضرورة إبعاد بلده عن الصراع الأميركي الإيراني. وأكدت قادة الرئاسات العراقية الثلاث على ضرورة إبعاد بلدهم عن الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة وإيران.

واتفق الرئيس برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي خلال اجتماعهم في بغداد خلال الليلة الماضية على الموقف العراقي الداعي إلى ضرورة نزع فتيل الأزمة وإبعاد المنطقة عن أي توترات وأزمات أخرى.&

جاء تأكيد القادة العراقيين هذا فيما يتوجه عبد المهدي خلال الساعات المقبلة إلى قطر، ثم الكويت، في زيارة إلى البلدين، استكمالًا لزيارته السابقة إلى السعودية.

وسيبحث المسؤول العراقي مع قادة قطر والكويت توسيع علاقات بلده معهما، وبحث الأزمة المتفجرة في المنطقة، نتيجة الصراع الإيراني الأميركي ومخاطره على دولها.&

يأتي ذلك في وقت أكد مصدر أمني في محافظة الأنبار الغربية تشديد القوات الأميركية في المحافظة إجراءات حماية قواعدها تحسبًا لوقوع هجمات صاروخية ضدها.

وقال المصدر، بحسب وسائل إعلام عراقية، إن هذه الإجراءات قد جاءت على خلفية قصف السفارة الأميركية في العاصمة بغداد خصوصًا أن أصابع الاتهام تشير إلى تورط ميليشيات موالية لإيران في تلك العملية. وأشار إلى أن الأوضاع الأمنية مستقرة نسبيًا في المحافظة، ولكن القيادات الأمنية تخشى اشتعال أزمة أمنية في حال استهداف القواعد الأميركية.

وكان صاروخ كاتيوشا استهدف مقر السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في وسط بغداد ليل الأحد الماضي، ما دفع إلى انتشار أمني مكثف حولها.

على الفور، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن صاروخًا بدائي الصنع سقط بالفعل قرب السفارة. وأشار إلى أن واشنطن تتواصل مع المسؤولين العراقيين وتحقق في تفاصيل الحادث.

وكان الجيش الأميركي لفت في الأسبوع الماضي إلى وجود تهديدات وشيكة محتملة ضد القوات الأميركية في العراق، والتي وضعت الآن في حالة تأهب قصوى.. مؤكدًا المخاوف من قوات تدعمها إيران في المنطقة. وقال الكابتن بيل أوربان، وهو متحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي، إن البعثة الأميركية "في حالة تأهب قصوى الآن، ونواصل المراقبة عن كثب لأي تهديدات حقيقية أو محتملة وشيكة للقوات الأميركية في العراق".
&