الرباط: رفض سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، تحميل مسؤولية المشاكل والصعوبات التي يتخبط فيها قطاع التعليم لعقود من الزمن لحكومته، مؤكدا أن الأسئلة والتحديات المرتبطة بالتعليم يتكرر طرحها في البرلمان منذ 1977.

وقال العثماني في جلسة الأسئلة الشهرية حول سياسة الحكومة لمعالجة تحديات التعليم والتكوين المهني بمجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية في البرلمان)، اليوم الثلاثاء "لو كان ممكنا حل الإشكالات مرة واحدة لفعلت الحكومات السابقة".

وشدد العثماني أمام المستشارين البرلمانيين قائلا ان التعليم يواجه "إشكالات بنيوية عميقة ولها جذور في التاريخ"، مبرزا أن هناك "أحزاب سيرت هذا القطاع لخمس سنوات وتتكلم ولو كانت الحكومات السابقة قامت بواجبها كاملا، لما اشتغلنا على تعميم التعليم على البنات في العالم القروي اليوم، وهذا دليل على أن الحكومات السابقة لم تقم بواجبها كاملا".

وأوضح رئيس الحكومة أن "غالبية الأحزاب السياسية الممثلة حاليا في البرلمان، دبرت قطاع التعليم في فترة من الفترات، واطلعت على الإشكالات العميقة والصعبة"، مؤكدا أن حكومته تمتلك "نفسا إصلاحيا قويا رغم العراقيل".

وزاد العثماني موضحا في رده على أحد المستشارين الذي طالبه بكشف الجهات التي تعرقل عمل الحكومة، حيث قال: "لن أقول لك، من هم مسامير المائدة، وجميع السياسيين يتحدثون هكذا، والسي اليوسفي ( عبد الرحمن ) تحدث عن جيوب مقاومة التغيير، حتى أنا أريد أن أعرفهم، المهم هو أنهم يعرقلونني ولا أراهم، ولو رأيتهم لخاطبتهم وواجهتهم بشكل مباشر".

ودعا رئيس الحكومة إلى تبني خطاب موضوعي منصف، معتبرا أن التبخيس "لن ينفع لا المعارضة ولا الحكومة ولا بلد، ولن ينفعنا إلا خطاب سياسي راقي"، وذلك في رد واضح على الانتقادات التي طالت أداء الحكومة من طرف المستشارين، مبرزا أن المغرب يسير في "الاتجاه الصحيح بشكل جيد وهناك مشاكل وصعوبات ينبغي أن تتضافر الجهود للتغلب عليها".

وفي رسالة غير مباشرة للأستاذة المتعاقدين، قال العثماني إن التوظيف في الأكاديميات "دليل على رؤية إصلاحية مستقبلية متكاملة، واسمحوا لي ليس لدينا حل آخر"، وأشار إلى أن الأكاديميات الجهوية وهي مؤسسات عمومية يمكنها القانون من أن توظف وتصرفت في إطار القانون"، مؤكدا انفتاح الحكومة على كل جديد لتطوير وتجويد التوظيف.

وسجل رئيس الحكومة بأن العدالة المجالية "مسؤوليتنا جميعا والاعتناء بالوسط القروي الذي يحتاج إلى إجراءات وأدوات "إذا أردنا هدفا هناك وسائل للوصول إليه، وينبغي أن نجدها وهذه وسائل مشتغل بها دوليا والآن ظهرت نتائج ذلك"، مبرزا أن معدل الاكتظاظ تراجع في المدارس العمومية وعدد من المؤشرات تحسنت.

وأكد العثماني أن حكومته تشتغل وفق الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015-2030 التي قال إن مكونات الشعب المغربي توافقت عليها، وأضاف أن الحكومة تهدف من خلال الاختيارات التي تتبناها تحقيق مدرسة الجودة والإنصاف وتكافؤ الفرص من خلال جملة من التوجهات الأساسية التي عملت الحكومة على تنزيلها وفق مقتضيات الرؤية، بالإضافة إلى توسيع المدى الزمني لإلزامية التعليم من خلال رفع السن الأدنى إلى 16 سنة، وتعميم التعليم الأولي.