أسامة مهدي: اعلنت السلطات العراقية اليوم انها تتواصل مع الانتربول اللبناني والجهات القضائية هناك لتسليم المتهم الهارب نجم الدين كريم محافظ كركوك السابق المعتقل فيها بتهم فساد الى السلطات القضائية العراقية.

وقالت وزارة الداخلية العراقية في بيان صحافي الاحد تابعته "إيلاف"انها وتوضيحاً لقضية المتهم الهارب والمطلوب للقضاء العراقي نجم الدين عمر كريم محافظ كركوك السابق وتداعيات توقيفه الثلاثاء الماضي في بيروت واطلاق سراحه بكفالة في لبنان فإنها "اتخذت ومنذ علمها بالموضوع من خلال اداراتها المختصة المتمثلة بمديرية الشرطة العربية والدولية "الانتربول" جميع الاجراءات القانونية المتبعة في قضية استرداد المطلوبين للقضاء العراقي وحال الاطلاع على تفاصيل القاء القبض على المتهم الهارب في مطار بيروت، والذي جاء نتيجة متابعة الوزارة الدقيقة للقضية فقد تمت مفاتحة الانتربول اللبناني من قبل الانتربول العراقي بموجب البرقية ذي العدد 8259 في 21/5/2019، بالاضافة الى الاتصالات الهاتفية المستمرة والتي بيّنا فيها ان المتهم مطلوب للقضاء العراقي بتهمة الاختلاس وطلبنا التحفظ عليه لحين ارسال ملف الاسترداد لوجود امر قبض قضائي على مستوى الانتربول بحق المتهم والمؤرخ في 31/10/2018، بالاضافة الى امر قبض من قبل القضاء العراقي والمؤرخ في 12/4/2018".

واشارت الوزارة الى ان الانتربول اللبناني ابلغها بأنه قام باطلاق سراح كريم بكفالة بموجب القوانين اللبنانية النافذة ولكن تم سحب جوازات سفره ومنع سفره وهم بانتظار ملف الاسترداد، والذي سيرسل من قبل السلطات المختصة في العراق تمهيداً لاسترداده &ومحاكمته في العراق بموجب اتفاقية تسليم المطلوبين الموقعة بين العراق ولبنان عام 1929".

وأكدت الداخلية العراقية انها "ما&زالت وزارة الداخلية وبتوجيهات حكومية عليا تتواصل مع الانتربول اللبناني والجهات القضائية في لبنان بضرورة تنفيذ الاتفاقيات الدولية المتفق عليها بغية تسليم المتهم الهارب نجم الدين كريم الى السلطات القضائية العراقية وبموجب ما تم ذكره انفاً من اوامر القاء قبض صدرت بحقه".

واوضحت الداخلية انها ستعرض نتيجة جهودها واتصالاتها المستمرة مع السلطات اللبنانية آخر ما يتم التوصل اليه من مستجدات في القضية، مشددة على انها لن تدخر جهداً في تنفيذ القانون وتطبيق مواده الخاصة باسترداد جميع المتهمين الهاربين.

القوات اللبنانية اعتقلت كريم بمطار الحريري في بيروت

واعتقلت القوات الأمنية اللبنانية الثلاثاء الماضي نجم الدين كريم وهو كان الطبيب الخاص بالرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني بناء على مذكرة إلقاء قبض صادرة من القضاء العراقي بتهم فساد.

وكان المجلس القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني قد أبعد في 16&فبراير الماضي القيادي فيه محافظ كركوك المقال نجم عبد الكريم عن الحزب بعد اتهامه بالفساد وانحيازه الى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني الذي وفر له ملاذا في اربيل.
وأصبح كريم وهو طبيب جراح محافظ كركوك في الثالث من &ابريل عام 2011 حتى اقاله البرلمان له في 17 &سبتمبر&2017.

وتشير حياته السياسية الى انتخابه لقيادة اتحاد طلبة كردستان العراق، ثم انضم إلى قوات البيشمركة الكردية عام 1972 وأسس المؤتمر القومي الكردي في شمال أميركا عام 1988 وأصبح رئيسا له حتى عام 1999. وفي عام 1991 شارك في أول اجتماع رسمي بين الطرف الكردي ووزارة الخارجية الأميركية كما كان له دور في تأسيس القسم الكردي في إذاعة صوت اميركا ثم أسس المعهد الكردي عام 1996 في واشنطن ويترأسه حتى الآن.

وشغل نجم الدين كريم والمعروف بعدائه للقوميات العراقية الاخرى غير الكردية منصب محافظ كركوك لمدة سبع سنوات وكان وراء فتنة رفع الاعلام الكردية في المحافظة والدعوة لحمل السلاح دفاعا عن كردية كركوك.

لكن البرلمان العراقي صوت في 17 سبتمبر&عام 2017 على إقالة نجم الدين كريم من منصبه محافظا لكركوك بناء على طلب من رئيس الوزراء حينها حيدر العبادي.
وجاءت مطالبة العبادي بعد قرار مجلس محافظة كركوك المشاركة في الاستفتاء على الانفصال عن العراق الذي أجري في 25 من الشهر نفسه.

وتتنازع الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان شبه المستقل بشمال العراق على كركوك.

الانتربول لن يسلم كريم الى أربيل رغم تدخل بارزاني

ومن جهته قال مصدر رسمي عراقي إن هناك خلافات حول هذا الامر بين بغداد واربيل التي تسعى لعدم تسليمه الى القضاء العراقي،&مشيرا الى ان الإنتربول قد أكد أنه لن يسلم المعتقل كريم لغير القضاء الاتحادي.

وأضاف أن "الإنتربول أبلغ سلطات كردستان العراق بأن عملية إلقاء القبض تمت بناء على مذكرة صادرة من الحكومة الاتحادية وليس من حكومة اقليم كردستان، لذا فإن عملية تسليمه لن تكون لأربيل.

ومن جهته، كشف مصدر سياسي في اقليم كردستان أن رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني تدخل بتكليف من زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني لمنع جلب نجم الدين كريم الى بغداد بعد اعتقاله في بيروت.

ونقلت وكالة "بغداد نيوز" العراقية عن المصدر قوله إن "محافظ كركوك السابق كريم ورئيس مجلس المحافظة ريبوار طالباني &متهمان بعدة قضايا في هيئة&النزاهة من بينها صرف الاموال المخصصة للاعمار والنازحين.

واشار الى ان "كريم جرى توقيفه في مطار الحريري بالعاصمة اللبنانية بيروت من قبل شرطة الانتربول بتهم تتعلق بالفساد الاداري والمالي اثناء توليه ادارة المحافظة".

واكد ان وساطات سياسية على مستوى رفيع من الحزب الديمقراطي بدأت تجري من بغداد واربيل من أجل اطلاق سراح كريم وعدم الاتيان به الى بغداد، كما حدث مع وزير التجارة الاسبق عبد الفلاح السوداني.

وكانت محكمة استئناف كركوك، أصدرت في23 &مايو 2018 &مذكرة إلقاء قبض بحق نجم الدين كريم وأمرت بالحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة بإستثناء ما لا يجوز حجزه قانونياً على خلفية العديد من المخالفات من بينها، دعوة ابناء المحافظة القادرين على حمل السلاح الى الخروج لـ "الدفاع عنها" اثناء دخول القوات العراقية الى المحافظة بعمليات "فرض الامن في كركوك والمناطق المتنازع عليها".

وقد انتقد المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني الخميس بشدة اعتقال محافظ كركوك السابق في بيروت مؤكدا ان كل من زعيم الحزب مسعود بارزاني ورئيس وزراء اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني كثفا من مساعيهما لإطلاق سراحه.

وقال مسؤول المكتب السياسي للديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني في تصريح لإذاعة "صوت اميركا" بالكردية "لا نجد أي مبرر في اعتقال كريم، وان يُقال بسبب قضايا فساد فحينئذ يُفترض على الحكومة العراقية اعتقال جميع المسؤولين السابقين المتهمين بتلك القضايا".. مضيفا: "وإن كان الاستفتاء ورفع علم كردستان ذنبه فنحن وجميع الكرد الشرفاء مذنبون فليأتوا ويعتقلوننا"، على حسب قوله.