في خروج إعلامي جديد، قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق، إن حزب العدالة والتنمية لم يأتِ من أجل التسلط على البلاد أو التنازع على السلطة مع الدولة، معتبرًا أن هذا الأمر ليس من مبادئ حزبه.

إيلاف من الرباط: أوضح ابن كيران في فيديو بثه في صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، خلال الليلة الماضية، أثناء استقبال أعضاء حزبه في بني ملال (وسط): "لم نأتِ لنتسلط على دولتنا ولا لنتنازع معها، وليس من مبادئنا التنازع على السلطة مثل السياسيين الذين مروا في المغرب، وكانوا يعتبرون أن من حقهم التنازع مع السلطة على السلطة".

زاد ابن كيران موضحًا: "نحن نعرض أنفسنا على بلدنا كدولة وشعب، إذا أرادنا الشعب سيصوّت لمصلحتنا، وإذا أرادتنا الدولة فلتدعنا نشتغل، وإذا رفضتنا فلن نتصارع معها، ولتتحمل هي مسؤوليتها".

وأكد ابن كيران أن المغرب في حاجة إلى شريحة "تعالجه، لأنه أصيب بمرض أناس يعتبرون السياسة والحكم وسيلتين&للكسب السهل"، مشددًا على أن أعضاء حزبه ينبغي أن "نعالج أنفسنا من هذه الأمور بالمبادئ، وليس هناك أفضل من الإسلام، لا دين ولا أيديولوجيا ولا أخلاق ولا تربية ولا حضارة ولا فكر".

اعتبر رئيس الحكومة السابق أن الشأن العام "مهم جدًا وأساسي. ينبغي أن نشكل شريحة من الناس تؤمن بأنها جاءت للعمل في الشأن العام، وأننا لم نأتِ&لنراكم الثروة وأكل الحرام والامتيازات غير الشرعية"، مؤكدًا على أهمية استيعاب أعضاء حزبه لضرورة الاستمرار في العمل والإصلاح.

ورأى ابن كيران أن المسار الذي يسير فيه حزب العدالة والتنمية "جيد وإيجابي"، مبرزًا أن تجربة حزبه في المغرب "تراقبها الدول، وتتابعها الأحزاب والحركات الإسلامية، ويستغربون من أن المغرب بقي بلدًا آمنًا مستقرًا، وأن الإسلاميين دخلوا الحكومة، ومرت السنوات الخمس الأولى سليمة، والشعب وثق بنا، وأعاد انتخابنا، ولم يقع لدينا مثل ما يحدث في ليبيا وسوريا واليمن".

وأشار إلى أن المغرب يمتلك تاريخًا وحضارة عريقين&في العالم، يجب الحفاظ على استمرارهما. وقال: "نحن من أقدم الدول في العالم إن لم نكن أقدمها، وفرنسا لم تصبح دولة يحكمها ملك إلا قبل ألف سنة، ونحن سبقناها بأكثر من قرنين، ويمكن أن تكون الصين قد سبقتنا كبنية واحدة بقيت محافظة على نفسها".

وشدد ابن كيران على مركزية الإسلام في تاريخ المملكة المغربية، مسجلًا بأن من يريد أن يفرّق السياسة عن الدين في البلاد "يجب عليه أن يقوم بثورة، ويسقط الملكية، ويفعل ما يريد، إذا قبل الناس، وأقولها له من الآن، سنقاومك ونحاربك، لأن هذه البلاد تأسست على الدين، وإذا تخلت عنه لن تعود موجودة".

مضى مبيّنًا أن المغاربة كلهم عندهم "السياسة دين، ومن يطالبون بالعلمانية يهذون بما لا يعرفون"، وتساءل ابن كيران قائلًا: "كيف ستكون هذه العلمانية، والإنسان يحتاج دينه في الحياة اليومية؟، إن السياسة في حاجة إلى الدين ألف في المائة".

وأوضح ابن كيران أن الملكية في المغرب "شيء كبير يجتمع عليه الناس، ولا تدعونا نقول غدًا من نحن، وهل دولة شعارها يبدأ باسم الله يمكن أن تقيم فيها العلمانية؟". زاد محذرًا: "أوصيكم أيها المغاربة إياكم أن تخطئوا. تمسكوا بالوطن والملك، ومعه نسير بالإصلاح شيئًا فشيئًا، لأننا لا نريد له إلا الخير، وهو لا يريد لنا إلا الخير"، لافتًا إلى أن الله "لم يعيّن الملك إلهًا علينا، وعلاقتنا به مبنية على السمع والطاعة في المعروف والتشاور في ما بيننا".