إيلاف من لندن: فيما أعلن وزير الخارجية العراقية أن سلطنة عُمان تشارك بلاده محاولات تخفيف الازمة الإيرانية الأميركية والدفع بهما لمفاوضات مشتركة، فقد أوضح الاعداد لتوقيع مذكرة تفاهم سياسية للتعاون والتنسيق مع السلطنة بينما اشار نظيره العماني الى طرح خطة للتعاون المشترك داخل الجامعة العربية وخارجها لتخفيف حدة التوترات في المنطقة.

وبحث وزير الخارجيَّة العراقي محمد علي الحكيم مع نظيره العُمانيَّ يوسف بن علوي فور وصوله الى بغداد اليوم في زيارة رسمية تطوير مُستويات التعاون بين بلديهما وتعزيز العلاقات الثنائيَّة فضلاً عن تبادل الرؤى حول القضايا الإقليميَّة ذات الاهتمام المُشترَك.

وأكّد الوزير العراقي تطلـُّع بغداد لتعزيز التعاون في مُختلِف المجالات والتنسيق مع عُمان لما فيه خير ومصلحة الشعبين كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تابعته "إيلاف".

وفي الشأنين العربيّ والإقليميّ، بحث الجانبان تطوُّرات الأوضاع في المنطقة، وسُبُل دعم جُهُود مُواجَهة الإرهاب وتعزيز آليَّات العمل العربيِّ المُشترَك لمُواجَهة التحدِّيات التي تتعرَّض لها المنطقة.

وأكدت الخارجية العراقية قائلة لقد "توافقت رؤى الجانبين حول أهمية الاضطلاع بحلول سياسية للأزمات الراهنة لتحقيق السلام وبسط الأمن.

&

بن علوي خلال لقائه نظيره العراقي في بغداد اليوم

&

اتفاق تعاون وتفاهم سياسي

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العماني بن علوي في بغداد الاربعاء، فقد اشار وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم الى قرب توقيع مذكرات تفاهم بين العراق وسلطنة عمان في الجانب السياسي.&

وقال إنه تم خلال مباحثاته مع بن علوي طرح خطة للتعاون المشترك داخل الجامعة العربية وخارجها ضمن التعاون العربي المشترك لتخفيف حدة التوترات في المنطقة.

واضاف الحكيم انه بحث مع بن علوي تطورات الاوصاع في سوريا وفلسطين والمنطقة بشكل عام. واشار الى ان عمان لها تاريخ في التهيئة للاتفاق النووي بين إيران والمجتمع الدولي وهي تشارك العراق في محاولات التهدئة بين إيران والولايات المتحدة والجلوس على طاولة مباحثات مشتركة.&

ومن جهته، اوضح بن علوي انه بحث مع الحكيم العلاقات الثنائية والعديد من القضايا التي تخدم مصلحة البلدين اللذين قال انهما يسعيان الى توطيد علاقاتهما لأعلى المستويات.&

واوضح الوزير العماني ان العراق والسلطنة سيطرحان القضايا التي نالت تفاهمات مشتركة خلال مباحثات اليوم داخل الجامعة العربية لمناقشتها.

واضاف ان العراق وعمان يرتبطان بعلاقات تعاون تاريخية تشكل منهما قوة سلام في المنطقة، وقال "نشعر بالثقة لعودة العراق الى دوره الطبيعي في المنطقة والعالم".

ووصل الوزير العماني الى بغداد في وقت سابق اليوم لاعادة افتتاح سفارة بلاده في بغداد وبحث الجهود العراقية العمانية لتخفيف التوتر في الازمة الأميركية الإيرانية وتأثيراتها الخطيرة على دول المنطقة.
&
افتتاح سفارة عمان في بغداد

وكانت وزارة الخارجية العمانية قالت في بيان رسمي في 13 من الشهر الماضي إنها قررت بعد تعيين سفيرين للعراق وعمان في بغداد ومسقط إعادة فتح سفارتها في العراق "انطلاقًا من الروابط الأخوية والعلاقات التاريخية بين البلدين". وأشارت إلى أن إعادة افتتاح السفارة ستسهم من دون أدنى شك في تطوير العلاقات بين الطرفين في شتى المجالات.

وجاء الإعلان العماني بعد يومين من كشف وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم تسلمه رسالة من نظيره العماني يوسف بن علوي يعرب فيها عن عزم بلاده إعادة افتتاح سفارتها، معتبرًا ذلك "خطوة تعبّر عن حرص الأشقاء في سلطنة عمان على تعميق العلاقات الأخوية بين البلدين".

وأشار الحكيم إلى أن العراق يرى في هذه الخطوة "تعبيرًا عن حرص الأشقاء في عمان على تعميق العلاقات الأخوية بين البلدين والرغبة الجادة في تبادل التمثيل الدبلوماسي بما يحقق المصالح المشتركة، ويقوي أطر التواصل، والتعاون الثنائي".

وأضاف أن العراق يعتقد أيضًا "أن قرار السلطنة بإعادة افتتاح سفارة لها لدى بغداد يؤشّر إلى تطور إيجابي في الحضور العربي ويساهم في تعزيز العمل المشترك". وكانت عمان أغلقت سفارتها في بغداد بعد غزو النظام السابق للكويت في& أغسطس عام 1990.

تهدئة التوتر بين واشنطن وطهران

وستتناول مباحثات بن علوي مع القادة العراقيين الازمة الإيرانية الأميركية ومساعي بغداد وعمان لتهدئتها، حيث اشار الوزير العماني الاسبوع الماضي الى أن بلاده، إلى جانب أطراف أخرى، تسعى جاهدة لتهدئة التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.&

وأكد بن علوي في تصريح صحافي وجود اتصالات مكثفة في هذا الخصوص. ودعا المجتمع الدولي إلى بذل جهد تشترك فيه سلطنة عمان لمنع المخاطر قبل وقوعها، وأشار إلى "خطورة وقوع حرب... يمكن أن تضر العالم بأسره إذا اندلعت".

وأكد وزير الخارجية العماني أن الطرفين "يدركان خطورة الانزلاق أكثر من هذا الحد".

والتقى بن علوي مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مؤخرا وقال إنه استمع إلى وجهة نظر الإيرانيين... و"هم لا يريدون الدخول في حرب".

واشارت تقارير الى ان اتصالات تمت مع مسقط "وهي وسيط موثوق " من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اجرى اتصالا هاتفيا مع السلطان قابوس بن سعيد حيث بحثا الازمة في المنطقة والعلاقات بين بلديهما.


&