إيلاف من نيويورك: عندما تحول رجل الأعمال اللبناني، نزار زكا، من ضيف إلى معتقل في إيران بتهمة التجسس، كان باراك أوباما على بعد عام واحد من انتهاء ولايته الرئاسية الثانية في الولايات المتحدة.

وبعد أربعة أعوام، خرج زكا، المقيم الدائم في أميركا من سجنه ايفين في إيران، ليجد رئيسا جديدا في البيت الأبيض يُدعى دونالد ترمب، وينتهج نهجا سياسيا مختلفا عن سياسة سلفه، خصوصا حيال إيران.

رسالة الى ترمب

في مقابلة له، مع وكالة اسوشيتيد برس، وجه زكا رسالة إلى الرئيس ترمب، والدول الغربية من اجل استعادة الرهائن الذين تحتجزهم إيران، مشيرا إلى لقائه بعدد منهم ابان فترة وجوده في السجن، وتقاسمه زنزانة مشتركة مع موقوف أميركي.

تعذيب جسدي ونفسي

وقال نزار زكا إنه تعرض لجميع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، أثناء احتجازه في سجن إيفين سيئ السمعة في طهران، بما في ذلك ارغامه على الوقوف على ساق واحدة لساعات طويلة اثناء الاستجواب، واشتكى من نقص التغذية.

أميركي يعاني من مرض جلدي

رجل الأعمال اللبناني، أشار "إلى إنه التقى خلال احتجازه، العديد من الغربيين المحتجزين في إيران، وتقاسم زنزانة لمدة عامين مع الأميركي من أصل صيني زيو وانغ، طالب دراسات عليا بجامعة برينستون، والذي حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بعد اتهامه بالتسلل إلى البلاد، وإرسال مواد سرية الى خارج البلاد".

وكشف "ان وانغ كان يُعاني من مرض جلدي، واستغرق الامر من سلطات السجن أشهراً لتقديم العلاج له"، متوجها إلى الرئيس الأميركي بالقول "أطلب حقاً من الرئيس ترمب ألا يترك زيو، وغيره من الأميركيين وراءهم، من فضلك".

زوجته ترحب بالمساعدة

وعبرت زوجة وانغ، هوا كيو، في رسالة بالبريد الإلكتروني عن سعادتها لإطلاق سراح زكا، وقالت "أرحب بأي مساعدة لإطلاق سراح تشيوي الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات وأواصل الصلاة من أجل اليوم الذي تستطيع فيه عائلتنا الترحيب به في بكين ومنحه عناقا مع ابننا شوفان، الذي عاش نصف حياته بدون والده ".

راتكليف

وقال زكا أيضاً ، "إن نازانين زاجاري-راتكليف البريطانية من اصل إيراني، احتُجزت في نفس المبنى الذي كان فيه، قبل ان يتم نقلها إلى قسم النساء داخل سجن إيفين. تقضي راتكليف حاليًا عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات بزعم التخطيط لإنقلاب ناعم على الحكومة الإيرانية، وأوقفها الحرس الثوري في ابريل&2016 عندما كانت برفقة ابنتها الصغيرة البالغة من العمر عامين.

سجن الأب والإبن

وتابع زكا قائلا: "الأميركي من اصل إيراني، سياماك نمازي كان محتجزا في زنزانة على بعد مترين فقط من زنزانته ، في حين احتُجز والده الثمانيني من العمر، باقر نمازي ، الموظف السابق في اليونيسف بالطابق الأعلى"، يقضي كل من الأب وابنه عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات بعد إدانتهما بالتجسس والتعاون مع قوة معادية، وقال زكا ايضا إنه احتُجز مع الفنان الأميركي-الإيراني، كاران فافاداري، الذي احتُجزت زوجته عفارين نيساري مع البريطانية زاجاري-راتكليف.

لا معلومات عن ليفينسون

ولدى سؤاله عما إذا كان قد التقى اثناء وجوده في السجن، بروبرت ليفينسون، الموظف السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي اختفى في إيران عام 2007، أشار زكا&"الى اننا سمعنا بعض القصص. أخبرني بعض الناس أنهم رأوه. ولكن لم يتم تأكيد هذه القصص".

​واختفى روبرت ليفنسون في إيران عام 2007، ولا يزال مصيره مجهولا حتى الآن، ونفت الحكومة الإيرانية احتجازه او معرفة مكان وجوده، لكن عائلته رفعت في مارس الماضي دعوى قضائية ضد الحكومة الإيرانية بتهمة تعذيب ليفنسون واحتجازه كرهينة.

وفي أول تعليق لها على تصريحات رجل الاعمال اللبناني، اعتبرت عائلة ليفينسون، "أن كلام زكا يؤكد كذلك أن السلطات الإيرانية اختطفت والدنا، وكذبت باستمرار، وحرمته من كل حقوق الإنسان العالمية الأساسية، وتفلتت من العقاب لأكثر من 12 عامًا"، مطالبة، "إيران باعادته الى منزله فورا".

مناشدة ثانية

زكا الذي أكد تعهده للمعتقلين بعدم تركهم، حثّ ترمب مرة ثانية على المساعدة لإعادتهم، وقال، "أسأل الرئيس ترمب، يرجى بذل قصارى جهده لإعادة هؤلاء الأشخاص إلى ديارهم. "


&