في السباق الأميركي مع الزمن لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، يتقدم حل الدولة الواحدة اليوم على حل الدولتين، مع تشككيك المسؤولين والمحللين الفلسطينيين والإسرائيليين في إمكانية وجود دولتين بعد عقود من جهود السلام الفاشلة.

إيلاف من بيروت: تعتزم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الكشف عن خطتها الاقتصادية للضفة الغربية وقطاع غزة في خلال الشهر الجاري، آملة في جذب فلسطينيين مثل عمرو معروف، الذي يدير مطعمًا للمأكولات البحرية.

دولة واحدة

يعتقد معروف (27 عامًا) أن المستقبل الفلسطيني مظلم، لكنه متمسك بالدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل، وهي فكرة ظلت عقودًا من الزمن تحفز الجهود الدولية لحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.

وقال معروف لصحيفة "وول ستريت جورنال: "ربما يكون الحل الأنسب لنا، لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، هو إقامة دولة واحدة".

يريد المسؤولون الأميركيون الاستفادة من إحباط الفلسطينيين من حل الدولتين وتقديم مخطط جديد يقولون إنه سيحسّن حياة الفلسطينيين ويلبي طموحاتهم الوطنية التي طال انتظارها.

أظهر استطلاع رأي فلسطيني - إسرائيلي مشترك، أن تأييد الدولة الفلسطينية الذي بلغ نحو 60 في المئة قبل عقد مضى انخفض إلى 43 في المئة بين الفلسطينيين في عام 2018 وإلى 49 في المئة بين الإسرائيليين.

صفعة قوية

سيكشف فريق ترمب عن الجزء الاقتصادي من خطته للسلام في البحرين يومي 25 و26 يونيو، التي يقال إنها تشمل خططًا لجمع نحو 68 مليار دولار للضفة الغربية وقطاع غزة والدول المجاورة.

وتلقت خطة السلام صفعة قوية بسبب الانتخابات الإسرائيلية غير المتوقعة، التي من المقرر إجراؤها في سبتمبر المقبل، بعد فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة.

وخططت إدارة ترمب في البداية لطرح البعد السياسي لخطتها بعد مؤتمر البحرين بفترة وجيزة، بما في ذلك رؤيتها للحدود والأمن واللاجئين ووضع القدس. لكنّ المرجح الآن تأجيل ذلك إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، وفقًا لما قاله مسؤولون للصحيفة.&

جاريد كوشنر، رئيس فريق السلام الأميركي وصهر ترمب، قال إن الخطة السياسية لن تستخدم المصطلحين "دولة واحدة" أو "دولتين". وصرّح أخيرًا أن على الفلسطينيين تقرير مصيرهم، لكنه تساءل عما إذا كانوا يستطيعون أن يحكموا أنفسهم بالكامل.

يشار إلى أن معظم قادة الأعمال والمسؤولين الفلسطينيين يقاطعون مؤتمر البحرين، معتبرين أن إدارة ترمب تميل إلى تحقيق مصالح إسرائيل. كما يرفضون الفوائد الاقتصادية من دون حقوق سياسية ووطنية.

ليس جديدًا

ما يسمى بحل الدولة الواحدة ليس بالأمر الجديد، لكنه انتقل من هامش السياسة الإسرائيلية والفلسطينية إلى الاتجاه السائد، حيث يشكك المسؤولون والمحللون والجمهور بشكل متزايد في وجود دولتين بعد عقود من جهود السلام الفاشلة.

مع ذلك، فإن الرؤى الإسرائيلية والفلسطينية حول "حل الدولة الواحدة" مختلفة تمامًا، إذ يفضل العديد من الفلسطينيين قيام دولة واحدة لأنهم يأملون في أن يصبحوا مواطنين إسرائيليين، وأن يحصلوا على حقوق متساوية وعلى مزيد من الفرص، بما في ذلك فرصة تشكيل الاتجاه السياسي للبلاد.&

يعارض الإسرائيليون هذا الإتجاه لأنهم يريدون الحفاظ على إسرائيل وطنًا للشعب اليهودي، ويشعرون أن تدفق المواطنون الفلسطينيون سيهددهم.

بدورهم، يرفض الفلسطينيون الإقتراحات الإسرائيلية اليمينية، بما في ذلك الخيار السائد نسبيًا الذي ينص على منح الفلسطينيين حكمًا ذاتيًا محدودًا في أجزاء من الضفة الغربية، مع ضم المستوطنات اليهودية هناك.

مواجهة مؤلمة!

أما القيادة الفلسطينية، بما في ذلك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فمتحدة وراء الدعوة إلى دولة مستقلة، على الرغم من أن ذلك قد يتغير.

قال صائب عريقات، كبير المفاوضين القدامى، في عام 2017 بعد أن اعترف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل فإن حل الدولتين انتهى، وأن على الفلسطينيين أن يضغطوا من أجل دولة واحدة مع المساواة في الحقوق. وفي الآونة الأخيرة، قال عريقات إن دولة واحدة ستحول الفلسطينيين حتمًا إلى مواطنين من الدرجة الثانية.

بدوره، قال ناصر القدوة، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وابن أخ الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، إن حرمان الفلسطينيين من دولتهم سيؤدي إلى مواجهة مؤلمة ودموية.

أضاف: "إن فقدان رؤية الأمة الفلسطينية سيؤدي إلى تمرد خطر ومواجهة دموية مؤلمة لن تنتهي بسهولة".