واشنطن: أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير أن السعودية تتفق مع الولايات المتحدة حول وقوف إيران وراء الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان.

وقال الجبير مع شبكة "سي. إن. إن": "ليس لدينا سبب يدعونا للاختلاف مع وزير الخارجية (مايك بومبيو). نحن نتفق معه. إيران لها تاريخ في ذلك"، مشيراً إلى أن تصرفات إيران ليست "عقلانية"، وأن عليها أن تقرر ما إذا كانت ثورة أو دولة.

وكان بومبيو قد أكد في مؤتمر صحافي أن "إيران هي من ارتكبت الهجوم ضد ناقلتي النفط في خليج عمان". وأوضح بومبيو أن "التقييم أن إيران وراء الهجوم على ناقلتي النفط يستند إلى معلومات من المخابرات"، شارحاً أن "نوع الأسلحة وأسلوب الهجوم على ناقلتي النفط ومعلومات المخابرات تؤكد تورط إيران".

وأضاف: "هذا التقييم يستند إلى معلومات مخابرات ونوع الأسلحة المستخدمة ومستوى الخبرة اللازمة لتنفيذ هذه العملية والهجمات الإيرانية المشابهة التي وقعت في الآونة الأخيرة على قطاع الشحن، وحقيقة أنه لا توجد مجموعة تعمل بالوكالة في تلك المنطقة تملك الموارد أو الكفاءة للتحرك بهذه الدرجة العالية من التطور".

وقال الجبير إن "المملكة في مشاورات مع أميركا وحلفائها حول الخطوة التي يجب الأخذ بها، لأن العالم يجب أن يوصل لإيران رسالة مفادها، أن أعمالها العدوانية وهجومها على السفن التجارية وتوفيرها الصواريخ الباليستية للجماعات الإرهابية، مثل الحوثي وحزب الله غير مقبولة".

وأضاف الجبير: "لو لم تبع واشنطن أسلحة للسعودية لاضطرت لإرسال مزيد من القوات الأميركية للمنطقة"، مشدداً على أن السعودية ستدافع عن مصالحها.

وتابع: "لا أحد يريد الحرب، لكن الأمر يعود لإيران، وإذا حصلت إيران على قدرة نووية يمكن توقع أن تريدها دول أخرى أيضاً".

كما استشهد الجبير بما حدث في مطار أبها، وتحدّث عن الهجوم الذي أسفر عن إصابة 26 شخصاً، مؤكداً أنها سلوكيات غير مقبولة، ويجب أن تتوقف.

وعن توقعات المملكة حول هجمة متوقعة من الجيش الأميركي ضد إيران، اعتقد الجبير أن الجميع يحاول تجنب الحرب باستثناء إيران، وقال: "نحن نحاول استخدام الدبلوماسية، والعقوبات الاقتصادية، لكي تقوم إيران بفعل الصواب، ولكي نوضح لإيران أن سلوكياتها غير مقبولة".

وعن مدى تأثير العقوبات الدولية والأميركية والسعودية على إيران، رد الجبير بأن أي عقوبة ضد إيران ستكون مفيدة في إقناعها أن الطريق الذي تتبناه طريق مسدود.

كذلك نوّه الجبير إلى أن إيران تفعل ما تفعله، لأن تأثير العقوبات قد انعكس بأضرار وخيمة عليها، وأشار إلى أن العملة الإيرانية سقطت كالصخرة، والتضخم في ارتفاع، كما أن حالة الاستياء قد سيطرت على الشعب، وانعكست على السياسة التي يتخذها النظام الإيراني الذي يشعر بالضغط بشكل كبير.

وتابع أنه من الممكن أن تكون هذه الأفعال محاولة من النظام في إيران لتحويل الضغط من الداخل إلى الخارج، إلا أنه لن ينجح في ذلك.

وعن إمكانية الحصول على سلاح نووي، أشار الجبير في معرض حديثه إلى أن المملكة ستفعل كل ما بوسعها لحماية أمنها، مؤكداً على أنه إذا قامت إيران بالحصول على قدرات نووية، فهناك دول أخرى ستعمل للحصول على قدرات نووية، منها السعودية.

كذلك، أكد الجبير صحة القرار الأميركي بالتخلي عن الاتفاق النووي الذي قام به الرئيس أوباما عام 2015 مع إيران، مشيراً إلى أن المملكة كانت أول من دعم انسحاب أميركا من الاتفاق، والسبب في ذلك أنه اتفاق ضعيف، ويسمح لإيران بالتخصيب.

وتابع: "الاتفاق لم يتعامل مع دعم إيران للإرهاب، أو تصديرها الصواريخ الباليستية للجماعات الإرهابية. نقطتنا كانت أنه إن لم يكن لديكم اتفاق مؤثر يتعامل مع تحدي إيران وتهديداتها، الانسحاب منه أفضل".