إيلاف من لندن: وسط تحذيرات من انقراض مسيحيي العراق، بدأ هذا البلد مبكرًا الاستعداد لزيارة مرتقبة سيقوم بها بابا الفاتيكان فرنسيس، حيث بحث الرئيس العراقي مع زعيم روحي لمسيحيي البلاد ترتيبات هذه الزيارة، التي أكد انها تكتسب أهمية تاريخية للعراقيين.. فيما أعلنت منظمة اليونسكو نقل مكتبها الاقليمي من عمان إلى بغداد.

ورحب الرئيس العراقي برهم صالح بمبادرة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس ونيته زيارة العراق العام المقبل، مستذكراً لقاءه مع قداسته في 24 نوفمبر 2018 في حاضرة الفاتيكان ودعمه لمسعى العراق في استتباب أمن الطوائف وترسيخ السلم والاستقرار بين جميع المكونات العراقية.

وأشار صالح خلال اجتماع في بغداد مع بطريرك بابل للكلدان الكاردينال مار لويس روفائيل الأول ساكو إلى أنّ هذه الزيارة تكتسب اهمية تاريخية للشعب العراقي بجميع &اطيافه عامة وللمسيحيين خاصة .. كما نقل عنه بيان رئاسي مساء امس تابعته "إيلاف"، مؤكداً أهمية دور المسيحيين في بناء العراق لأنهم ابناء أصلاء في هذا البلد وأسهموا في رقيه وحضارته.

من جانبه، أعرب الكاردينال ساكو عن تقديره لدعم &الرئيس صالح للمسيحيين وسعيه الدؤوب لتمتين وشائج اللحمة الوطنية بين جميع أبناء البلد.

وتم خلال الاجتماع بحث الاستعدادات اللازمة لاستقبال قداسة بابا الفاتيكان في العراق،& فضلاً عن الاوضاع في سهل نينوى موطن مسيحيي العراق واهمية تحقيق الاستقرار فيه والارتقاء بالخدمات المقدمة لمواطنيه.

&

الرئيس صالح وعقيلته خلال لقائهما البابا فرنسيس الأول في حاضرة الفاتيكان

&

ويوم الاثنين الماضي، أعلن بابا الفاتيكان فرنسيس أنه يرغب في السفر للعراق العام المقبل في أول زيارة باباوية لهذا البلد على الإطلاق. &وقال البابا أمام ممثلين عن الجمعيات الخيرية التي تساعد المسيحيين في الشرق الأوسط، "تلازمني فكرة ملحة عندما أستذكر العراق، لديّ استعداد للذهاب إلى هناك العام المقبل".

وأدت الحروب والصراعات إلى نزوح المسيحيين عن العراق ودول أخرى بالشرق الأوسط، إذ عانوا من صعوبات خاصة عندما سيطر تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من بلادهم.

وأراد البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عام 2000 زيارة مدينة أور العراقية الأثرية التي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم الخليل وكان من المقرر أن تكون الزيارة هي المحطة الأولى ضمن رحلة تشمل العراق ومصر وإسرائيل إلا أن المفاوضات بهذا الشأن مع الحكومة العراقية آنذاك انهارت ولم يتمكن من الذهاب.

والاسبوع الماضي، اتهم رئيس أساقفة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الزعماء المسيحيين البريطانيين بالإخفاق في عمل ما يكفي دفاعاً عن الأقلية المسيحية في العراق.

وقال المطران بشار متى وردة في خطاب عاطفي بلندن: "المسيحيون العراقيون على وشك الانقراض بعد 1400 عام من الاضطهاد".

وأضاف أنه "منذ الغزو الأميركي للعراق الذي أطاح بنظام صدام حسين في عام 2003 تضاءل عدد المسيحيين بنسبة 83 في المئة من حوالي 1.5 مليون إلى 250 ألفا فقط .. منوها إلى أن الكنيسة العراقية واحدة من أقدم الكنائس في العالم إن لم تكن الأقدم وتقترب من الانقراض بشكل متسارع ".. وقال "أن تكون البقية الباقية على استعداد لمواجهة الشهادة".

وأشار إلى التهديد الحالي الذي يمثله الارهابيون في تنظيم داعش، باعتباره "كفاحاً أخيراً في سبيل البقاء" بعد هجوم التنظيم عام 2014، والذي أدى إلى نزوح أكثر من 125 ألف مسيحي من أرض أجدادهم التاريخية.

وأضاف المطران بشار متى وردة "صادر أعدؤنا حاضرنا، كانوا يسعون إلى القضاء على تاريخنا وتدمير مستقبلنا ولا يوجد في العراق تعويض لمن فقد ممتلكاته ومنزله وعمله وتجارته..عشرات آلاف المسيحيين فقدوا ثمرة عمل حياتهم وثمرة جهد أجيال في أماكن عيشهم عبر آلاف السنين".

اليونسكو تقرر نقل مكتبها الاقليمي من عمان إلى بغداد

وأعلنت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" اليوم نقل مقرها الاقليمي من العاصمة الاردنية عمان إلى بغداد بعد استتباب الامن فيها.

&وقالت الرئاسة العراقية إن منظمة اليونسكو استجابت لدعوة الرئيس برهم صالح بنقل مقرها الاقليمي إلى بغداد بدلاً من عمّان وأعلنت هذه الموافقة إثر اتصال هاتفي بين صالح ومدير عام المنظمة أوردي أزولاي وبالتعاون مع وزارة الثقافة.

واعتبر الرئيس صالح هذه الخطوة التي اتخذتها اليونسكو شأنها تعزيز الشراكة بين العراق والمنظمة وتطوير الانجازات التي تحققت من خلال دعمها للواقع التربوي والثقافي والعلمي والتراثي في البلاد.. مبيناً ان هذه الاستجابة سوف تنعكس ايجاباً على دور المنظمة وعملها في العراق لا سيما تطوير المناهج الدراسية والتدريب التقني والمهني، وبما يعزز قابليات وقدرات &العاملين في مختلف القطاعات الحيوية.

وكان الرئيس صالح قد التقى في باريس في&فبراير الماضي مع أوردي أزولاي، مؤكدا على ضرورة دعم المنظمة للعراق وإعانته على استعادة آثاره المنهوبة".. مثمناً دور المنظمة في "إدراج الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي، وإطلاقها مبادرة إحياء روح الموصل وتركيزها على البعد الإنساني لعملية إعمار المدينة".

ودعا اليونسكو إلى حث الدول للمشاركة في الاكتشافات الإثارية خلال المرحلة المقبلة ووضع مدينة بابل الأثرية على قائمة التراث العالمي.. لافتا إلى "ضرورة قيام المنظمة بتطوير المناهج التدريسية في المدارس العراقية وفق الأساليب الحديثة واعتماد البرمجيات الرقمية .