نصر المجالي: أكدت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية على أهمية لبنان كرمز للتنوّع والتسامح والصمود، وأعربت عن أملها أن تستمر الصداقة المتينة بين المملكة المتحدة ولبنان على الدوام.

ونقلت الأميرة البريطانية صوفي كونتيسة ويسيكس، وهي زوجة الأمير إدوارد النجل الثالث للملكة في ختام زيارتها للبنان، تحيات الملكة للشعب البريطاني خلال حفل أقيم بمناسبة عيد ميلاد جلالتها.

وألقت الكونتيسة صوفي كلمة باسم الملكة لمناسبة الاحتفال بعيد ميلادها، جاء فيها: "يسرني أن تكون زوجة ابني معكم هذا المساء. تعلم بريطانيا أهمية لبنان كرمز للتنوّع والتسامح والصمود، وآمل ان تستمر الصداقة المتينة بين بلدينا لسنوات عديدة. أتوجّه، مع الأمير فيليب، بأحرّ التمنيات إلى الشعب اللبناني وجميع الحضور في حفل هذا المساء".

وقالت وزارة الخارجية البريطانية، إن الزيارة الرسمية الأولى التي قامت بها الأميرة صوفي إلى لبنان لشدّة التزامها بقضايا تمكين المرأة، ونشر ثقافة التسامح، والتصدّي لظاهرة العنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي في النزاعات.

ورافق الكونتيسة في زيارتها التي امتدت يومين الوزير البريطاني طارق أحمد لورد ويمبلدون وهو الممثل الخاص لرئيسة الوزراء بشأن منع العنف الجنسي في النزاعات، والمبعوث الخاص حول حرية الدين أو المعتقد.

مؤسسات خيرية&

واضافت الوزارة أن الكونتيسة ويسيكس اطلعت عن كثب على الجهود التي تقوم بها المؤسسات الخيرية والمنظمات غير الحكومية في لبنان، دعماً لفئات المجتمع الأكثر ضعفاً، لا سيما النساء والأطفال منها.&

وفي معرض زيارتها، التقت الأميرة صوفي مع&رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بحضور اللورد أحمد والسفير البريطاني في لبنان، كريس رامبلينغ، &وتركّزت المباحثات على الصداقة العميقة والعلاقات الثنائية المتينة التي تربط لبنان والمملكة المتحدة.

جولات

وزارت الكونتيسة النازحين السوريين في البقاع، حيث التقت عددا من ربات المنازل، واطّلعت منهن على واقعهن المعيشي في لبنان. يُذكَر أنّ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وبتمويلٍ من وزارة التنمية الدولية البريطانية، يقدّم الدعم اللازم للأسر الأشد ضعفا إذ يلبّي احتياجاتها الأكثر إلحاحاً من الغذاء واللوازم المنزلية والأدوية.

في بيصور، عقدت لقاءً مع لبنانيات وسوريات يشاركن في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “آليات تحقيق الاستقرار الاجتماعي”، في إطار برنامج دعم المجتمعات المضيفة في لبنان. ويهدف هذا البرنامج الذي يُنفّذ بإدارة وزارة الشؤون الاجتماعية إلى إرساء السلام الاجتماعي والاستقرار في سائر المجتمعات المحلية.

كذلك عقدت رفقة اللورد أحمد اجتماعاً مع موظفي السفارة البريطانية في لبنان، وزارت شجرة الزيتون التي زُرعت في حديقة السفارة، تخليداً لذكرى وفاة ريبيكا دايكس.

وفي وقت لاحق من الزيارة، شاركت الكونتيسة بحلقة النقاش مع منظمات غير حكومية سورية تعمل على تحسين مشاركة المرأة في عملية السلام.&

وتطرّق النقاش إلى سبل المساعدة التي تمكّن بريطانيا من إيصال صوت المرأة. توازياً، زارت الأميرة صوفي أحد مراكز الإيواء التي تديرها رابطة كاريتاس لمساندة الناجيات من العنف الجنسي. فتحدثت إلى النساء واستمعت إلى قصصهن، مستطلعةً كيف ان الدعم الذي يتلقينه&من كاريتاس والسفارة البريطانية يساعدهن&في الحصول على الدعم القانوني وتحسين فرص الوصول الى العدالة.

حفل استقبال&

في ختام زيارة كونتيسة ويسيكس إلى لبنان، توجّه السفير البريطاني في لبنان، كريس رامبلينغ، إلى ما يزيد عن 700 ضيف، بكلمةٍ قال فيها:

“يشرّفني ويسعدني أن أرحّب بزيارة صاحبة السمو الملكي الكونتيسة ويسيكس واللورد أحمد من ويمبلدن إلى لبنان، في هذه اللحظة المميّزة جداً من تاريخ الصداقة اللبنانية البريطانية. وما هذه الزيارة إلاّ دليل ساطع على متانة العلاقات الثنائية التي تجمعنا على عدة مستويات. يسرّني أن يكون ضيفانا صاحبة السمو الملكي واللورد أحمد قد شاهدا بأمّ العين كيف يسهم التمويل المقدّم من وزارة التنمية الدولية البريطانية في دعم المجتمعات واللاجئين الأكثر ضعفاً في سائر المناطق اللبنانية، أي اللبنانيين والسوريين وسواهم، خاصةً وأنّ لبنان يستضيف العدد الأكبر من اللاجئين بالنسبة لعدد سكانه، مقارنةً بسواه من بلدان العالم. ويشرفني كثيراً أن تحلّ صاحبة السمو الملكي كضيفة شرف على الحفل المنظّم لمناسبة عيد ميلاد الملكة هذا العام، والذي يشهد أفضل العلاقات بين المملكة المتحدة ولبنان”. وأعلن السفير رامبلينغ أنّ السفارة البريطانية ستختار العام 2019 “عام التعليم”، واستمرار دعم المملكة المتحدة لهذا القطاع في لبنان عبر UKaid والمجلس الثقافي البريطاني والشركاء.

وجاء في كلمة السفير: "شكر خاص لرعاة هذا الحفل وشكر كبير للمكتبة الوطنية ووزارة الثقافة لاستضافتهم لنا. هذا المكان رائع، ونتطلّع إلى الشراكة بين المكتبة الوطنية والمكتبة البريطانية. علاقة المملكة المتحدة مع لبنان أقوى من أي وقت مضى – نستثمر هذا العام أكثر من عام 2018".

تحديات

وقال رامبلينغ: يواجه لبنان اليوم تحديات كثيرة. أحيّي أفراد الأجهزة الأمنية الذين فقدوا أرواحهم في الهجوم المروع الذي وقع في طرابلس الأسبوع الماضي، وأشيد بشركائنا في الأجهزة الأمنية على العمل الذي يقومون به للحفاظ على سلامة لبنان. والاقتصاد ركن أساسي، وقد بدأت الخطوات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة تجاه اعمال الإصلاح ضمن اطار CEDRE الذي نامل ان يجذب مع الوقت المناسب المزيد من الاستثمار، بما في ذلك من المملكة المتحدة. ونحن نعرف التحدي الذي يواجهه لبنان من وجود اللاجئين: سنستمر في دعم الشعب اللبناني واللاجئين.

نحتفل الليلة بما يجمع المملكة المتحدة ولبنان - الغنى الثقافي والتراثي وتاريخنا المشترك، مجتمعاتنا الحديثة والمبتكرة، ومستقبلنا المشترك”.

وحضر هذا الحفل كلّ من وزير الدفاع الياس بو صعب ووزيرة الداخلية ريا الحسن والنائب ياسين جابر، اضافة الى ممثّلين&عن&رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه برّي.

نشاطات الكونتيسة&

يذكر أن نشاط الأميرة صوفي زوجة الأمير إدوارد، يتوزع بين الجهود التي تبذلها دعماً للملكة والزيارات التي تقوم بها إلى عدد كبير من الجمعيات الخيرية والمنظمات التي تخصّها. ولها اهتمامات كثيرة في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، والوقاية من العمى في البلدان النامية، بالإضافة إلى الزراعة والموضة.

وتُكرّس الكونتيسة القسم الأكبر من نشاطها اليومي للاطلاع بمهامها كراعية لأكثر من 70 مؤسسة خيرية ومنظمة. وفي هذا الإطار، تجري سنوياً مئات الزيارات إلى مدارس وجامعات وقواعد عسكرية ومقرات المؤسسات الخيرية للاطّلاع أكثر على أوضاعها.