عمان: أقامت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مساء الثلاثاء مجلس عزاء للرئيس المصري السابق محمد مرسي الذي توفي الاثنين أثناء حضوره جلسة لمحاكمته في القاهرة.

وفي قاعة كبيرة في مقرّ الأمانة العامة لحزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسية للإخوان) في منطقة العبدلي في وسط عمان، علّقت صورة كبيرة لمرسي كتب عليها "الثورة دي ثمنها حياتي"، بينما توافد مئات المعزين الى المكان وسلموا على قادة الحزب لتعزيتهم.

وقال رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان في الأردن الشيخ حمزة منصور لوكالة فرانس برس "الشهيد محمد مرسي ليس مجرد رئيس جمهورية عربية أو إسلامية بل هو علامة فارقة في تاريخنا المعاصر"، مضيفا "هذا الرجل لم يأت على دبابة ولم يأت بالوراثة وإنما جاء بإرادة شعبية".

وتابع أن "مرسي كان يعيش منذ ستة أعوام في سجن انفرادي، وكان محروما من الدواء والتواصل مع أهله ومحبيه، وهذا اغتيال لهذه الشخصية".

وعبر عن ثقته بأن "شعب مصر لن يسكت على هذه الجريمة المنكرة".

وحمّل أمين عام حزب جبهة العمل مراد العضايلة من جهته "النظام المصري كامل المسؤولية عن قتل محمد مرسي في محبسه".

وأضاف "نحن نعتقد أن الذي جرى جريمة مكتملة الاركان، إذ إنه حرم من دوائه ومن أطبائه ومن محاميه والالتقاء بأسرته".

وقال "على الرغم من أن النظام المصري حرم أسرته والشعب المصري من الصلاة عليه إلا انه يصلى عليه في جميع دول العالم".

وندد العضايلة ب"النظام العسكري" في مصر الذي "يمارس سياسة أسوأ من سياسة الصهاينة في اسرائيل".&

وأقيمت "صلاة الغائب" على روح مرسي أمام مقر حزب جبهة العمل بعد صلاة العشاء، بعد أن رفض طلب الحزب إقامة الصلاة أمام السفارة المصرية في عمان.&

وكانت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن حملت في بيان "سلطات الانقلاب" في مصر مسؤولية "استشهاد" مرسي، بعد اعتقاله لسبعة أعوام من السجن الانفرادي خلف قضبان الظلم والطغيان منع فيها من أبسط حقوق الإنسان واحتياجاته".

ولم يصدر أي رد فعل رسمي من الحكومة الأردنية حتى اللحظة حول وفاة مرسي.

ويعتبر حزب "جبهة العمل الإسلامي" ابرز أحزاب المعارضة في المملكة.

ومرسي، المنتمي للاخوان المسلمين، الذي وصل للحكم في 30 حزيران/يونيو 2012، هو أول رئيس منتخب ديموقراطيا لمصر. وكان أيضا أول رئيس إسلامي ومدني في تاريخ البلاد.&

لكن الجيش أطاحه في 3 تموز/يوليو 2013 عقب تظاهرات ضخمة طالبت برحيله احتجاجا على تفرد الإسلاميين بالسلطة وعلى خلفية اضطرابات ناتجة عن مطالب اقتصادية ومعيشية.&

&ووري الثرى فجر الثلاثاء في القاهرة من دون تشييع، وبحضور عدد قليل من أفراد أسرته في وقت طالبت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية بتحقيق مستقل في الأسباب التي أدت إلى وفاته.