دراسة علمية تؤكد أن الكلاب طورت نظرات عينيها لاجتذاب البشر
BBC

تستطيع الكلاب أن تشد الانتباه بنظرات عيون توشك أن تتكلم، وبشكل من أشكال التطور باتت الكلاب قادرة على ما يشبه استمالة مشاعر البشر.

وكشف باحثون أن الكلاب استطاعت تطوير عضلات حول أعينها، تمكنها من إظهار تعبيرات تجتذب الإنسان إليها.

وتستطيع الكلاب عبر عضلة صغيرة في الوجه أن توّجه نظرة بعيونها تحاكي "نظرة الطفل" التي تستدعي الاهتمام والرعاية.

وتقول الدراسة إن أمثال تلك النظرات ساعدت الكلاب المستأنسة في تدشين روابط قوية مع البشر.

وكانت دراسات سابقة قد توصلت إلى هذه النتيجة، لكن الدراسة الحالية والتي أجريت في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة كشفت عن أن ثمة تغيرا (تطورا) تشريحيا حول عيون الكلاب يساعدها على الوصول لتلك النظرة.

"حواجب معبرة"

تتمكن الكلاب بموجب ذلك من الوصول إلى ما يسميه الباحثون "تعبيرات حواجب مؤثرة"، وتتمكن أيضا من محاكاة البشر في تعبيرات التواصل بالأعين.

وتقول الدراسة، التي شاركت في تأليفها الباحثة جوليان كامينسكي في جامعة بورتسموث: "عندما تقوم الكلاب بتلك الحركة فإنها تثير رغبة قوية لدى البشر في الاهتمام بها".

عندما تقوم الكلاب بتلك الحركة فإنها تثير رغبة قوية لدى البشر في الاهتمام بهم
BBC

وتساعد هذه الحركة العضلية في أن تبدو أحداق عيون الكلاب أكثر اتساعا وأكثر شبها بعيون الأطفال، كما أنها تشبه حركة يقوم بها البشر للتعبير عن الحزن.

وتقول جوليان إن البشر يميلون بشكل "لا واعٍ" إلى الاهتمام بالكلاب صاحبة تلك النظرات والتي تعدّ ميزة تطورية، ستشهد تحسنا في الأجيال المقبلة.

وتضيف جوليان في دراسة نشرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة: "الدليل دامغ على أن الكلاب بعد ترويضها من الحياة البرية استطاعت تطوير عضلة تمكّنها من رفع الحاجب الداخلي".

وجها لوجه

توصلت دراسات التشريح وعلم النفس المقارن، والتي أجريت في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، إلى أن هذا التطور حدث على مدى آلاف السنين من تعايش الكلاب مع الآدميين.

وأظهر بحثٌ سابق أن الكلاب تلجأ إلى تلك النظرات التعبيرية عندما يحدق إنسان النظر بها - مما يوحي بأنه سلوك متعمد ومقصود للاستهلاك الآدمي.

وتقول عالمة التشريح المشاركة في البحث، آن باروز، من جامعة ديوكين في الولايات المتحدة، إن وتيرة التطور التي شهدتها العضلات الوجهية لدى الكلاب كانت "سريعة بشكل ملحوظ" ويمكن ربط ذلك بشكل مباشر بنجاح التكيف الاجتماعي الذي أحرزته الكلاب مع الآدميين.

وتقول الباحثة بريغيت وولر من جامعة بورتسموث، إن ما توصلت إليه الأبحاث يكشف عن "أهمية ما تمتلكه الوجوه من قدرة على اجتذاب انتباهنا، ومدى تأثير تعبيرات تلك الوجوه في التفاعل الاجتماعي".