إيلاف من لندن: يمضي العراق والفاتيكان قدما لتنفيذ رغبة البابا فرانسيس بزيارة العراق، فقد وجه الرئيس صالح اليوم دعوة رسمية له للقيام بها مؤكدًا أنها ستسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي بين مكونات الشعب العراقي.&

فقد وجه الرئيس العراقي برهم صالح الخميس دعوة رسمية لبابا الفاتيكان فرانسيس لزيارة العراق وذلك خلال اجتماعه بقصر السلام الرئاسي في بغداد مع بطريرك بابل للكلدان الكاردينال مار لويس روفائيل الأول ساكو.

وقالت الرئاسة العراقية إن الرئيس صالح قد شدد في الرسالة الموجهة إلى قداسة البابا والتي سلمها إلى ساكو إلى أنّ زيارته المنتظرة للعراق تكتسب أهمية تاريخية كبيرة في دعم العراق دولياً لما تحمله من دلالات ومعانٍ&كبيرة، فضلا عن أنها تسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي بين مكونات الشعب العراقي.&

&

صورة لدعوة الرئيس صالح للبابا فرنسيس لزيارة العراق

&

وأشاد الرئيس صالح "بالدور المهم الذي اضطلع به ابناء الديانة المسيحية في تاريخ العراق، مؤكداً إسهامهم المتميز في تمتين علاقات التآخي ونشر قيم المواطنة والتسامح بين ابناء شعبنا دون تمييز"، كما نقلت عنه الرئاسة في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

من جانبه، أكد ساكو أهمية دور الرئيس صالح في دعم المسيحيين وسعيه الدؤوب في تمتين وشائج اللحمة الوطنية بين جميع أبناء هذا البلد.&

استعدادات عراقية مبكرة لزيارة البابا

وقد بدأ العراق الاسبوع الماضي مبكرًا الاستعداد لزيارة البابا الفاتيكان المنتظرة، حيث بحث الرئيس صالح مع الكاردينال ساكو ترتيبات هذه الزيارة التي أكد أنها تكتسب اهمية تاريخية للعراقيين.
&
ورحب الرئيس صالح بمبادرة البابا فرنسيس بالتخطيط لزيارة العراق العام المقبل مستذكراً لقاءه مع قداسته في 24&نوفمبر 2018 في حاضرة الفاتيكان ودعمه لمسعى العراق في استتباب أمن الطوائف وترسيخ السلم والاستقرار بين جميع المكونات العراقية.

وأشار صالح إلى أنّ هذه الزيارة تكتسب اهمية تاريخية للشعب العراقي بجميع اطيافه عامة وللمسيحيين خاصة.. مؤكداً أهمية دور المسيحيين في بناء العراق، لأنهم ابناء أصلاء في هذا البلد وأسهموا في رقيه وحضارته.

وتم خلال الاجتماع بحث الاستعدادات اللازمة لاستقبال قداسة بابا الفاتيكان في العراق، فضلاً عن الاوضاع في سهل نينوى موطن مسيحيي العراق واهمية تحقيق الاستقرار فيه والارتقاء بالخدمات المقدمة لمواطنيه.

وفي الثالث من الشهر الحالي، أعلن بابا الفاتيكان أنه يرغب في السفر للعراق العام المقبل في أول زيارة باباوية لهذا البلد على الإطلاق. وقال البابا أمام ممثلين عن الجمعيات الخيرية التي تساعد المسيحيين في الشرق الأوسط "تلازمني فكرة ملحة عندما أستذكر العراق لديّ استعداد للذهاب إلى هناك العام المقبل".&

الحروب والصراعات افرغت العراق من معظم مسيحييه

وأدت الحروب والصراعات إلى نزوح المسيحيين عن العراق ودول أخرى بالشرق الأوسط، إذ عانوا من صعوبات خاصة عندما سيطر تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من بلادهم.

والاسبوع الماضي، اتهم رئيس أساقفة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الزعماء المسيحيين البريطانيين بالإخفاق في عمل ما يكفي دفاعاً عن الأقلية المسيحية في العراق.

وقال المطران بشار متى وردة في خطاب عاطفي بلندن: "المسيحيون العراقيون على وشك الانقراض بعد 1400 عام من الاضطهاد".

وأضاف إنه "منذ الغزو الأميركي للعراق الذي أطاح بنظام صدام حسين في عام 2003 تضاءل عدد المسيحيين بنسبة 83 في المئة من حوالي 1.5 مليون إلى 250 ألفا فقط.. منوها إلى أن الكنيسة العراقية واحدة من أقدم الكنائس في العالم إن لم تكن الأقدم وتقترب من الانقراض بشكل متسارع"... وقال "أن تكون البقية الباقية على استعداد لمواجهة الشهادة".

وأشار إلى التهديد الحالي الذي يمثله الارهابيون في تنظيم داعش باعتباره "كفاحاً أخيراً في سبيل البقاء" بعد هجوم التنظيم عام 2014، والذي أدى إلى نزوح أكثر من 125 ألف مسيحي من أرض أجدادهم التاريخية.

واضاف المطران بشار متى وردة "صادر أعداؤنا حاضرنا كانوا يسعون إلى القضاء على تاريخنا وتدمير مستقبلنا ولا يوجد في العراق تعويض لمن فقد ممتلكاته ومنزله وعمله وتجارته..عشرات آلاف المسيحيين فقدوا ثمرة عمل حياتهم وثمرة جهد أجيال في أماكن عيشهم عبر آلاف السنين".

وكان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عام 2000 قد اراد زيارة مدينة أور العراقية الأثرية التي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم الخليل وكان من المقرر أن تكون الزيارة هي المحطة الأولى ضمن رحلة تشمل العراق ومصر وإسرائيل إلا أن المفاوضات بهذا الشأن مع الحكومة العراقية آنذاك انهارت ولم يتمكن من الذهاب.
&