نصر المجالي: مع تواتر الأزمات التي يواجهها حزب المحافظين البريطاني الذي ينتظر زعيما جديدا خلفا لتيريزا ماي رئيسة الحكومة المستقيلة بسبب تداعيات اتفاق (بريكست)، أوقف وزير ينتمي للحزب بسبب تصرفه العنيف مع ناشطة إلى حين انتهاء التحقيق.

وأثار تقرير عن جذب وزير الدولة في بوزارة الخارجية البريطانية لشؤون آسيا والمحيط الهادي مارك فيلد لناشطة من جماعة السلام الأخضر (GREEN PEACE) من رقبتها باسلوب عنيف ودفعها بعيدا خلال احتجاج على التغير المناخي أدى إلى تعطل كلمة كان يلقيها وزير الخزانة فيليب هاموند مساء الخميس.

ومنعت عدة نساء الوزير هاموند من الحديث لدقائق عن طريق استخدامهن مكبرات صوت للهتاف بشعارات أثناء مأدبة سنوية لرجال الأعمال والبنوك في مبنى (مانشن هاوس)الشهير في لندن مساء يوم الخميس.

وحسب تقارير وسائل الإعلام البريطانية، فقد دخل النشطاء إلى القاعة التي يلقي فيها الوزير هاموند خطابه، مرتدين بزات وفساتين حمراء وأوشحة مكتوب عليها "المناخ في خطر".

وقال نشطاء منظمة "غرين بيس" إنهم كانوا يهدفون إلى إيصال رسالة حول فشل النظام الحالي.

شريط فيديو

وأظهر مقطع نشرته محطة لتلفزيون المستقلة (ITV) على الإنترنت وزير الدولة مارك فيلد وهو يجذب امرأة من رقبتها أثناء محاولة إخراجها من الغرفة.

وتم تصوير ناشطة )غرينبيس( &جانيت باركر )38 عامًا( وهي تُدفع إلى الحائط من جانب الوزير فيلد، الذي جذبها من رقبتها إلى الخارج بقوة.

وكانت السيدة باركر، التي تعيش في مزرعة تبلغ مساحتها 12 فدانًا في ريف مقاطعة ويلز مع زوجها بيتر ، واحدة من 40 عضوًا في المجموعة البيئية الذين اقتحموا عشاء المصرفيين والتجار السنوي في مانشن هاوس.

واعتذر الوزير فيلد في وقت لاحق، لكن متحدثة باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي قالت يوم الجمعة إن فيلد أوقف عن العمل لحين إجراء تحقيق. وأضافت "شاهدت رئيسة الوزراء المقطع ووجدته مقلقا للغاية".

وقال فيلد للمحطة إن رد فعله كان نابعا من مخاوف تتعلق بالأمن. وقال في بيان "في المناخ الراهن أشعر بضرورة التصرف بحسم للتصدي لأي تهديد لسلامة الموجودين".

تصريح غرين بيس

وقالت جماعة السلام الأخضر (غرينبيس) المدافعة عن البيئة إنها نظمت الاحتجاج في قلب حي البنوك بالعاصمة متهمة القطاع المصرفي بتمويل التغير المناخي ووزارة المالية بمحاولة تقليص العمل الحكومي الذي يهدف للتخفيف من آثاره.

وانتقدت الجماعة رد فعل فيلد تجاه المحتجة. وقالت ربيكا نيوسم مديرة السياسات في الجماعة ببريطانيا "لا أرى أي مبرر لهذا النوع من السلوك العنيف الذي شهدناه ليلة أمس. إنه أمر صادم ومقلق بشدة".

اسف

وقال الوزير فيلد، بحسب موقع (بي بي سي)، إنه يأسف على ما فعله مع الناشطة، جانيت باركر، موضحًا أنه كان يخشى أن تكون مسلحة. لكن الحكومة أصدرت قرارًا بوقفه عن العمل أثناء إجراء التحقيقات في الواقعة.

وأضاف "لم يكن هناك أي حرس أمني، ولثوانٍ قليلة انتابني قلق من إمكانية أن تكون الناشطة مسلحة، ونتيجة لذلك، أمسكت بها ودفعتها بحزم خارج القاعة".

لكنه قال: "أشعر بالأسف العميق لما حدث وأعتذر بلا تحفظ للسيدة المعنية، لكني في ظل تلك الحالة شعرت بالحاجة إلى التصرف بشكل حاسم لمنع ما قد يهدد سلامة الحاضرين".