حذرت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية من تداعيات التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران بعد إسقاط الأخيرة طائرة تجسس أمريكية بلا طيار فوق مياه مضيق هرمز.

ورغم انتقاد العديد من الكتاب للموقف الإيراني الذي ينذر بنشوب "حرب"، ذهب آخرون إلى أن بلوغ الصراع هذا الحد "أمر ليس سهلاً".

وأفادت تقارير صحفية أمريكية أن الرئيس دونالد ترامب أقر تنفيذ ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية رداً على إسقاط الطائرة لكنه تراجع عن قراره فجر الجمعة 21 يونيو/حزيران.

"رد تصاعدي"

قالت صحيفة الرياض السعودية إن إسقاط الطائرة الأمريكية "يصعّد نذر الحرب". وأضافت الصحيفة: "لا أحد يريد التصعيد ولكن يبدو أن إيران تريده دون أن تحسب حساباً لنتائجه، وكأنها عملية انتحارية مجهولة العواقب، مما يعطينا فكرة أوضح عن ذي قبل أن النظام الإيراني لا يعرف منطق الدبلوماسية في التعامل مع الأحداث، وأن من يقرر السياسة الخارجية الإيرانية أبعد ما يكون عن الحنكة".

وأشار إبراهيم الأمين في صحيفة الأخبار اللبنانية إلى أن "إيران التي تملك حلفاء وأصدقاء وأنصاراً، وحتى أتباعاً، لديها القدرة على اللعب في أكثر من ساحة. لكنها، اليوم، لا تظهر بمظهر الهارب من المواجهة. بل تعمد إلى الرد التصاعدي على حدودها وفي مياهها وداخل أجوائها".

ورأى الكاتب أن إيران تقول للأمريكيين "توقفوا عن الألاعيب والمناورات، وتعالوا مباشرة إلى المواجهة الشاملة. وهي رسالة من شأنها تضييق هامش المناورة الأمريكية، ودفع واشنطن الى خيارات حاسمة: إما الذهاب نحو تسوية تعود فيها عن كل قراراتها، وإما إلى المواجهة الشاملة وانتظار الحصاد".

وفي الصحيفة ذاتها، انتقد طراد حمادة أمريكا التي "تشهد نتائج جنون العظمة في قيادات متهورة، طماعة جشعة، غريبة الأطوار مثل قيادة الرئيس دونالد ترامب". وأضاف الكاتب: "كل هذه التراكمات تشير إلى رجحان كفة ميزان القوى لصالح إيران ومحور المقاومة. وعليه، إذا حصلت الحرب وهو أمر ليس سهلاً، فمن المرجح أن تكون لصالح محور المقاومة الذي تقوده إيران، وإذا لم تحصل الحرب فإن الانتصار يكون متحققاً بالقدرة على منع نشوبها.

دونالد ترامب
Getty Images

إنه الانتصار في الحالين، في غمار الحرب، وفي قدرة الردع على منع نشوب الحرب".

"مواجهة لا يريدها أحد"

وقال جهاد الخازن في الحياة اللندنية: "طبعاً لإيران حلفاء في الشرق الأوسط كله، وهي على علاقة قوية مع حكومتي العراق وسورية، ومع حزب الله في لبنان. خصوم إيران يقولون إنها تسعى للسيطرة على الخليج وعلى مناطق أخرى من الشرق الأوسط، إلا أن إيران الآن لا تستطيع أن تحقق أهدافها المزعومة، ولكنها قد تواجه الولايات المتحدة بزيادة تخصيب اليورانيوم للرد على الحرب غير المعلنة عليها".

وتبنى أسامة الألفي رأياً مشابهاً في صحيفة الأهرام المصرية مشيراً إلى أن إيران "لا تريد حربًا، فهي منقسمة إلى أجنحة متصارعة، وتعانى أوضاعًا داخلية صعبة ويعيش اقتصادها ظروفًا قاسية".

وتحت عنوان "مخاطر مواجهة لا يريدها أحد"، كتب إلياس حرفوش في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية: "رغم هذا التصعيد وفيما يهدد الرئيس الإيراني برفض ما يسميه شروطاً وإملاءات أمريكية، يؤكد أن بلاده لا تريد الحرب لكنها مستعدة للدفاع عن نفسها، كما نسمع من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن 'الرئيس ترامب لا يريد الحرب، وهناك رسائل كثيرة يتم تبادلها بين البلدين في الوقت الحالي'!"

وتساءل الكاتب: "هل يعني ذلك أن واشنطن وطهران تعرفان عواقب الحرب وتترددان في دخولها؟ هذا على الأقل ما تأمله دول المنطقة التي عانت كثيراً من المغامرات المتلاحقة وتسعى إلى توفير فرص أكثر استقراراً لحياة مواطنيها ولمستقبلهم".