بيروت: اسفرت غارات شنها سلاح الجو السوري الأحد عن مقتل أربعة مدنيين على الأقل، بينهم قاصران، في محافظة إدلب الواقعة شمال غرب سوريا والتي تتعرض لقصف شديد، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبلغت حصيلة قتلى الغارات التي شنها النظام على هذه المنطقة منذ الأربعاء أكثر من 60 مدنياً، بحسب المرصد.

وقُتل المدنيون الأربعة الأحد في الغارات التي شنها الطيران السوري على قرية في منطقة جبل الزاوية في جنوب محافظة إدلب، وفقًا لما ذكره المرصد والذي أشار كذلك إلى إصابة تسعة اشخاص بجروح.

وكثف النظام السوري وحليفته روسيا منذ أواخر نيسان/أبريل استهدافهما لمحافظة إدلب والمناطق المتاخمة لها في محافظات حلب وحماة واللاذقية، والتي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (الذراع السورية لتنظيم القاعدة سابقا).

وتخضع المنطقة المستهدفة الحدودية مع تركيا لاتفاق روسي-تركي ينصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل الجهادية والمقاتلة، لم يتم استكمال تنفيذه لرفض هذه الفصائل الانسحاب.

وتتّهم دمشق أنقرة الداعمة للفصائل بالتلكؤ في تنفيذ الاتفاق.

وشهدت المنطقة هدوءاً نسبياً بعد توقيع الاتفاق في أيلول/سبتمبر، إلا أن قوات النظام صعّدت منذ شباط/فبراير قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية اليها لاحقاً.&وزادت وتيرة القصف بشكل كبير منذ نهاية شهر نيسان/أبريل.

وكانت الأمم المتحدة حذرت من أن التصعيد في منطقة إدلب، التي يقطنها ثلاثة ملايين شخص، قد يثير واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية منذ بدء النزاع في سوريا في عام 2011.

وبحسب المرصد الذي يتّخذ من بريطانيا مقراً له فإنّ القصف السوري والروسي على هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل جهادية أسفر منذ نهاية نيسان/أبريل عن مقتل أكثر من 470 مدنياً.

كما أسفر القصف عن تضرّر 23 مستشفى ودفع أيضاً 330 ألف شخص للنزوح إلى مناطق أكثر أمناً غالبيتها بالقرب من الحدود التركية، وفقاً للأمم المتحدة.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء روسيا وتركيا إلى العمل "دون تأخير على استقرار الوضع" في محافظة إدلب.

وأضاف "لا حل عسكريا للأزمة السورية (..) على الحل أن يكون سياسيا" منددا بأن يدفع المدنيون مجددا "ثمنا فظيعا" في المعارك الدائرة.

وتسبب النزاع في سوريا الذي اندلع في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وتهجير الملايين.
&