بعد تغريدته عن "صفقة القرن" يبدو النائب السابق وليد جنبلاط غير راضٍ عن إحياء التسوية بين رئيس الحكومة سعد الحريري والوزير جبران باسيل، فهل تهتز العلاقات بين الحزب الإشتراكي وتيار المستقبل اللبنانيين؟.

إيلاف من بيروت: يبدو من تغريدات النائب السابق وليد جنبلاط أنه ليس راضيًا بالمطلق عن إحياء التسوية بين ركنيها الأساسيين سعد الحريري وجبران باسيل.&

لم يكن الأمر بحاجة إلى تغريدة عن "صفقة قرن" بالتزامن مع انعقاد اللقاء الطويل بين الاثنين، لمعرفة أن المقصود بالصفقة هو اللقاء الشامل بين الحريري وباسيل، الذي شمل كل الملفات من الموازنة إلى التعيينات إلى المرحلة السياسية المقبلة.

فقد غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على حسابه عبر تويتر بالقول: "في فلسطين صفقة قرن، وفي لبنان صفقة قرن. هناك أرض وشعب على مشارف المصادرة والتهجير، وهنا اتصالات وكهرباء وأملاك بحرية ومصافٍ ونفط وغاز على مشارف القرصنة والتوزيع والتخصيص. هناك صهر، وهنا صهر يعبثون بالأخضر واليابس، هناك رئيس يهدد العالم يمينًا وشمالًا، وهنا تسوية القهر الذل والاستسلام".

وتؤكد أوساط في اللقاء الديمقراطي أن جنبلاط حريص على العلاقة مع رئيس الحكومة، إنما هناك خطوط حمراء يضعها جنبلاط حول المختارة وسيادتها، والمسّّ بمواطنيها، لا يمكن القبول بتجاوزها.

يبدو أن الانتقادات تحصل "على الناعم" أحيانًا، وغالبًا بتوتر كبير من الاشتراكي إلى السراي الحكومي، بتغريدات مبطنة من جنبلاط، أو قاسية تطال تيار المستقبل، من رئيسه إلى الأمين العام لتيار المستقبل، وإلى مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، الذي خاض الحزب الاشتراكي معركة الدفاع عنه في حادثة الجاهلية، والخلاف المستمر مع رئيس تيار التوحيد وئام وهاب.

الحلف القديم
فهل انتهى الحلف القديم بين الحريري ورئيس الحزب الإشتراكي النائب وليد جنبلاط؟. يجيب النائب السابق نضال طعمة في مداخلة لـ"إيلاف" قائلًا"، إن "ما يجمع الحريري وجنبلاط أكبر مما يفرّقهما، فهناك ثوابت 14 آذار، وهي تجمع بينهما".

ولدى سؤاله "عون والحريري اليوم في خندق واحد برعاية عربية، لماذا اليوم هما ضمن خندق واحد من التحالفات؟". يجيب طعمة، إن بداية العهد الجديد، ومع حكومة جديدة، كان همّ الحريري الأول نجاح العهد الجديد، وبالتالي التحالف قائم بينهما، من أجل مصلحة البلد، واستمرار الحكومة وإعادة الثقة في الدولة، وكانت هناك غاية موحدة في إعادة الثقة بلبنان لدى المواطنين مع تحالف عون والحريري.

الفساد
هل الغاية من تعاون عون والحريري أيضًا القضاء على الفساد في لبنان؟. يجيب طعمة، إن الأمر مطروح بقوة، والفساد المستشري في لبنان لا يمكن القضاء عليه في أيام معدودة، لكن التحالف بين عون والحريري غايته أيضًا القضاء على الفساد، وإعادة الثقة إلى كل المشاريع البيئية والأمنية.

المرحلة الإقليمية
وردًا على سؤال هل المرحلة الإقليمية تحتم وجود تحالفات قوية في لبنان لتلقي الصدمات المقبلة على المنطقة؟. يرى طعمة أن الأمر مؤكد، لأن الدول الكبرى تتعامل عادة مع الدول القوية بتحالفاتها، إن كانت الدول الأجنبية أو العربية منها، وسيكون لبنان بلدًا فاشلًا حينها مع وضع اقتصادي مذرٍ وصعب، كذلك مع وضع إنمائي تعيس أيضًا، ووضع أمني يحتاج متابعة، ومع عدم وجود التحالفات القوية في لبنان، لا يمكن أن نظهر للخارج على أننا دولة تستعيد قوتها، وحينها الدول الخارجية لن تتعامل مع لبنان كما يجب أن تتعامل معه.

الحريري وجنبلاط
وردًا على سؤال "في أي أمور يختلف الحريري مع جنبلاط وحول أي أمور يتفقان؟"، يجيب طعمة "ما تجمعهما هي روحية 14 آذار، فقد دفعا أثمانًا سوية من شهداء، من أجل القضايا الوطنية، وهما يجتمعان من أجل مصلحة البلد وإعادة الثقة به من جديد، ويتفقان على أن سلاح حزب الله يجب أن يكون على طاولة الحوار، وعلى ضرورة أن يخرج حزب الله من سوريا، وأن يحمي الجيش اللبناني الحدود".

عن التحالفات الجديدة التي بدأت تتمظهر أكثر فأكثر، يقول طعمة إن الحريري ليس في وارد القيام بتحالفات ضد أخرى، فهو منفتح على الجميع، رغم مآخذه على سياسة حزب الله، لكن لا يقوم بتحالف مع التيار الوطني الحر أو رئيس الجمهورية ميشال عون ضد تحالفات أخرى.

الحريري، يضيف طعمة، يمد يده للجميع، وقد ضحّى منذ زمن مع انتخاب رئيس الجمهورية، وفي قانون الانتخابات، من أجل مصلحة لبنان. ويقول الحريري إنه جاهز لمجمل الأمور التي يتم الاتفاق عليها، حتى لو كانت هذه الأمور في بعض الأحيان ضد مصلحته شعبويًا.

ويلفت طعمة إلى أنه لا يمكن القول إن هناك تحالفات جديدة من خلال فريق ضد آخر.
&