أسامة مهدي: كشفت معلومات من الداخل الايراني اليوم عمن أمر وخطط ونفذ الهجومات الاخيرة على ناقلات النفط في الخليج. موضحة أن قوات الحرس الثوري قامت خلال الشهر الماضي بتنفيذ عمليات نقل وتحريك واسعة للصواريخ على السواحل الجنوبية من إيران بهدف تنفيذ الاعتداءات وحفظ معنويات قوات الحرس بعد ادراجها على قائمة الارهاب.

وقال مجيد حريري، عضو لجنة الأبحاث الدفاعية والاستراتيجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في تقرير تسلمت "إيلاف" نصه الثلاثاء، أن المعلومات الواردة من داخل ايران تؤكد ان عمليات تفجير ناقلات النفط تمت بإشراف من العميد علي فدوي نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري وتم تنفيذها من قبل الوحدات الخاصة التابعة للقوة البحرية في قوات الحرس بالتعاون مع القاعدة البحرية في ميناء جاسك.

وتشير هذه المعلومات الى أن قوات الحرس قامت خلال الشهر الماضي بتنفيذ عمليات نقل وتحريك واسعة للصواريخ على السواحل الجنوبية من إيران بهدف حفظ معنويات القوات الداخلية للحرس ومنع انهيارها في ظل الظروف الداخلية والدولية المتأزمة.

ووفقا للتقارير الداخلية من داخل النظام، فإنه بعد اطمئنان المرشد الاعلى علي خامنئي الى أن الاستراتيجية والخط الأساسي الأميركي لايسير تجاه الحرب مع النظام، فقد أقدم هذا على تنفيذ هذه الأعمال العسكرية المستفزة في مضيق هرمز وبحر عمان من أجل تهديد أمن المنطقة وطرق تصدير النفط حتى يقلل من تأثير الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها ويؤخر من سقوطه.

من هو علي فدوي قائد العمليات؟

تشير التقارير القادمة من داخل النظام أيضا إلى أن الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان يوم الخميس 13 يونيو الحالي قد تم بتخطيط وقيادة العميد علي فدوي نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري.

والعميد علي فدوي كان قائدا للقوات البحرية التابعة لقوات الحرس ونائبا لقائد القوات البحرية منذ فترة الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينات القرن الماضي، ثم تولى قيادة القوات البحرية بين عامي 2010 و2018 &وفي 16 مايو &الماضي تم تعيينه من قبل علي خامنئي نائبا للقائد العام لقوات الحرس.

العميد علي فدوي وبصفته قائدا سابقا للقوات البحرية في قوات الحرس هو من نفذ مخطط خطف البحارة الأميركيين في& يناير عام 2016 &ولهذا السبب أصبح موضع تشجيع ودعم من قبل خامنئي، الذي منحه في 31 يناير 2016 أعلى وأرفع الميداليات العسكرية.

تنفيذ العمليات ضد الناقلات

كما تشير التقارير المحصل عليها من داخل النظام الى أن تنفيذ عمليات تفجير ناقلات النفط الأخيرة تم من قبل الوحدات الخاصة التابعة للقوة البحرية في قوات الحرس بالتعاون مع القاعدة البحرية التابعة لها في ميناء جاسك الذي لا يبعد سوى 30 ميلا عن مكان انفجار ناقلات النفط.

فقد كان العميد علي فدوي على ارتباط مباشر مع العقيد تيمور بايداره قائد القاعدة البحرية التابعة لقوات الحرس في ميناء جاسك في بحر عمان، وكان يتلقى منه بشكل مباشر التقارير حول ما آلت إليه حالة ناقلات النفط المنفجرة.

كما أن العميد علي رضا تنغسيري قائد القوة البحرية في قوات الحرس كان ايضا على تواصل مباشر مع العقيد بايداره. وفي الوقت الحالي يتولى العقيد بايداره قيادة قاعدة امامت البحرية القريبة من ميناء جاسك ونائبه العقيد جعفري ومسؤول الاستخبارات العسكرية للقاعدة هو العقيد زارعي.

الجدير بالذكر أن القوات البحرية التابعة لقوات الحرس أقدمت على تعزيز القوات البحرية في قاعدة امامت البحرية الشهر الماضي وزادت من عدد القوات والأسلحة والتجهيزات الموجدة فيها.

كما أن قوات الحرس أعلنت عن رفع الجاهزية في هذه المنطقة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وخلال شهر رمضان الماضي زار وفد من قادة القوات البحرية التابعة لقوات الحرس في طهران ومن قيادة ميناء بندر عباس قاعدة امامت بالقرب من ميناء جاسك، وكانت لهم اجتماعات مع العقيد بايداره.

الجدير بالذكر أن ميناء جاسك يتبع للجيش الإيراني في مخطط تقسيم المهام العسكرية بين القوات البحرية للجيش الإيراني والقوات البحرية الخاصة بقوات الحرس وقيادة المنطقة الثانية للقوات البحرية الخاصة بالجيش الإيراني المعروفة بولايت موجودة في ميناء جاسك.

يشار الى أن استخدام الألغام البحرية لتهديد السفن في المياه الإقليمية الجنوبية وبحر عمان هو أحد التكتيكات المعروفة لقوات الحرس في العقيدة العسكرية للحرب البحرية غير النظامية.

القاعدة البحرية لميناء جاسك

وبدورها، قامت القاعدة البحرية لقوات الحرس في ميناء جاسك بتأسيس ثلاث قواعد بحرية أخرى من أجل توسيع نشاطاتها.

والعقيد علي علي نجاد قائد قاعدة بسيج البحرية هو من قام بتأسيس تلك القواعد البحرية الثلاث من أجل جمع المعلومات عن منطقة جاسك المركزية.

وقبل ثلاثة أسابيع، كتب أحد القادة السابقين في وزارة مخابرات النظام في تقرير داخلي عن سياسة النظام في مواجهة الولايات المتحدة قائلا ان "إيران أظهرت للولايات المتحدة بأنه إذا تم تهديد المصالح الإيرانية من قبل أميركا فإن القضية لن تنتهي بإيران بل ستنجر المنطقة كلها نحو الفوضى حيث ان إيران أثبتت عدة مرات أنها تستطيع من خلال الطائرات المسيرة استهداف شركة آرامكو السعودية ومطارات السعودية بكل سهولة وفي ميناء الفجيرة يمكنها ضرب السفن وتحريك الحشد الشعبي في العراق وتنفيذ عمليات من اليمن".&
&&
كما ان القائد السابق والحالي للقوات البحرية الخاصة بقوات الحرس العميد علي فدوي والعميد علي رضا تنغسيري كانا قد عهدا مرات عدة خلال الأعوام الماضية بإغلاق مضيق هرمز.

والهجوم الاخير على ناقلتي النفط في خليج عمان هو الثاني ضد ناقلات نفط في غضون شهر في المنطقة الاستراتيجية من الخليج وسط تصاعد مستمر للتوتر بين طهران وواشنطن، التي وجهت أصابع الاتهام لإيران بعد تعرّض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات &تخريبية قبالة دولة الإمارات في 12 مايو الماضي.