حقق مايك بومبيو مسيرة ناجحة في قيادة الدبلوماسية الأميركية في العالم، بالمقارنة مع سلفه ريكس تيلرسون، الذي علم بإقالته من منصبه عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر).

إيلاف من نيويورك: مع مرور أكثر من عام على توليه منصبه، تمكن وزير الخارجية الأميركية الحالي من فرض نفسه كرقم صعب في إدارة الرئيس دونالد ترمب، وبات يُنظر إليه على أنه صمّام أمان في إدارة ميزتها الأساسية الصعود والهبوط، لا يعرف أركانها متى تٌبرز ورقة الإقالة في وجههم.

مستقبله على مفترق طرق
بومبيو القادم إلى الدبلوماسية من عالم الاستخبارات، حيث كان يشرف على قيادة الـ (CIA)، ستشكل الأشهر المقبلة مفترق طرق بالنسبة إلى مستقبله السياسي. القرار محصور به فقط، وعليه الاختيار بين البقاء كواحد من المستشارين الموثوقين للرئيس دونالد ترمب، أو السعي إلى الحصول على مقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية كانساس، يفتح له الأبواب للترشح للرئاسة عام 2024 من موقع قوي.

وبحسب بوليتيكو، فإن العديد من حلفاء ترمب يقولون إن بقاء بومبيو في منصبه كوزير للخارجية في هذه الفترة واجب وطني وسط أزمات عالمية لا تعدّ ولا تحصى.

يدرس خطواته
بومبيو كان قد استبعد في وقت سابق من هذا العام إمكانية الترشح لخوض انتخابات مجلس الشيوخ في عام 2020، لكن العديد من المقربين منه يقول إنه يقيّم بهدوء الخطوات التالية في حياته السياسية.

ماكونيل حليفه الأول
يعمل زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل جاهدًا لإقناع بومبيو بالترشح لخلافة السناتور بات روبرتس. ونقلت بوليتيكو عنه في هذا السياق قوله: "لا يزال خياري الأول. أشك في أن الرئيس سيوافق على ذلك، لكنه خياري الأول لمقعد كانساس في مجلس الشيوخ".

الخيار الأمثل
يعتبر ماكونيل أن بومبيو يشكل أفضل رهان للاحتفاظ بمقعد كنساس، وتجنب سيناريو الكابوس. فحتى اللحظة يعد كريس كوباخ خيار المرشحين الجمهوريين. والجدير بالذكر أنه خسر منصب حاكم الولاية في العام الماضي أمام لورا كيلي. في المقابل ستكون الحاكمة السابقة كاثلين سيبيليوس مرشحة الديمقراطيين، مما يعني أن الانتخابات لن تكون سهلة.&

ويقول الجمهوريون إن ترشح بومبيو سيُثني سيبيليوس عن الترشح، ويمنع الحزب من خسارة الملايين في ولاية محسوبة على الجمهوريين بقوة، للحفاظ على أكثرية بسيطة في مجلس الشيوخ. ورغم أن النائب الجمهوري روجر مارشال يدرس فكرة الترشح، إلا أن الحزب الجمهوري يعتقد أن بومبيو سيكون خيارًا أقوى بكثير.

تمهيد لانتخابات 2024
بالنسبة إلى بومبيو، يمكن أن يكون الترشح عن مقعد في مجلس الشيوخ تمهيدًا لخوض انتخابات رئاسية في عام 2024، وتواجده في المجلس يعني بقاءه في الأجواء السياسية في العاصمة الأميركية بغضّ&النظر عن مصير ترمب في انتخابات عام 2020.

لم يخف وزير الخارجية أحلامه الرئاسية، فخلال حديث خاص مع صديقه السناتور توم كوتون، تحدث عن احتمال خوض الانتخابات، ثم مازح صديقه عضو&مجلس الشيوخ قائلًا: "ربما أترشح ضد هذا الرجل".

مُعارضة جمهورية
لكنّ أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يتحدثون عن المسؤوليات الجمّة التي يتحملها وزير الخارجية، في ظل احتمال وقوع نزاع مع إيران، ويعتبرون أنه سيأخذ وقته في تقييم ما إذا كان الترشح لمجلس الشيوخ هو الخطوة الصحيحة بالنسبة إليه وإلى الحزب الجمهوري. وقال السناتور الحالي بات روبرتس: "إنه ملتزم تمامًا بوظيفته الحالية. يمكنه الانتظار لفترة قصيرة".

نوه السناتور روي بلانت بالدور المهم الذي يلعبه بومبيو. وفي الوقت الذي قال إنه بإمكانه العمل في مجلس الشيوخ، أعرب عن اعتقاده بأن بقاءه في الخارجية سيكون الخيار الأفضل لخدمة الدولة.

الصعوبات التي تواجهها إدارة ترمب والتغييرات المستمرة وعدم استقرار السياسة الخارجية، تشكل عوامل أساسية في تفضيل بعض الشخصيات الجمهورية استمراره في منصبه كوزير للخارجية، لأن ترشحه لمجلس الشيوخ يعني استقالته قبل أشهر من الانتخابات، كما يعني أن المنصب سيُسند إلى شخصية بالوكالة.&

وأكد السناتور جوني إرنست: "نحن بحاجة إلى رؤية الاستقرار. وأعتقد أن هذه إشارة جيدة حقًا، ليس فقط إلى حلفائنا، ولكن لخصومنا، رسالة بأن لدينا حكومة جيدة التنظيم"، كما رأى السناتور جون مانشين، الذي كان واحدًا من الديمقراطيين القلائل الذين صوّتوا لمصلحة بومبيو لتولي وزارة الخارجية، رأى أن بقاء الوزير الحالي في منصبه هو الخيار الأفضل.


&