اعتبر الدكتور كمال اللبواني المعارض والمعتقل السوري السابق في سجون النظام أن "فشل الاجتماع الثلاثي الروسي الأميركي الإسرائيلي يلغي احتمال التفاهم بين الدول على بقاء الأسد، لأن أجندة كل طرف من الأطراف الثلاثة مختلفة".

إيلاف: أوضح اللبواني، في لقاء خاص مع "إيلاف"، أن روسيا "لا تفي بتعهداتها، وغير مستعدة للتعاون من أجل إخراج إيران من سوريا، كما إن النظام السوري أيضًا غير راغب في ذلك، وهكذا وصلت المفاوضات إلى حائط مسدود"، وتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة" تبادل رسائل ساخنة واختبارات قوة، وزعزعة استقرار، بما فيها استهداف مناطق النظام".

أضاف اللبواني "اتفقت الدول الثلاث كعادتها على ألا تصطدم ببعضها في سوريا فقط، وهكذا لن تدافع روسيا عن إيران إذا ما استهدفت، وإسرائيل لا تستطيع التصدي وحدها لمشاكلها، وهي تحتاج واشنطن، وواشنطن غير متحمسة للتورط في حروب، لذلك فإن "استراتيجية إيران تعتمد على تخويف دول الخليج والوصول إلى حافة الحرب من أجل أن تقوم دول الخليج بالضغط على أميركا لتخفيف العقوبات على طهران، وتشترط ذلك للعودة إلى التفاوض، لأنها ستضمن قدرتها على تحمل العقوبات لو خففت، وبذلك تطيل أمد التفاوض قدر ما تشاء وتفشلها حين تشاء".

واعتبر أن "قوة إيران مستمدة من حلفائها العرب، كقطر، والإقليميين كتركيا، ومن محور المقاومة الذي تقوده، والمشكل من تحالف سني شيعي ممتد في كل المنطقة، وهو تحالف براغماتي لا يهتم بالخلاف المذهبي، لأن الإخوان وإيران يستخدمان الدين في خدمة السياسة، وليس العكس، وإيران ترتبط بنيويًا بتنظيم الإخوان، وهي أول شكل تطبيقي لنظريتهم السياسية".

لفت إلى أن وسط كل ذلك تبقى "المعارضة السورية غير فاعلة، ولا قيمة لها ولا دور غير تقديم التنازلات، وكذلك النظام لا تأثير له، حتى تنهي الدول خلافاتها، مما يعني أنه لا حل قريبًا منتظرًا تفاوضيًا أو عسكريًا".

تحقيق عن الفساد&
وقد تطرق اللبواني أيضًا في اللقاء إلى موضوع الفساد والاستبداد، اللذين "دمّرا الثورة السورية"، وتحدث عن "أنباء عن فتح تحقيق في واشنطن وأوروبا يطال ملفات تمويل المعارضة".

وقال "بدأنا بفضح بعض ملفات الفساد من خلال المجموعات على "واتساب"، وكانت ردود الفعل الشعبية متجاوبة جدًا. وتحدث كمثال عن تمويل ما كان يعرف بـ"ربيع دمشق"، عبر مجموعة خاصة، فانتشر التسجيل الصوتي، ووصل إلى الاتحاد الأوروبي وواشنطن. ومن المنتظر كما علمت إجراء تحقيق موسع لكشف أقطاب الفساد وماهيته".&

وأشار في الوقت نفسه إلى أن هناك محاولات مستميتة لإفشال هذا التحقيق، والتستر على الفاسدين عبر اتباع سياسة العصا والجزرة، مع الشهود، لكنه كما قال "نحن لن نسمح بذلك"، والشرفاء في الثورة السورية لن يقبلوا أن تمر ملفات مهمة وحساسة من دون محاسبة، لأن الفساد قد نخر الثورة السورية، ولا يمكن تجديد عزيمتها، ما لم نقم بثورة على الفساد والاستبداد معًا، فالسياسة هي التعبير المباشر عن الثقافة السائدة والتعبير غير المباشر عن الاقتصاد، ولا يمكن قيام بناء سياسي ناجح على ثقافة الفساد".

وطالب اللبواني بـ"بمراجعة نقدية للمبادئ والقيم والآليات والمؤسسات في المعارضة". وتساءل: "هل نريد أن نموت وندفن في سوريا أو في أوروبا؟"... هذا هو السؤال إذا أردنا أن نعود فيجب القضاء على الفساد من أجل إنهاء الاستبداد. ففي دول المشرق السياسيون يستخدمون السلطة لخدمة الفساد، ومحاربتنا للفساد تغيّر&هذا النظام من أساسه، وتمنع&بقاءه أو تجدده بصور مختلفة".
أردف "نحن ملتزمون متابعة النضال ضد نظم الفساد والاستبداد، ولن نستسلم لها".

يشار إلى أن اللبواني طبيب ومعارض سوري، اعتقل لأكثر من عشر سنوات في سجون النظام، عمل في المعارضة السورية قبل وبعد الثورة السورية. شارك في تأسيس مؤسسات المعارضة وتحالفاتها. زار إسرائيل وأميركا وأوروبا ودولا عربية وإقليمية، أملًا في إقناعهم بتغيير النظام، والقبول بتنحية الرئيس السوري بشار الأسد عن المشهد السياسي ومحاكمته، وقدم ولا يزال يقدم سيناريوهات للحل في سوريا.
&