في مقابلتين تلفزيونيتين لافتتين مع قناتين متناقضتين من حيث الهوية الثقافية والسياسية، ومقابلة صحافية ثالثة، قدم وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة "مرافعة" تضمنت مرئيات ومواقف المملكة حول القضايا المهمة في الإقليم وخصوصًا تداعيات "ورشة البحرين" التي أثارت الكثير من التساؤلات في الآونة الأخيرة.&

إيلاف: اللقاءان التلفزيونيان مع الشيخ خالد بن أحمد، كانا مع قناة (العربية) التي تبث من دبي، ومع قناة "13" الإسرائيلية، وهو أول لقاء له مع قناة إسرائيلية. أما الثالث فكان مع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

في اللقاء مع قناة (العربية)، الذي بثت وكالة أنباء البحرين نصه الكامل، قال الشيخ خالد إن البحرين ساهمت في استضافة الكثير من المؤتمرات التي تخدم المنطقة واستقرارها، وتحديدًا الشعب الفلسطيني الشقيق، وهذه ليست أول ورشة أو أول عمل لدعم اقتصاد الشعب الفلسطيني، لكن نراها مهمة جدًا إن نجحت وإن كسبت الكثير من الاهتمام والمشاركة، فستكون بداية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط".

ليست الأولى
وقال وزير خارجية البحرين في المقابلة التي أجريت على هامش انعقاد ورشة (السلام من أجل الازدهار) ردًا على سؤال حول استضافة البحرين للورشة، إن البحرين تقوم بدورها لمساعدة جهود التنمية والاستقرار والازدهار في المنطقة، وهذا جزء منها، وهذا ليس أول جهد تقوم به البحرين في هذا المجال، البحرين ساهمت في استضافة الكثير من المؤتمرات التي تخدم المنطقة واستقرارها، وتحديدًا الشعب الفلسطيني الشقيق، وهذه ليست أول ورشة أو أول عمل لدعم اقتصاد الشعب الفلسطيني، لكن نراها مهمة جدًا إن نجحت، وإن كسبت الكثير من الاهتمام والمشاركة، فستكون بداية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط.

تطبيع
وردًا على سؤال ما إذا يمكن اعتبار استضافة هذه الورشة لزوم الخطة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل؟، قال الشيخ خالد: ليست كذلك، هذه ورشة لتحسين الأوضاع الاقتصادية لدول المنطقة، وخاصة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، ليس لدينا أي إطلاع، وليس هناك أي شيء مطروح الآن في ما يتعلق بخطة سلام سياسية مع إسرائيل.

حول عدم حضور الجانب الفلسطيني، أعرب الشيخ خالد عن أسفه لأن وجود الإخوة الفلسطينيين مهم، قدراتهم معروفة وفهمهم للأمور معروف، وتقديرهم لنجاحها أو فشلها معروف، لكن تمنينا أن يكونوا موجودين معنا، قد تكون هذه الفرصة قد مرت بالنسبة إليهم، لكنّ هناك فرصًا في الأمام يجب ألا تفوت.

حل اقتصادي/ سياسي
وعن إمكانية أن يكون هناك حل اقتصادي بعيدًا عن الحل السياسي؟، قال وزير خارجية البحرين: نحن نتكلم عن ورشة اقتصادية تُحسن الظروف وتُحسن المناخ وتفتح الأبواب وتجعل الشخص يتطلع إلى الاستقرار والسلام، وتجعل من ليس لديه أمل ومن هو فاقد لهذا الأمل أن يكون الأمل في يده، إذا كان هذا الشيء في يده، فسيكون لدينا مناخ أفضل لنتكلم عن عملية السلام، أما الآن فالكلام عنها، من دون هذه المقومات الرئيسة للحياة الأفضل هو غير ذي فائدة.

حول الملف الإيراني والعقوبات الأميركية الجديدة ودورها في الحد من التصرفات والممارسات العدائية في الخليج تحديدًا؟، قال الشيخ خالد: إنها عقوبات مقيدة، عقوبات مُضعِفة، نعم هذه عقوبات مؤلمة جدًا بالنسبة إلى اقتصادهم وبالنسبة إليهم، وإذا كان لديهم أي من العقل فيجب أن يجنحوا إلى العقل ويغيّروا سياستهم، غير ذلك فهي عقوبات جدًا مؤلمة بالنسبة إليهم.

مقابلة قناة 13&
في المقابلة الثانية مع قناة "13" الإسرائيلية، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إن الحديث المباشر مع المجتمع الإسرائيلي هو الوسيلة لتخفيف أي توتر، وهذا الحوار كان يجب أن يحدث منذ زمن طويل".

في بداية المقابلة، قال الوزير: "هذه مقابلتي الأولى مع قناة إسرائيلية، ولنأمل أننا سنتمكن من توجيه الرسالة". ووجّه المذيع سؤالًا: "هذا حدث غير عادي، وزراء الخارجية العرب يجلسون مع صحافيين إسرائيليين، ما الذي دفعك إلى فعل ذلك؟"، فرد الوزير: "هذا كان من المفترض حدوثه منذ زمن طويل، الحديث مع الناس الذين تختلف معهم هو دائمًا خطوة ستؤدي إلى خفض التوتر…".

أضاف وزير الخارجية البحريني: "أردنا دومًا حل النزاع العربي الإسرائيلي والفلسطيني الإسرائيلي، لكن كنا دومًا نفقد التواصل، كنا دائمًا نتحدث مع الجميع حول العالم، عدا الحديث مباشرة مع الجمهور الإسرائيلي، عبر القنوات الإسرائيلية أو وسائلهم الإعلامية وصحفهم، وأعتقد أن هذا كان من المفترض حدوثه منذ زمن طويل، ولا نريد تفويت هذه الفرصة هنا في هذه الورشة المهمة".

تايمز أوف إسرائيل
أجرى وزير الخارجية البحريني كذلك مقابلة مع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، اعتبر فيها أن انعقاد "ورشة البحرين"، مثلها مثل زيارة الرئيس المصري الراحل، محمد أنور السادات إلى القدس عام 1977، لأنها ساعدت على تمهيد الطريق نحو اتفاقات كامب ديفيد وتطبيع العلاقات ما بين مصر وإسرائيل.

أضاف: "بقدر ما كانت كامب ديفيد 1 واحدة من أهم المحركات التي حركت الأحداث في الشرق الأوسط، يمكن أن تكون ورشة البحرين".

وتابع: "… إذا نجحنا، وبنينا عليها، وجذبنا الانتباه إليها، أعتقد أنها ستكون ثاني أهم محرك للأحداث في تاريخ الشرق الأوسط".

قدمنا مبادرة سلام
وقال الوزير البحريني: "على الجميع الاعتراف، إسرائيل بلد في المنطقة… وهي باقية بالطبع". أضاف: "لمن كان يقدم السلام أو مبادرة السلام؟، أعتقد أننا قدمناها إلى دولة تدعى دولة إسرائيل في المنطقة، ولم نعرضها على جزيرة بعيدة أو دولة بعيدة".

وأوضح الوزير: "لقد قدمناها (مبادرة السلام) إلى إسرائيل، لذلك نعتقد أن إسرائيل دولة ستبقى، ونريد علاقات أفضل معها، ونريد السلام معها".

قال: "نعرف أننا قد نكون الدولة العربية الوحيدة، بعد مصر والأردن، التي تعترف بحق إسرائيل في الوجود، لكن في الحقيقة إخواننا في المنطقة يؤمنون بوجودها".

وطالب وزير الخارجية البحريني بأن تتواصل إسرائيل مع القادة العرب، ووجّه رسالة إلى قادة إسرائيل: "تعال وتحدث إلينا، تحدث معنا حول هذا الموضوع. قل يا شباب، لديكم مبادرة جيدة، لكنّ لدينا شيئا&واحدا يقلقنا".