كشفت دراسة هولندية جديدة عن علاقة واضحة بين التحولات المناخية الجارية على كوكب الأرض في العقود الأخيرة و بين انتشار مرض السكري من النوع الثاني.

ايلاف من كولون: تسبب التحولات المناخية الأخيرة، وارتفاع درجات الحرارة في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، إلى انتشار الأمراض الاستوائية مثل الملاريا في جنوب ووسط أوربا. ولكن هذا ليس كل ما تحمله هذه التحولات الدراماتيكية في المناخ من تغييرات على مختلف مناطق الأرض.

لها السبب اطلقت منظمة الصحة العالمية مشروع أبحاث "الأمراض المرتبطة بالتحولات البيئية" منذ مطلع التسعينات، وأخذ خبراء المنظمة على عاتقهم رصد تطور خريطة الأمراض المختلفة بالعلاقة مع التغييرات المناخية.&

وطبيعي انصب اهتمام المنظمة الدولية على كشف العلاقة بين أمراض القلب والرئتين وتلوث المدن بالسخام والغازات السامة، وعلى العلاقة بين الضجيج ومختلف أمراض الاذن والدماغ والدورة الدموية والكتئاب. وربطت بعض الدراسات بين ارتفاع عدد ذرات السخام في الجو وارتفاع نسبة البدانة والسكري وأمراض القلب بين السكان.

تقدر دائرة الصحة الالمانية الوفاة المبكرة لأكثر من40 ألف ألماني سنوياً بسبب أمراض البيئة الممتدة بين الضجيج وتلوث الجو بذرات الكربون وارتفاع درجات حرارة الجو. وهذا يعني ان مواطنة أو مواطن واحد من كل 1000 مواطن يعيش8 سنوات أقل من غيره بسبب الأمراض الناجمة عن تلوث البيئة والتغيرات المناخية.

وتثبت دراسة هولندية جديدة ان التغيرات المناخية عززت انتشار مرض السكري2 في العديد من بقاع الكرة الأرضية.

مرضى السكري 2 أكثر في الولايات المتحدة

يصيب داء السكري من النوع الثاني البشر حينما تعجز أجسامهم عن انتاج هرمون الانسولين بكميات تكفي للسيطرة على مستويات الغلوكوز في الدم. والنتائج معروفة وتمتد بين أمراض الدورة الدموية والقلب والجلطات القلبية والدماغية وأمراض العين والاذن...إلخ

توصلت دراسات علمية سابقة إلى استنتاج عام يتحدث عن علاقة التحولات المناخية بانتشار العديد من الأمراض المزمنة، لكن الدراسة الجديدة من المركز الطبي في جامعة لايدن الهولندية تمكنت من اثبات ذلك من خلال نتائج الدراسات العالمية. ونشر التقرير في مجلة BMJ Open Diabetes Research & Care المتخصصة.

شملت الدراسة الهولندية الولايات المتحدة الأميركية بضمنها غوام وبويرتو ريكو وجزر العذراء، واعتمدت احصائيات نظام مراقبة عامل الخطر السلوكي Behavioral Risk Factor Surveillance System CDC ومعطيات المركز الوطني لإعلام البيئة في الولايات المتحدة. كما اعتمدت احصائيات ومسوحات بنك المعلومات الخاص بالرقابة الصحية في منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.

تابعت الدراسة هذه المعطيات حول المواطنين الاميركان بين1996 و2009. ومعروف ان نظام مراقبة عامل الخطر السلوكي عبارة عن حملات مسح حول الوضع الصحي للمواطنين الأميركان، تجري عادة على الهاتف.

على أساس هذه الأحصائيات توصل العلماء الهولنديون إلى أن كل رتفاع في حرارة الجو بمقدار درجة مئوية واحدة، خلال هذه السنوات، أضاف100 ألف حالة سكري2 سنوياً إلى جيش السكريين في الولايات المتحدة.

زيادة حساسية الجسم للغلوكوز أيضاً

وعلى الرغم من الدور الذي يلعبه انتشار البدانة وقلة الحركة زيادة استهلاك السعرات الحرارية في الطعام في الموضوع، فقد اعتبر علماء لايدن ان النتائج التي توصلوا إليها غير قابلة للنقض وتكشف بالأرقام عن علاقة &التحولات المناخية بانتشار السكري 2.

في ضوء نفس المعطيات ظهر للعلماء، بين1996 و2009، ان معدلات الإصابة بالسكري2 ارتفعت بنسبة4% عند كل ارتفاع بدرجات الحرارة يبلغ درجة مئوية واحدة، وذلك على المستوى العالمي.
في ذات الوقت رصد العلماء الهولنديون ارتفاع الحساسية المفرطة تجاه الغلوكوز على المستوى العالمي بنسبة0,17% مع كل ارتفاع في حرارة الجو يبلغ درجة مئوية واحدة.

جدير بالذكر ان هناك العديد من الأنواع المختلفة من الأمراض المتعلقة بالتلوث، ويشمل ذلك الأمراض الناتجة عن تلوث الهواء، وتلوث التربة والماء، والصرف الصحي والنظافة.

وتؤدي الأمراض التي يسببها التلوث إلى وفاة حوالي 8,4 مليون شخص كل عام على المستوى العالمي. مع ذلك، يتلقى التلوث جزء ضئيل للغاية من الاهتمام من المجتمع العالمي.&

وجلبت التغيرات المناخية، وأرتفاع درجات الحرارة على المستوى العالمي، معها ما هو أخطر من الأمراض المعدية، ألا وهو الفقر. وبعد أن تراجع عدد الجائعين في العالم سنة1996 عاد شبح المجاعات يخيم على البلدان الفقيرة في آسيا وافريقيا مجدداً، بحسب الأمم المتحدة. ويعود سبب عودة المجاعات إلى التغيرات المناخية التي أدت إلى مزيد من التصحر وانحسار المياه الجوفية والحرائق.


&