تصيب الصدمة الوفود والبعثات السياسية والاقتصادية التي تزور لبنان، من الطريقة التي يتعامل فيها الكثير من المعنيين في السلطة والقوى السياسية ومن الفساد المستشري بين القوى السياسية في لبنان.

إيلاف من بيروت: تصيب الصدمة الوفود والبعثات السياسية والاقتصادية التي تزور لبنان، من الطريقة التي يتعامل فيها الكثير من المعنيين في السلطة والقوى السياسية، فأعضاء هذه الوفود لا يفهمون على المسؤولين، ولا يقتنعون إطلاقًا بتبريراتهم لإخفاق محاولات الإصلاح، حتى في أبسط مقوّماتها، أي إنجاز الموازنة العامة.

يقول بعض المطلعين على الاتصالات الجارية مع الفرنسيين، رعاة مؤتمر "سيدر"، إنهم ضبطوا فساد الطاقم السياسي اللبناني بالجرم المشهود، والفرصة التي يعطونها إياه اليوم لينجز الخطوات المطلوبة لا تعني أنهم يراهنون على إيجابيات منتظرة، بل تهدف إلى التزام الصبر، لكي يصل اللبنانيون بأنفسهم إلى اقتناع بالإخفاق والرضوخ للحقائق المُرَّة.

الفساد
يوضح الخبير الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف" أنه مع قيام الحملات ضد الفساد، فإن الإدارات اللبنانية ليست مهيأة حتى الآن للقضاء على الفساد نهائيًا في لبنان، وكذلك فإن السياسيين غير مهيئين أيضًا، لأن السياسيين هم من يحمون الفساد في الإدارات، ولكن ما يجري اليوم من محاولات للقضاء على الفساد إنما نشجعه كثيرًا، رغم أنه لن يأتي بأي نتيجة جدية، غير أن مجرد الحديث عن الموضوع، إنما يخيف المرتشين والفاسدين قليلًا، ويضع حدودًا غير مباشرة للأمر.

ويلفت حبيقة إلى أن المشكلة الأساس في الفساد اللبناني هي أنه لا يمكن التضحية بالموظفين الصغار الذين يتم توقيفهم، فهؤلاء إنما ارتشوا، لأنهم كانوا محميين من السياسيين أنفسهم.

محاربة الفساد
وردًا على سؤال ما الذي يحتاجه لبنان اليوم لمحاربة الفساد جديًا في مختلف إداراته؟. يجيب حبيقة: "لا يمكن أن يحل الموضوع إلا إذا إقتنع الشعب اللبناني بضرورة محاربة الفساد. فالشعب اللبناني ظاهريًا يتحدث عن ضرورة محاربة الفساد، لكنه عمليًا يشجّع الأمر، وليس مزعوجًا منه".

الآدمي والحرامي
يضيف حبيقة: "الجميع يتحدث في المجتمع عن أن "الآدمي" غشيم، و"الحرامي" شاطر، فلا تزال تلك العقلية الفاسدة سائدة، لأننا مجتمع لا توجد فيه مؤسسات حقيقية، لذلك فالمواطن يجب أن تكون لديه معارف في الإدارة ومع السياسيين كي يصل إلى حقوقه.
ويؤكد حبيقة أننا ضمن حلقة مفرغة من الفساد بين السياسيين والموظفين الفاسدين.

مستشرٍ في لبنان
ولدى سؤاله هل أصبح الفساد مستشريًا في لبنان لدرجة لا يمكن فيها معالجته؟. يجيب حبيقة المعالجة يجب أن تبدأ من الشعب اللبناني، من خلال انتخابات نيابية شفافة في المستقبل، لأن الطاقم السياسي الموجود هو بمثابة "فالج لا تعالج".

ويجب على الشعب اللبناني أن ينتخب طاقمًا سياسيًا لا علاقة له بالفساد، لذلك محاربة الفساد صعبة في لبنان.

دور الحملات
أي دور لكل تلك الحملات السياسية في محاربة ولو جزءا بسيطا من الفساد في لبنان؟. يجيب حبيقة إن دورها هامشي، ولا يمكن أن نصدق اليوم أن الفساد ستتم محاربته جديًا، ولكن هذا قد يجعل الناس تخاف، وتفكر مرتين قبل القيام بعمليات احتيالية جديدة.

ويلفت حبيقة إلى أن التوعية ضد الفساد ضرورية، من خلال المدارس والجامعات. وبرأي حبيقة المجتمع لدينا يسوّق للفساد، ولن نشهد في المستقبل القريب وطنًا خاليًا من الفساد.
&