روما: يتصاعد الجدل في ايطاليا حول شبهات بتمويل روسي تلقاه حزب الرابطة (اقصى اليمين) بزعامة وزير الداخلية ونائب رئيس الحكومة الايطالي ماتيو سالفيني، الامر الذي ينفيه الاخير بشدة.

وبعد نشر خبر لم يثر ضجة في شباط/فبراير 2019 عن لقاء في موسكو بهذا الشأن في تشرين الاول/اكتوبر 2018، عادت القضية لتتصدر الاحداث اثر اعلان موقع اميركي عن تسجيل صوتي.

وبحسب موقع "بوزفيد" وما نشر في الصحافة الايطالية، فان التسجيل يتضمن نقاشا بين جيانلوكا سافواني وهو مقرب من سالفيني وايطاليين اثنين وثلاثة روس، بشان اتفاق لتحويل 65 مليون دولار لحزب سالفيني تشكل 4 بالمئة من صفقة شراء نفط روسي عبر وسطاء.

وندد سافواني عبر صحيفة لاريبوبليكا بما وصفه بانه "تضليل وخداع ووساخة".

وسافواني (56 عاما) صحافي سابق متزوج روسية، ويتولى حاليا رئاسة جمعية لومباردي-روسيا ويعتبر أحدى أبرز قنوات التواصل بين حزب الرابطة وروسيا.

من جهته أكد سالفيني "لم يسبق البتة أن تسلمت روبلا او يورو او دولارا او لترا من الفودكا بتمويل روسي".

وسالفيني الرجل القوي في الحكومة الايطالية معجب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكان التقاه عدة مرات قبل وصوله الى الحكم. وتحدث بوتين خلال زيارة الاسبوع الماضي لروما عن "اتفاق تعاون" بين حزبه "روسيا الموحدة" وحزب سالفيني.

لكن الاخير أكد ان اعجابه ببوتين وتصديه للعقوبات الاوروبية المفروضة لروسيا بعد ضمها القرم، كانا من دون مقابل.

-الصحافة تتحدث عن تحقيق-

ورغم كل ذلك تنقل الصحافة الايطالية عن مصادر قضائية، ان هناك تحقيقا في نيابة ميلانو بحق سافواني منذ نشر أول المقالات في شباط/فبراير حول لقاءات موسكو.

ويضاف هذا التحقيق الى تحقيق آخر عن مصير 49 مليون يورو من الاموال العامة تلقاها حزب الرابطة بين 2008و2010 قبل أن يتولى سالفيني رئاسته في 2013.

وتقسيط دفع المبلغ لعقود عدة الذي حصل عليه &حزب الرابطة يثير احتجاج المعارضة، والامر حساس بالنسبة لسالفيني.

وفي البرلمان رفع نواب من المعارضة لافتات كتب عليها "49 مليونا" و"65 مليونا" للمطالبة بتفسيرات، في حين وصف رئيس الحكومة السابق ماتيو رينزي مباحثات سافواني في موسكو بانها "خيانة عظمى".

وذكر التسجيل الصوتي الاخير بشريط فيديو سجل بكاميرا خفية ظهر فيه النمساوي هاينز كريستيان شتراخه وهو يعبر عن استعداده لابرام صفقة مقابل تمويل روسي.

لكن الامر كان يتعلق بشريط فيديو وشتراخه كان رئيس حزب.

وحتى لو ظهر سافواني في العديد من الصور خلال لقاءات سالفيني، فانه يبقى أقل وزنا بكثير.

وقال جوزيبي كونتي رئيس الحكومة "لم يسبق أن التقيته شخصيا" رغم ان سافواني كان مدعوا للعشاء على شرف بوتين الاسبوع الماضي في روما.

وأكد سالفيني "لم يكن مدعوا من وزارة الداخلية" قبل ان يدلي بتصريح غاضب الجمعة في مؤتمر صحافي.

وقال في التصريح "دعوني اقوم بعملي بشكل جدي. فتشوا عن الروبلات وحظا سعيدا، وأنا اقوم بعملي. أجد هذا التحقيق سخيفا" ملمحا الى ان هجمات الصحف عليه سببها "ان الصحف تراجعت مبيعاتها".

لكن القضية تصدرت عناوين الصحف السبت. وعنونت لاريبوبليكا مثلا "لا يمكن ان يكون سالفيني غير مطلع" على الامر.

وقال المحامي جيانلوكا ميراندا للصحيفة إنه كان موجودا خلال المحادثة المسجلة في تشرين الاول/اكتوبر 2018.

وأكد حصول تلك المفاوضات التي تعلقت ببيع منتجات نفطية، لكنه أوضح ان الصفقة لم تتم. ووصف سافواني بأنه رجل "نزيه" نافيا اي تمويل لحزب سياسي.