تطوان: قال عبد الكريم بن عتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون الدولي المكلف المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إن المغاربة المقيمين بالخارج يمثلون نموذجاً للنجاح والتفوق والاندماج في دول الاستقبال بفضل الاجتهاد والمثابرة.

وأضاف بن عتيق، في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح الدورة الحادية عشرة للجامعة الصيفية للشباب المغاربة المقيمين بالخارج، الثلاثاء ، في مدينة تطوان (شمال المغرب)، مخاطباً شباب بلاده "تحولتم إلى نموذج ناجح في الاندماج يحمل قيم ومعنى بمرجعية مغربية أينما حلت وارتحلت لا تتغير".

وزاد المسؤول الحكومي موضحا أن مغاربة العالم حاملين للمرجعية المغربية التي "تقترب من الآخر وتتعايش معه وتحترمه"، مؤكدا أنه من الصعب أن "تتميز في دول الاستقبال وأنت من أصول أجنبية"، مشيدا بما حققه المغاربة من مراتب عليا في التكوين والتحصيل ، التي سجلت نجاحات المغاربة في مختلف بقاع العالم.

وشدد بن عتيق على أن المغرب يمتلك استراتيجية للتعاطي مع مغاربة العالم يحظون فيها باهتمام كبير من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس، من أجل ضمان المكانة التي يستحقونها على صعيد جميع المستويات.

واعتبر المتحدث ذاته، أن الجامعة الصيفية التي تتواصل أشغالها إلى غاية 23 يوليو/تموز الجاري، تروم أساسا "تقوية ارتباط الشباب المغاربة المقيمين في الخارج بالوطن الأم، مبرزا أن الاستراتيجية الوطنية تسعى أيضا إلى الدفاع عن مصالح مغاربة العالم وتحصين الأجيال الصاعدة ثقافيا ودينيا.

وأشار بن عتيق إلى أن التحدي الثقافي المطروح على مغاربة العالم من بين الأمور التي تسعى الجامعة الصيفية لمعالجتها، بالإضافة إلى تقوية روابط الاتصال الدائم وتمتين العلاقة مع الوطن الأم والتحصين الهوياتي للمغاربة ، والتحصين الديني من خلال التربية على الإسلام الوسطي المغربي المعتدل باجتهاداته الفقهية التي عدها "ملكاً جماعياً لكل المغاربة أينما كانوا".

من جهته، قال محمد الرامي، رئيس جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، التي تنظم الجامعة الصيفية بتعاون مع مؤسسته، إن نجاح مثل هذه التظاهرات الثقافية لن يتأتى من دون مشاركة جميع الهيئات والمؤسسات الوطنية، مؤكدا على أهمية العناية بالشباب المغاربة المقيمين بالخارج.

وأضاف الرامي أن الجامعة التي يشارك فيها أزيد من مائة شاب وشابة من مختلف دول العالم، سيتمكنون من الاطلاع على الموروث الثقافي والحضاري الذي تزخر به مدن الشمال، حيث ستنظم زيارات لعدد من المعالم السياحية والثقافية بالجهة.

واعتبر الرامي أن مبادرات من هذا الحجم، من شأنها أن تسهم في تعزيز الارتباط وتوطيد العلاقة بن الشباب المغاربة في المهجر ووطنهم الأم، كما أشار إلى أن التظاهرة مناسبة سانحة للمشاركين من أجل معاينة أشواط التنمية والتطور الذي تعرفه المملكة على مستويات عدة.

بدوره، أكد أحمد العبادي، أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، على أن الجامعة الصيفية لها أبعاد استراتيجية تتمثل في إطلاع شباب المغرب بالخارج وإمدادهم ب"جزء من نصيبهم في موروثهم الحضاري ومستحقاتهم الهوياتية".&

وشدد العبادي على أهمية تمكين شباب الخارج من البعد التصوري المغربي للذات والمحيط والكون بطريقة اتسم فيها أهل هذا البلد بالواقعيةً في التصور والأفكار، بالإضافة إلى البعد القيمي الذي تضافرت فيه "القيم العاقلة والعلمية والواقعية التي مهدت للقيام بدور الجسر في التفاعل بين وطن الإقامة والوطن الأم".

يشار إلى أن الجامعة الصيفية تظاهرة سنوية تنظمها الوزارة المنتدبة المكلفة المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة بتعاون مع جامعة عبد المالك السعدي بتطوان وجهة طنجة -تطوان- الحسيمة، يشارك فيها العشرات من الشباب المغاربة المقيمين بالخارج يستفيدون فيها من عروض وورشات تكوينية حول التاريخ والثقافة المغربية بهدف تقوية صلتهم بالوطن الأم ومعرفة قضاياه المصيرية.