إيلاف من لندن: كشف فريق التحقيق الدولي الخاص بجرائم تنظيم داعش حصيلة عمله خلال النصف الأول من العام الحالي، مؤكدًا تمكنه من الولوج إلى 600 ألف مقطع فيديو على صلة بهذه الجرائم والحصول على 15 ألف صفحة من الوثائق الخاصة بالتنظيم وجرائمه في العراق وخاصة في الموصل وسنجار وسبايكر.

وقال المستشار الخاص رئيس فريق التحقيق الاممي "يونيتاد" كريم اسعد احمد خان في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن امس واطلعت على نصه "إيلاف" ان فريقه المسؤول عن التحقيق في الجرائم المرتكبة من جانب داعش حقق تقدما ملحوظا في عمله، حيث يقوم حاليا بجمع الوثائق المادية والالكترونية وشهادات الشهود والأدلة الجنائية لغرض دعم محاكمات عناصر داعش عن الجرائم المرتكبة في العراق.

ثلاثة محاور عمل

وأعلن عن تمكن فريق يونيتاد خلال الأسبوعين الماضيين من الولوج إلى أكثر من 600,000 مقطع فيديو ذي صلة بالجرائم التي ارتكبها داعش، بالإضافة إلى الحصول على 15,000 صفحة من الوثائق الخاصة بالتنظيم.&

وأشار إلى أنّ الأنشطة التحقيقية الأولية قد ركزت على ثلاثة محاور رئيسية: أولها تحديد الاعتداءات المرتكبة من قبل التنظيم ضد المكون الأيزيدي في قضاء سنجار في& اغسطس عام 2014 وثانيها الجرائم المرتكبة من قبل داعش في الموصل في الفترة بين عامي 2014و2016.. ثم القتل الجماعي لطلاب سلاح الجو العراقي العُزل في الأكاديمية العسكرية الجوية في تكريت "سبايكر" في يونيو عام 2014.

وأوضح أنّه في تطور إيجابي حدد الفريق الطرق الفعالة للاستخدام المحتمل للأدلة في الإجراءات الداخلية في العراق وبما يتماشى مع اختصاصات فريق التحقيق.. وقال "بينما قام عدد من الدول بطلب الدعم من الفريق فإنه من المتوقع ان يقدم الفريق دعما ملموسا لقضية واحدة جارية على الأقل خلال الشهرين المقبلين.

جمع مواد جنائية من مواقع المقابر الجماعية

وأضاف خان: "عملنا بجد لضمان ان تصب تجارب وأصوات الضحايا والشهود والمكونات المتضررة في جوهر عملنا".. مؤكدا ان الناجين من الشيعة والسنة والأيزيديين والمسيح والكاكائيين والشبك والتركمان قد تأثروا جميعا من جرائم داعش.. مشددًا على أن تعاون فريق التحقيق مع حكومة العراق يبقى أساسيا لتنفيذ ولاية الفريق ويمكن ملاحظة هذا التعاون من خلال المواد الجنائية التي تم جمعها من مواقع المقابر الجماعية كذلك نقل المواد الدلالية لفريق التحقيق من قبل السلطات الوطنية العراقية، بالإضافة إلى أنّ عمل فريق التحقيق سيبقى معتمدا على الدعم المستمر من مجلس الأمن والمجتمع الدولي بصورة أوسع.

وأشار إلى "ان التواصل مع الضحايا والتعاون مع الجهات الفاعلة على المستويين الوطني والإقليمي والحوار مع الجهات الدينية أظهر حقيقتين أساسيتين: الأولى ان بربرية الجرائم المرتكبة من قبل داعش لم تزعزع وحدة العراق بل عززتها.. الثانية : ان نجاح يونيتاد في ولايته يعتمد على قدرة فريق التحقيق في تحديد موقفه المستقل والمحايد لتسخير الهدف الاساسي وجعل عمله نتاج جهد جماعي من الشراكة ما بين مجلس الامن والضحايا والناجين من جرائم داعش والسلطات الوطنية والجهات الفاعلة المحلية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الاكاديمية.

مجلس الامن يرحب بالتواصل مع الضحايا والشهود&

&ومن جهتهم، رحب أعضاء مجلس الامن بالتقدم الملحوظ الذي حققه يونيتاد خلال فترة وجيزة، وأشاد بالتعاون بين فريق التحقيق وحكومة العراق وكذلك التواصل مع الضحايا والشهود والمجاميع الدينية والمكونات المحلية.

&وسبق أن أشار يونيتاد في 24 من مايو الماضي إلى أنّه من خلال العمل الوثيق مع السلطات المحلية و مجاميع الدفاع عن الناجين جرى اكمال استخراج الرفات من 12 مقبرة من مجموع 16 مقبرة جماعية تم تحديدها في قرية كوجو، حيث عمل فريق التحقيق على التأكد أيضاً من أن جميع المواد ذات الصلة بالادلة التي جُمعت من تلك المواقع يتم تخزينها وحفظها طبقا للمعايير الدولية.

وكان يونيتاد قد بدأ عمله في العراق في التاسع من أغسطس عام 2018 لجمع وتخزين وحفظ ادلة تجريم تنظيم داعش الارهابي تمهيدا لتقديمها للمحاكم العراقية والدولية واظهار حجم الجرائم الكبيرة التي ارتكبتها عناصره ضد المدنيين العراقيين امام العالم.&

وقرر مجلس الأمن الدولي بالإجماع في 21 سبتمبر عام 2017 تشكيل فريق تحقيق لجمع الأدلة المرتبطة بمجازر تنظيم "داعش" في العراق ودعم الجهود الرامية إلى محاسبة التنظيم على جرائمه التي تصل إلى مستوى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو إبادة جماعية وجمع وتخزين وحفظ الأدلة التي تجرّم داعش تمهيدا لتقديمها للمحاكم الوطنية العراقية ومحاكمة جناة داعش لتحقيق العدالة واظهار حجم الجرائم الكبيرة التي ارتكبوها بحق المدنيين امام العالم وفق القوانين العراقية.

&وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد اعلن في الاول من يونيو 2018 عن تعيين البريطاني المسلم كريم أسد أحمد خان مستشاراً خاصاً ورئيسًا لفريق التحقيق الدولي بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش في العراق.

ويعتبر خان اول رئيس لفريق التحقيق وهو محامٍ ومستشار لملكة بريطانيا وإيرلندا الشمالية ولديه أكثر من 25 عامًا من الخبرة المهنية كمحامٍ في مجال القانون الجنائي الدولي وحقوق الإنسان ويتمتع بخبرة واسعة في العمل بصفة مدعٍ عام في مجال تقديم المشورة للضحايا ومحامي دفاع في المحاكم الجنائية الوطنية والدولية بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الجنائية الدولية لراوندا والمحكمة الدولية ليوغسلافيا السابقة والدوائر الاستثنائية في المحاكم الكمبودية والمحكمة الخاصة للبنان والمحكمة الخاصة لسيراليون.