نصر المجالي: تسلمت بريطانيا، اليوم الأربعاء، من السلطات الليبية في طرابلس هشام العبيدي شقيق الانتحاري سلمان العبيدي الذي فجّر نفسه خلال حفل موسيقي في مدينة مانشستر البريطانية في مايو 2017 وقتل 22 شخصا.

وقالت مصادر ليبية، إنه تم منذ الصباح الباكر الترتيبات الأمنية لتسليم العبيدي الذي تم نقله على متن طائرة خاصة بريطانية من مطار معيتيقة الليبي إلى لندن بمرافقة وفد أمني ودبلوماسي بريطاني.&

&وكانت الحكومة البريطانية اصدرت مذكرة اعتقال بحق هاشم العبيدي لضلوعه في التخطيط للهجوم الذي استهدف حفلًا غنائيًا في مدينة مانشستر، وهو يعتبر الأعنف بين خمس هجمات، شنها متشددون في بريطانيا خلال السنوات القليلة الماضية، وأودت بحياة 36 شخصا.

يذكر أن أسرة العبيدي التي ينتمي لها هاشم وشقيقه سلمان، كانت هاجرت إلى بريطانيا إبان حكم العقيد معمر القذافي وانتقلت&من لندن إلى منطقة فالوفيلد بجنوب مانشستر. وعاد والدا الشقيقين إلى ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي في عام 2011.

حكم قضائي

وأكدت مصادر "قوة الردع الخاصة" في طرابلس، التي كانت تحتجز هاشم العبيدي، أنه في طريقه إلى بريطانيا بعد ترحيله بموجب حكم قضائي.&

وفجر سلمان العبيدي، وهو بريطاني يبلغ من العمر 22 عامًا، وولد لأبوين ليبيين، نفسه في نهاية حفل أحيته المغنية الأميركية أريانا غراندي في أدمى هجوم ينفذه متشددون في بريطانيا منذ 12 عامًا، وأسفر عن مقتل 22 شخصًا وإصابة أكثر من 500.

واعتقلت "قوة الردع الخاصة" المعنية بمكافحة الإرهاب والجريمة وتتبع وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا في طرابلس، هاشم بعد وقت قصير من التفجير للاشتباه في أنه ساعد في التخطيط للهجوم.

وقالت القوة حينها إن سلمان وهاشم سافرا جوًا معًا إلى ليبيا في أبريل 2017، ثم عاد سلمان إلى بريطانيا لتنفيذ الهجوم في قاعة مانشستر أرينا في مايو.

كلام الوزير باشاغا

وكان وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية فتحي باشأغا أعلن أن محكمة ليبية وافقت على عودة هاشم العبيدي إلى بريطانيا لأنه مواطن بريطاني، لكن القتال الدائر على أطراف العاصمة الليبية يرجح أن يكون السبب وراء تأخير إجراءات التسليم. حسب ما ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي.

وشدد باشأغا، في تصريحاته لـ(بي بي سي) المنشورة يوم 27 أبريل 2019، على أن السجن الذي يحتجز فيه العبيدي آمن رغم الصراع الذي يهدد طرابلس، والذي أسفر عن مقتل 250 شخصا منذ بداية الهجوم من قبل قوات حفتر في الرابع من إبريل.

وكان الوزير الليبي قد اتهم رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة تيريزا ماي بالتخلي عن طرابلس وقت الحاجة بعد أن سحبت القوات البريطانية وطاقم العمل بالسفارة مع بداية الهجوم على العاصمة.

لا عدالة

وتحت عنوان: "الأزمة الليبية تعني لا وجود للعدالة بعد لضحايا تفجير مانشستر"، كتبت صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية تقريرا مطولا عن الدور التركي وراء استمرار الاوضاع في طرابلس، بما دفع حكومة الوفاق الى المماطلة وتأجيل تسليم المواطن البريطاني المطلوب.

وقال تقرير ذا ناشونال: "بينما أتاحت الذكرى الثانية لتفجير مانشستر أرينا فرصة هذا الأسبوع للأصدقاء والعائلة للحداد على الضحايا، فقد كانت أيضًا فرصة للناجين لطرح سؤال مهم للغاية: لماذا لا يزال أحد المشتبه بهم الرئيسيين في الهجوم محتجزًا في ليبيا؟".

ولفتت إلى أن المحققين&البريطانيين&حريصون بشكل خاص على مقابلة شقيق الإرهابي هاشم، بعد أن اكتشفوا أن الشقيقين سافرا إلى ليبيا قبل وقت قصير من وقوع الهجوم. حيث عاد سلمان إلى بريطانيا قبيل الهجوم بينما بقي هاشم في ليبيا.

مراوغة&

واشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من التأكيدات المستمرة من وزراء حكومة الوفاق الوطني - بمن فيهم رئيس الوزراء فايز السراج - بأنهم سوف يستجيبون لطلب التسليم إلى السلطات البريطانية (آخرها في الشهر الماضي)، لا يزال المشتبه بالإرهاب في طرابلس، حيث يخضع لحراسة وزارة الداخلية في حكومة الوفاق.

وتابعت الصحيفة: "تسببت المراوغة المستمرة في إحباط السلطات البريطانية بشدة، مما تسبب في شكوى أحد كبار الضباط بأنهم "تعرضوا للخداع" من قبل الليبيين".

وخلصت الى القول: إن أحد أعذار "حكومة الوفاق الوطني" الأخيرة لعدم معالجة طلب التسليم هو تصاعد التوتر في أعقاب المبادرة العسكرية الأخيرة التي أطلقتها القوات الموالية للمشير خليفة حفتر للاستيلاء على العاصمة الليبية، حيث يبدو واضحا دور تركيا وهي تروج لتصعيد كبير في النزاع عن طريق شحن الأسلحة إلى حكومة الوفاق، في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة.