عمد حزب الله خلال الأيام القليلة الفائتة إلى نشر قوات له ضمن مناطق جديدة في القلمون الغربي بريف محافظة دمشق، بعد سحب القوات هذه من مناطق متفرقة يوجد فيها حزب الله داخل الأراضي السورية نحو مواقع جديدة في القلمون الغربي.

إيلاف من بيروت: نقل حزب الله مع المقاتلين أسلحة ثقيلة من صواريخ قريبة وبعيدة المدى ورشاشات ثقيلة، حيث ثبت حزب الله نقاطًا جديدة له في منطقة التلال المطلة على بلدة فليطة، وأنشأ متاريس وغرفًا خشبية في تلك النقاط.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، قال في مقابلة تلفزيونية مساء الجمعة، إنه تم خفض عدد عناصر الحزب الذين يقاتلون إلى جانب قوات النظام في سوريا بشكل علني منذ العام 2013.

انسحاب؟
يتمنى النائب السابق جوزف المعلوف (القوات اللبنانية) في حديثه لـ"إيلاف" أن تكون فرضية انسحاب حزب الله من سوريا صحيحة، ويقول إن الجميع بات يطالب بذلك منذ فترة طويلة، لأن المبررات التي أعطاها حزب الله للدخول إلى سوريا لم تكن واضحة، وأظهر الوقت أنها ليست واقعية، وكان من المفروض المساهمة في ضبط حماية المقامات الشيعية، لكن الأيام أثبتت أنها لم تحقق هذه الأهداف، بل بالعكس ساعدت على استيراد ما يحدث في المنطقة، وما حصل بالأساس هو تغيير لوجهة "المقاومة"، لأن "المقاومة" موجودة للدفاع عن لبنان في وجه إسرائيل، وصُوّبت البندقية باتجاه مخالف تمامًا، بسبب مصالح إقليمية لا تمت إلى المقاومة بصلة مباشرة.

إيران
أما النائب السابق مصطفى علوش (المستقبل) فيؤكد في حديثه لـ"إيلاف" أن سياسة حزب الله تُقرر من خلال القيادة الأساسية أي إيران، فربما وجود التسويات، أو لأن حزب الله لم يعد يحتمل الخسائر، أو أن النظام السوري استرجع قوته، كلها أمور بحاجة إلى أجوبة، وقد يكون مجرد كلام إعلامي، وقد يكون النظام السوري قد التقط أنفاسه من جديد مع عدم وجود أي مؤشر إلى صحة الأمر، والإحتمال الآخر تسوية مع إيران على حساب نظام بشار الأسد، والأمر الأخير هو أن حزب الله لم يعد يحتمل في سوريا عدد القتلى، وهو احتمال أكبر في هذه الحالة.

الحريري - نصرالله
يعتبر البعض أن تموضع حزب الله على الحدود مع سوريا إنما هو تمهيد للقاء الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله برئيس الحكومة سعد الحريري. حول هذا الموضوع يقول المعلوف إن التلاقي بين جميع اللبنانيين هو المطلوب، والأمل أن تحدث لقاءات جدّية بين الجميع، ولكن يجب أن تكون كل تلك اللقاءات مبنية على أساس حوارات تخرج عنها مقررات يستعد جميع الأطراف للالتزام بها، لأنه تاريخيًا أثبتت جميع الحوارات أنها من دون جدوى، خصوصًا ما حصل على غرار إعلان بعبدا، تصبح وثيقة وطنية تسلم بكل جدية إلى الأمم المتحدة، ومن ثم الفرقاء الذين وقّعوا عليها يتبرأون منها تمامًا.

يعتبر علوش بدوره أن الموضوعات التي يمكن أن تبحث في هذا الشأن واسعة جدًا، لكن عمليًا الحريري لديه البراغماتية الكافية عندما يرى أن أي لقاء هو مفيد لإستقرار لبنان والوصول إلى استقرار أمني في المدى الكبير كل ذلك قد يدفعه إلى لقاء نصرالله، ولا يمكن الجزم بالموضوع في الوقت الحالي، ويجب على حزب الله القيام بمبادرة أكبر، إلا إذا كانت هناك رسائل سرية وتحت الطاولة حول هذا الموضوع.

ويعتبر المعلوف أنه "من الواضح وجود مشروع معيّن لإيران يقوم بتحقيقه حزب الله، ونأسف على العدد الكبير من الشهداء اللبنانيين الذين ذهبوا ضحية هذه التطلعات، والمؤلم في الموضوع وجود تسوية بين إيران وأي فريق آخر تكون نتيجته دماء اللبنانيين".

ويشير علوش إلى أن "حزب الله لا يمكن أن ينسحب من سوريا من دون أمر من القيادة الإيرانية، التي بإمكانها أيضًا أن تراعي وضع حزب الله وعدم تحمله الوضع القائم، وهي أيضًا قد لا يمكنها تحمل التبعات المالية والإقتصادية والسياسية في هذا الخصوص".