فيما ارتفع عدد قتلى الهجوم على مطعم في أربيل تواجد فيه دبلوماسيون أتراك في قنصلية بلدهم في المدينة إلى ثلاثة أشخاص فقد دعت الأمم المتحدة إلى بذل أقصى درجات ضبط النفس وتكثيف الجهود لاعتقال الجناة وتقديمهم إلى العدالة، بينما أكدت بغداد أن الحادث لن يؤثر على علاقاتها مع أنقرة.

إيلاف: شددت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق "جينين هينيس بلاسخارت على "أنه لا يمكن تبرير هذا الهجوم الشنيع تحت أي ظرفٍ ويجب إدانته بشدة". وأضافت في بيان تابعته "إيلاف": "ندين بشدة مقتل دبلوماسي تركي في هجوم مسلح في أربيل في إقليم كردستان، والذي قُتل فيه أيضًا مدنيان عراقيان".

حثت الممثلة الأممية "على بذل أقصى درجات ضبط النفس وتكثيف جهود السلطات لإجراء تحقيقٍ شاملٍ وإلقاء القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة".

وكان مصدر في الشرطة العراقية قال أمس إن ثلاثة أشخاص، بينهم نائب القنصل التركي، قتلوا في هجوم مسلح، استهدف القنصل وموظفي القنصلية عند تواجدهم في أحد المطاعم في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الشمالي.

مبنى القنصلية التركية في أربيل

لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، الذي أشارت أصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي بالمسؤولية عنه، لكن المتحدث باسم الجناح العسكري للحزب "ديار دنير" نفى أن تكون لحزبه علاقة بالهجوم.

نقل جثمان جثمان نائب القنصل التركي إلى بلده
ونقلت السلطات التركية فجر اليوم جثمان نائب القنصل التركي العام من مدينة أربيل إلى بلاده، وهو يُدعى عثمان كوسه، ويبلغ من العمر 36 عامًا، وأب لطفلين.

ومن المقرر أن تجري الخميس مراسم رسمية لتشييع الضحية، يحضرها مسؤولون أتراك كبار، بينهم وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو، لكي يوارى الدبلوماسي في الثرى مثواه الأخير.

تركيا تتوعد
توعدت تركيا برد مناسب على الهجوم، الذي أدى إلى مقتل موظف في قنصليتها العامة في مطعم في أربيل.

وأعلن الناطق باسم الرئاسة إبراهيم كالين: "سنقوم بالرد المناسب على منفذي هذا الهجوم الجبان" من دون أن يحدد من يقف وراءه.

بغداد: الحادث لن يؤثر على علاقاتنا مع أنقرة&
وأكدت بغداد أن الحادث لن يؤثر على علاقاتها مع أنقرة، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجيّة العراقي محمد علي الحكيم مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وقدّم خلاله تعازيه بمقتل الدبلوماسيّ التركيّ، مُعربًا عن خالص المُواساة إلى أسرة الفقيد.

شدَّد الوزير الحكيم على أنّ وزارة الخارجيّة تُنسّق مع السلطات المعنيّة بالتحقيق في الحادث لغرض الوُقوف على أسبابه ومعرفة مُلابَساته.. مُشِيرًا إلى أنّ هذا العمل الإجراميّ لن يُؤثر في حجم وطبيعة العلاقات بين بغداد وأنقرة، وإنّما يزيد الجانبين إصرارًا على تدعيمها أكثر خدمة لتطلعات الشعبين الصديقين.

بارزاني وأوغلو: حادث تخريبي
من جانبهما، فقد أكد كل من رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني ووزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو في اتصال هاتفي على الحاجة إلى حماية أمن واستقرار المنطقة.

ودان بارزاني وأوغلو خلال الاتصال بشدة "الحادث التخريبي، وأعربا عن تعازيهما وتضامنهما مع ذوي الضحايا".. وشددا على "الحاجة إلى حماية أمن واستقرار المنطقة".

على الصعيد نفسه، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي ممثل المعارضة الرئيسة كمال قليجدار أوغلو إن تركيا لا يمكنها أن تتسامح أبدًا مع الهجوم المسلح الذي استهدف موظفي القنصلية التركية في مدينة أربيل.

بشار رمضان توفي متأثرًا بجروحه في هجوم أربيل

أضاف في تصريح صحافي "ينبغي على كل جيراننا وجميع الدول أن يعلموا بأن دبلوماسيينا والعاملين في الخارج يمثّلون بلادنا وأن أي هجوم عليهم هو هجوم على الجمهورية التركية". وشدد على أن تركيا "لن تتسامح أبدًا مع الهجوم المسلح الذي استهدف القنصلية، وأنها عازمة معرفة تفاصيل الهجوم وأسبابه". وأشار إلى أن تعرّض الموظف التابع لوزارة الخارجية التركية لهجوم في أحد مطاعم أربيل ومقتله نبأ أحزن الجميع".

وأوضح أوغلو قائلًا "يعتبر القبض على الجناة أهم مطلب لنا في هذه المرحلة، والاتصالات مستمرة مع كل من بغداد وأربيل، ونأمل أن يتم القبض على الجناة في أقرب وقت ومعاقبتهم".

بدء إجراءات لاعتقال المنفذين
من جانبها، دانت رئاسة إقليم كردستان العراق بشدة الهجوم على الدبلوماسيين الأتراك، مؤكدة أن الجهات المختصة بدأت التحقيقات والعمل للوصول إلى المنفذين واعتقالهم لينالوا جزاءهم.

وقالت رئاسة إقليم كردستان في بيان "نطمئن الجميع إلى أن الجهات المختصة في إقليم كردستان تجري التحقيقات والمتابعة من أجل اعتقال المنفذين لينالوا جزاءهم العادل، ولن نسمح&بأي شكل من الأشكال بزعزعة أمن إقليم كردستان".

ارتفاع عدد ضحايا الهجوم
تم الإعلان خلال الليلة الماضية عن ارتفاع عدد ضحايا الهجوم إلى ثلاثة أشخاص بوفاة المواطن العراقي بشدار رمضان، بعدما تم نقله إلى إحدى المستشفيات بعد إصابته في الهجوم، الذي أسفر أيضًا عن فقدان موظف في القنصلية التركية وأحد المواطنين العراقيين حياتهما.

وكان المواطن بشدار رمضان، وهو من أهالي منطقة ديانه في إقليم كردستان، قد جاء إلى أربيل في زيارة، وأصيب في الهجوم المسلح، وتم نقله إلى إحدى المستشفيات، إلا أنه توفي هناك بسبب الإصابات البالغة التي تعرّض لها.

يشار إلى أن بشدار رمضان من مواليد عام 1993، ويعمل سكرتيرًا لأحد الأطباء، ولم يكن متزوجًا، ويعيش في بلدة ديانه التابعة لقضاء سوران. كما يذكر أن مواطنًا آخر يدعى نريمان عثمان كان قادمًا من منطقة جنديان إلى أربيل قد توفي أيضًا في موقع الهجوم، وهو متزوج، وله 3 أطفال.

ذكر شهود عيان أن مسلحًا فتح النار على مطعم في أربيل كان دبلوماسيون أتراك يتناولون طعامهم فيه، قبل أن يلوذ بالفرار في سيارة يقودها شخص آخر.&

وقع الهجوم بعد أسابيع من قيام تركيا بشن هجوم جديد على مسلحين انفصاليين من أكراد تركيا يتمركزون في شمال العراق، حيث يعد حزب العمال الكردستاني هو العدو الرئيس لأنقرة في العراق، وله مقاتلون يتمركزون في منطقة الحدود الجبلية في شمال أربيل طوال فترة التمرد، الذي يقوم به على مدى عقود في جنوب شرق تركيا.&

تلقي تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، وهو الحزب الحاكم في أربيل، باللوم على حزب العمال الكردستاني في حوادث أخرى، تتعلق بتركيا في شمال العراق، من بينها اقتحام معسكر تركي في وقت سابق من هذا العام.&


&