أسامة مهدي: فيما بحث قادة العراق وتركيا تأثير الاعتداء الذي شهدته مدينة اربيل العراقية على دبلوماسيين الاتراك، اعلنت حكومة اقليم كردستان العراق نتائج التحقيقات الاولية في الحادث مؤكدة انه عمل إرهابي مدبر ومقصود.

وافصحت حكومة اقليم كردستان العراق الخميس بعد 24 ساعة من مقتل دبلوماسي تركي ومواطنين عراقيين في اعتداء بمدينة اربيل عاصمة الاقليم عن نتائج التحقيقات الاولية بالاعتداء الذي وقع في مطعم بالمدينة.

وقال جوتيار عادل المتحدث باسم حكومة إقليم كوردستان في بيان صحافي انه "استناداً إلى نتائج التحقيقات الأولية، فإن حادث إطلاق النار الذي وقع داخل مطعم في اربيل يوم الأربعاء (الموافق 17/7/2019) واودى بحياة ثلاثة اشخاص كان عملاً إرهابياً مدبرأ ومقصوداً".

واضاف قائلا "إذ نؤكد للرأي العام أن الجهات المعنية حققت تقدماً في تحقيقاتها بالحادث نود التأكيد أيضاً على أن الجهات ذات الصلة ما زالت متواصلة في التحقيق، كما سنحيط الجميع علماً بمراحله تباعاً".

ومن جهتها نقلت السلطات التركية اليوم جثمان نائب القنصل التركي العام من مدينة اربيل الى بلاده وهو يُدعى "عثمان كوسه" ويبلغ من العمر 36 عاما وأب لطفلين.

ومن المقرر ان تجري الخميس مراسم رسمية لتشييع الضحية يحضرها مسؤولون اتراك كبار بينهم وزير الخارجية مولود تشاوش اوغلو لكي يوارى الدبلوماسي الثرى الى مثواه الاخير.

وكان مصدر في الشرطة العراقية قال أمس إن ثلاثة أشخاص بينهم نائب القنصل التركي قتلوا في هجوم مسلح استهدف القنصل وموظفي القنصلية عند تواجدهم في أحد المطاعم بمدينة أربيل عاصمة أقليم كردستان العراق الشمالي.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي اشارت اصابع الاتهام الى حزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي بالمسؤولية عنه لكن المتحدث باسم الجناح العسكري للحزب "ديار دنير" نفى أن تكون لحزبه علاقة بالهجوم.&

قادة العراق وتركيا يبحثون تأثير الاعتداء

وخلال مباحثات هاتفية اجراها الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فقد تم التأكيد على ان الجريمة التي ارتكبيت في اربيل لا يمكن ان تؤثر على العلاقات الأخوية والعميقة بين البلدين والشعبين الجارين
وأعرب الرئيس صالح لاردوغان عن تعازيه بمقتل الدبلوماسي في القنصلية التركية بأربيل.

فقد أتصل الرئيس صالح هاتفياً بأردوغان حيث بحثا العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية بحسب بيان رئاسي عراقي.

وفي اتصال هاتفي آخر اجراه رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي مع الريس التركي &رجب طيب اردوغان اليوم فقد اعرب عن خالص تعازيه للشعب التركي للاعتداء على دبلوماسيي القنصلية التركية في اربيل.

وأكد "اعتزاز العراق بالعلاقات العراقية التركية والحرص على حماية أمن البعثات الدبلوماسية العاملة في العراق ورفض اي اعتداء عليها".. منوها الى "ان هذه الجريمة لا يمكن ان تؤثر على العلاقات الأخوية والعميقة بين البلدين والشعبين الجارين".

وأشار الى ان "الاجهزة الأمنية تواصل تحقيقاتها وعازمة على الوصول الى المجرمين وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

من جهته اشاد الرئيس التركي "بموقف الحكومة العراقية ومتابعتها لمجريات الاعتداء من اجل الكشف عن تفاصيل الاعتداء الارهابي ومحاسبة الفاعلين".. مشددا على ان "الارهاب لن ينجح في تحقيق اهدافه وان البلدين مستمران بالتعاون ضد الارهاب، الى جانب الحرص على تطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات".

وذكر شهود عيان أن مسلحا فتح النار على مطعم في أربيل كان دبلوماسيون أتراك يتناولون طعامهم فيه قبل أن يلوذ بالفرار في سيارة يقودها شخص آخر.

ووقع الهجوم بعد أسابيع من قيام تركيا بشن هجوم جديد على مسلحين انفصاليين من أكراد تركيا يتمركزون بشمال العراق حيث يعد حزب العمال الكردستاني هو العدو الرئيسي لأنقرة في العراق وله مقاتلون يتمركزون في منطقة الحدود الجبلية بشمال أربيل طوال فترة التمرد الذي يقوم به على مدى عقود في جنوب شرق تركيا.

وتلقي تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وهو الحزب الحاكم في أربيل باللوم على حزب العمال الكردستاني في حوادث أخرى تتعلق بتركيا في شمال العراق من بينها اقتحام معسكر تركي في وقت سابق من هذا العام.