رفضت المملكة المتحدة أعمال القرصنة البحرية الإيرانية بعد احتجاز ناقلتي نفط بريطانيتين مع تصاعد التوتر في المنطقة بشكل خطير، ودعت إلى حرية الملاحة في الخليج.

واستولت إيران على ناقلتين نفطيتين بريطانيتين في مضيق هرمز وهو المنفذ الاستراتيجي الوحيد للخليج العربي، وكانت السفينة الأولى هي استينا أمبيرو، Stena Impero التر تحمل علم بنما، أما الثانية في مسدار "Mesdar" ، فهي تحمل علم ليبيريا ، ولكنها مملوكة لشركة Norbulk Shipping البريطانية.

وترأست رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي اجتماعًا طارئًا للجنة الأزمة التي تسمى (كوبرا) على مستوى عال لمتابعة تطورات القرصنة الإيرانية.

قلق شديد

وعبر وزير الخارجية جيريمي هنت عن قلقه الشديد تجاه احتجاز السلطات الإيرانية سفينتين في مضيق هرمز". وأضاف "سأحضر بعد قليل اجتماعا أمنيا لاستعراض ما نعلمه وما يمكننا فعله لضمان الإفراج سريعا عن السفينتين- سفينة ترفع علم بريطانيا وأخرى ترفع علم ليبيريا".

وقال هنت ”احتجاز (السفن) غير مقبول. من الضروري الحفاظ على حرية الملاحة وقدرة كل السفن على التحرك بأمان وحرية في المنطقة“.

وذكر هنت أن سفير بريطانيا في طهران على اتصال بوزارة الشؤون الخارجية الإيرانية لحل الموقف وأن بريطانيا تعمل عن كثب مع شركائها الدوليين.

اتجاه مسدار

والى ذلك، أظهرت بيانات ريفينيتيف لتعقب حركة السفن أن ناقلة النفط "مسدار" التي تديرها شركة بريطانية غيرت اتجاهها للمرة الثانية يوم الجمعة واتجهت عائدة إلى الخليج بعدما كانت غيرت اتجاهها في السابق صوب إيران.

لكن وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء قالت إنه لم يتم احتجاز مسدار لكن تم توجيه تحذير لها. بينما قال الجيش الإيراني إنه احتجز الناقلة ستينا إمبيرو.

فقد الاتصال

وكان بيان صادر عن شركة (ستينا بولك ـ Stena Bulk) المالكة للناقلة، قال إنها فقدت الاتصال بالطاقم المكون من 23 شخصًا بعد أن اقتربتها "طائرات صغيرة مجهولة الهوية وطائرة هليكوبتر" في حوالي الساعة 4 مساءً.

وتظهر هذه الصورة، التي تم بثها من التلفزيون الحكومي الإيراني ، زوارق سريعة تابعة للحرس الثوري وهي ترافق ناقلة نفط تحمل علم بنما.

وقال البيان: "ستينا كومبليت أند مارين مانجمنت تستطيع تأكيد أن السفينة ستينا إمبيرو المسجلة في المملكة المتحدة في حوالي 1600 بتوقيت غرينتش يوم 19 يوليو اقتربت منها طائرة صغيرة مجهولة الهوية وطائرة هليكوبتر أثناء عبور مضيق هرمز بينما كانت السفينة في المياه الدولية.

سلامة الطاقم&

وأضاف البيان: "نحن الآن غير قادرين على الاتصال بالسفينة التي تتجه الآن شمالاً نحو إيران، هناك 23 بحارا على متنها. ولم تكن هناك إصابات بينهم، وسلامة هؤلاء هو أولويتنا وشغلنا الشاغل كمالكين وكمديرين في هذه اللحظة".&

وعلى ذي صلة، ذكر موقع "مارين ترافيك" أن الناقلة البريطانية المحتجزة أصبحت قريبة من ميناء بندر عباس، فيما ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن شركة الناقلة البريطانية قالت إنها غير قادرة على التواصل مع سفينتها المحتجزة في إيران.

كما ذكر الموقع أن الناقلة البريطانية التي احتجزتها إيران أبحرت من ميناء الفجيرة ومسارها كان من ميناء الفجيرة إلى ميناء الجبيل بالسعودية. وقالت الشركة إن زوارق صغيرة ومروحية اقتربت من الناقلة في مضيق هرمز.

تحويل اتجاه

فيما نقلت وكالة أنباء فرانس برس عن بيانات موقع "ريفينيتيف"، لتعقب حركة السفن تظهر أن ناقلة نفط ثانية تديرها شركة بريطانية وترفع علم ليبيريا، حولت اتجاهها فجأة شمالا صوب إيران بعد مرورها غربا عبر مضيق هرمز إلى الخليج.

وكانت وكالة أنباء تسنيم قد أعلنت أن موقع "سباه نيوز" ذكر نقلاً عن بيان للعلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني أنه عصر يوم الجمعة تم توقيف ناقلة نفط بريطانية لدى عبورها من مضيق هرمز، بسبب عدم مراعاتها للقوانين البحرية الدولية، وتم ذلك بطلب من منظمة الموانئ والإبحار لمحافظة هرمزجان وبتنفيذ من قبل وحدة القطع البحرية للمنطقة الأولى في القوة البحرية للحرس الثوري.

وأضاف البيان أن ناقلة النفط تم نقلها إلى الساحل بعد توقيفها، بغية اتباع الإجراءات القانونية اللازمة وتم تسليمها إلى منظمة الموانئ والإبحار.