بهية مارديني: في بادرة لسماع أصوات &شرائح متنوعة وآراء مختلفة واستيعاب السوريين بكل أطيافهم، عقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اجتماعاً اليوم مع عدد من الناشطين السوريين الأكراد المقيمين في تركيا، وبحث معهم آخر التطورات الميدانية والسياسية.

الاجتماع كان بتنظيم من المجلس الوطني الكردي المشارك في الائتلاف الوطني، وذلك بهدف تمتين أواصر العلاقة وتقريب وجهات النظر حول الخطط والمواقف المناسبة للاستحقاقات القادمة في الداخل وعرض الرؤى في ملف عفرين.

وشددّ رئيس الائتلاف الوطني أنس العبدة، بحسب بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، على ضرورة تمتين العلاقة بين المكونات السورية، معتبراً أن" العلاقة بين الائتلاف الوطني والمجلس الوطني الكردي هي علاقة شراكة في وطن موحد، ولفت إلى أن سوريا من غير الممكن أن تكون دولة حرية وعدالة بدون مشاركة جميع أبنائها وضمان حقوقهم".

علاقة استراتيجية

أكد العبدة أن "الاتفاق بين الائتلاف الوطني والمجلس الوطني الكردي يعتبر تقدما حقيقيا في نظرة قوى المعارضة لباقي أطياف المجتمع السوري"، متطلعاً إلى المضي قدما في هذه العلاقة الاستراتيجية، منوهاً إلى تطوير هذه العلاقة المتميزة وعلى أن تكون لبنة وبداية لتأسيس شراكة حقيقية في سوريا المستقبل.&

كما رحب الأمين العام للائتلاف الوطني السوري عبد الباسط عبد اللطيف، بخطوة اللقاء مع الجالية السورية في إسطنبول وخاصة أبناء الجزيرة، واستذكر المواقف المشرفة لقادة المجلس الوطني الكردي في أولى أيام الثورة السورية، وعلى رأسهم الشهيد مشعل التمو، مؤكداً بأن الأكراد مكون أساسي من مكونات سوريا.

تفاهم مشترك

فيما شدد نائب رئيس الائتلاف عبدالحكيم بشار على قضية التفاهم المشترك بين أطياف الشعب السوري، وبناء إستراتيجية حقيقية وواضحة الملامح، مشيراً إلى "ضرورة إدراك الأكرادالسوريين بأن وجهتهم يجب أن تكون داخل سورية ومع إخوانهم السوريين وليس خارج حدود سوريا كما تعمل جاهدة ميليشيات الـ "PYD"" على حد تعبيره ، مركزاً على أن المواقف السياسية تتغير ولكن الجغرافية ثابتة.

وقال: "نحن والعرب وباقي المكونات السورية شركاء في الوطن ونبحث عن أفضل صيغة لتعزيز هذه الشراكة"، مستدركاً ومذّكرا أن من مصلحة الأكراد بناء أفضل علاقة مع شركاء الوطن وأنه بدون الشراكة مع مجموع السوريين سنتجه نحو الانتحار السياسي الذي تحاول بعض الجهات فرضه على الأكراد "بل على العكس علينا أن نعمل على بناء أفضل علاقة مع شركائنا في الوطن".

تحذيرات

وأضاف بشار. ليس من مصلحة الأكراد معاداة الجيران في الداخل والخارج، أو افتعال المشاكل مع تركيا، كما أنه ليس من مصلحة الأكراد استفزاز أنقرة، مستأنفاً أن العلاقة مع باقي مكونات سوريا ومع الجارة تركيا هي مصلحة ثابتة راهناً ومستقبلاً، مؤكدا على أن "العدو الأول لحقوق الأكراد السوريين هو في دمشق وليس في تركيا" ، داعياً أيضاً إلى استمرار العلاقات الجيدة مع اقليم كردستان العراق.

تراشق الاتهامات

وبخصوص عفرين، قال نائب رئيس الائتلاف الوطني إنه "لا يمكن معالجة الوضع من خلال تراشق الاتهامات على وسائل التواصل الاجتماعي وإنما من خلال التعامل مع الحكومة التركية والائتلاف الوطني السوري"،محذراً من محاولات البعض استثمار هذه الخروقات لتحقيق أجندات خارجية.

واقعية سياسية

دعا عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري عبد الله سرحان كدو، إلى العمل بواقعية بعيداً عن الرومانسية والشاعرية السياسية، والعمل معاً من أجل تحقيق الأهداف التي خرج من أجلها الشعب السوري ممثلة بالحرية والكرامة وتحقيق العدالة والديمقراطية في البلاد.

وناشد كدو النشطاء والنخبة الشبابية الابتعاد عن الشحن الذي لا يخدم سوى نظام الأسد، مذكراً بأنّ "أهالي كوباني والقامشلي وعفرين، بأنه ليس مطلوباً منهم ولا من مصلحتهم حالياً أو لاحقاً رفع أية شعارات أو لافتات ضد دولة أخرى"، وطالبهم بعدم الانجرار وراء أصحاب الشعارات الطوباوية والعمل بواقعية سياسية، وأن قضيتهم وقضية الشعب السوري بوجه عام في سوريا وليس في أي مكان آخر.&