فجرت صحيفة بريطانية، قنبلة تطال شظاياها أجهزة وزارة الداخلية وخصوصا إدارات الإقامة وأجهزة مكافحة الجريمة ومافيات الفساد المالي في العالم.&

وقالت صحيفة (صنداي تايمز) في تقرير، ستكون له نتائج مثيرة في الأيام المقبلة وخصوصا في مجالات الإقامة ومنح التأشيرات وقوانينها، إن مليونيرات روسًا وصينيين، وواحدًا من أفراد عائلة معمر القذافي، وسياسيين أجانب فاسدين حصلوا على تأمين دخول إلى المملكة المتحدة من خلال التحايل على مخطط وزارة الداخلية المعيب في تعقب الفاسدين حول العالم.

وكشف تقرير الصحيفة عبر تسجيل مسرب، اليوم الأحد، عن مستشارين قانونيين وماليين بريطانيين&يتفاخرون بالقدرة على تأمين عشرات من "التأشيرات الذهبية - Golden Visa" لعملائهم، ويتضح أن هؤلاء يهملون &إهمال التفاصيل الحساسة المحظور منح التأشيرة بسببها.

ومن بين هؤلاء المستشارين من تجمعهم علاقات بأصدقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والجيش الصيني.

تهرب&

ووفقا للتقرير المسرب، صرح أحد هؤلاء المستشارين بأنه أصبح قادرًا على التهرب من الفحص الذي تجريه وزارة الداخلية البريطانية للوافدين الى المملكة المتحدة، وأن ذلك يتحقق بطريقة سهلة وبسيطة للغاية، بدرجة تسهل لخريجي المدارس غير المدربين تنفيذه عبر عمليات محرك البحث (Google).

وجاء كشف تفاصيل التقرير الفضيحة" من خلال أحد المراسلين الصحافيين العاملين في صحيفة The Sunday Times وقناة Channel 4 تظاهر بأنه رجل أعمال من هونغ كونغ وأجرى اتصالات مع ست مؤسسات متخصصة لأخذ مشورتها،&كونه يسعى إلى تأمين الإقامة البريطانية لأفراد العائلة في روسيا والصين.

وحسب التقرير، فقد أبلغ هؤلاء المستشارون مراسل صحيفة (صنداي تايمز) بتأمين تأشيرات لشخصيات، من بينها أحد أقارب معمر القذافي الدكتاتور الليبي السابق، اضافة الى مصريين&متهمين&بالفساد، ورجال أعمال إيرانيين&وعراقيين&فرضت عليهم عقوبات، وذلك بموجب برنامج تأشيرات "المستوى الأول"، والتي تجعل وزارة الداخلية البريطانية تمنح الأجانب الأثرياء الحق في العيش في المملكة المتحدة إذا استثمروا مليون جنيه إسترليني في شركة بريطانية، مع فرصة في وقت لاحق للحصول على الجنسية الكاملة وجواز السفر.&

غير شرعية

ووفقا للصحيفة كانت وزارة الداخلية البريطانية أوقفت منح ذلك البرنامج من التأشيرات "غير الشرعية" لفترة وجيزة في شهر ديسمبر الماضي، بسبب مخاوف من أن يستخدمها مجرمون منظمون، لكن أعيد تقديمها بعد أيام، بعد ضغوط من وزارة الخزانة.

وإلى ذلك، فقد أدى تفجير الفضيحة إلى توجيه مارغريت هودج النائبة البرلمانية في مجلس العموم البريطاني، والتي تشغل رئاسة لجنة الحسابات العامة، وزير الداخلية ساجد جاويد إلى التعليق على تلك الفضيحة.

وقالت النائبة في تصريح: "إنها فضيحة حقيقية كيف يتم التعامل مع طالبي اللجوء في دائرتي الانتخابية بطريقة مروعة ، لكننا في المقابل نرحب بأذرع مفتوحة بأموال قذرة في بريطانيا".

وأكدت البرلمانية هودج: "لن نحافظ أبدًا على الرخاء الاقتصادي من خلال هذه الأموال القذرة".

آلاف المستفيدين

يذكر أن أكثر من 11000 شخص أجنبي استفادوا من نظام "تأشيرة المستثمر" منذ دخوله حيز التنفيذ في العام 2008.

ويتعين على المستثمر طالب التأشيرة أن يودع مبلغ مليوني جنيه استرليني للاستثمار لدى الشركات البريطانية لمدة خمس سنوات، بعدها يمنحون الاقامة إلى أجل غير مسمى، وهذا يمكنهم التقدم لطلب جواز السفر البريطاني بعد ذلك بعام واحد.&

كما ينص القانون على أنه لا يتم دفع أي من الأموال للحكومة، كما يمكن للمستثمرين أخذ أموالهم في الخارج بعد حصولهم على الجنسية الكاملة.

وفي الختام، قالت وزارة الداخلية في تعليق على تقرير (صنداي تايمز): "لدى المملكة المتحدة بعض من أكثر الأنظمة صرامة في ما يتعلق بتأشيرات المستثمرين في جميع أنحاء العالم". وأضافت: "الإصلاحات الأخيرة ، بما في ذلك شرط مراجعة الثروة المرتقب، كبيرة وستعزز مكانة بريطانيا كرائد عالمي في مكافحة الجريمة المالية والفساد."
&