دعت صحيفة لندنية ذات تأثير واسع، وزيرة الداخلية البريطانية الجديدة، بريتي باتيل، إلى محاسبة السلطات القطرية على نشاطها في الترويج لقضايا إسلامية مثيرة للجدل ودعمها لجماعات الإسلام السياسي، وبعضها محظور.&

إيلاف: جاءت دعوة صحيفة (التايمز) في افتتاحية&كتبتها، اليوم الإثنين، استنادًا إلى تغطيات وتحقيقات صحفية مطولة نشرتها، عن استخدام دولة قطر لمصرف بريطاني من أجل الترويج لقضايا إسلامية، وتقديم خدمات إلى منظمات بينها 15 مثيرة للجدل، منها &(4 مساجد و3 جمعيات خيرية) تعرّضت حساباتها في مصارف بريطانية أخرى للتجميد.

يقول التحقيق الذي كتبه وأعده كبير المحققين في صحيفة (التايمز) أندرو نورفولك، إن من بين عملاء مصرف (الريان) الذي تسيطر عليه الدولة القطرية، جمعية خيرية حظرتها الولايات المتحدة باعتبارها كيانًا إرهابيًا، وجمعيات تدعم رجال دين متشددين، اضافة الى مسجد&قائم&عليه منذ فترة قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية.&

توافق مع الشريعة
يذكر أن مصرف "الريان" هو أقدم وأكبر المصارف الإسلامية في بريطانيا. ويقدم المصرف، الذي يوجد مقره في مدينة بيرمنغهام، خدمات متوافقة مع الشريعة إلى أكثر من 85 ألف عميل.

ويشير التحقيق الذي ترجمه موقع (بي بي سي) العربي إلى أن 70 في المئة من المصرف البريطاني مملوك لـ"مصرف الريان"، وهو ثاني أكبر مصرف في قطر، والذي تحوز أكبر عدد من الأسهم فيه مؤسسات تديرها الدولة القطرية. أما الحصة المتبقية - 30 في المئة - فهي مملوكة لذراع استثمارية لصندوق الثروة السيادية القطري.

يخضع المصرف لسلطات التنظيم البريطانية، وهو المصرف الإسلامي الوحيد في بريطانيا الحاصل على تصنيف ائتماني من مؤسسة موديز. ويشدد تحقيق الصحيفة على عدم وجود مؤشرات إلى أن المصرف أو أيًا من مدرائه انتهكوا القوانين البريطانية.

التزام&
نقل التحقيق عن المصرف قوله إنه لا يناقش تفاصيل عملاء على نحو محدد، لكنه ملتزم "في الأوقات كافة" بكل القوانين البريطانية المنظمة وأنه "يقدم خدمات مصرفية إلى الكيانات المسموح لها بالعمل (في بريطانيا) فقط".

خصصت الصحيفة مساحة لاستعراض أبرز عملاء المصرف الذين تعتبرهم مثيرين للجدل، من جمعيات خيرية ومساجد، مع إيضاح أسباب الجدل المحيطة بها.

إضافة إلى التحقيق، نشرت الصحيفة مقالًا لنورفولك، بعنوان: "القطريون يصدرون الإسلام السياسي إلى الغرب". ويقول الكاتب إن أكاديميين ودبلوماسيين سابقين متفقون على أن قطر لا تخفي منذ فترة طويلة دعمها لجماعات إسلامية في الشرق الأوسط وأنها تساعد على نمو الإسلام السياسي في الغرب.

دعم وتمويل&
ويتحدث التقرير عن السبب الذي يدفع قطر إلى "تمويل أعمال الإخوان المسلمين وحماس وفصائل إسلامية أخرى شنت حروبًا من سوريا وحتى ليبيا". ويورد نورفولك رأي متابع للشأن القطري مفاده أن الدوحة رأت من الحكمة الانخراط مع "من يوصفون بالإسلاميين المعتدلين" بهدف "منع الناس من الذهاب إلى التطرف والإرهاب". في المقابل، يورد الكاتب رأي متابع آخر يرى أن سبب الدعم يرجع إلى قناعة أيديولوجية.

جاء في الافتتاحية أن "ما يعد شأنًا عامًا ملحّاً&هو أن دولة تقيم معها بريطانيا علاقات صداقة تُمكّن منظمات إسلامية من الترويج لأيديولوجية عدائية&ومعادية للغرب".

وتختتم التايمز الافتتاحية بالقول "يجب أن تختار قطر ما إذا كانت متحالفة مع الغرب أم تعارضه، وإذا اختارت خطأ، فيجب عزلها".

استحواذ&
يذكر أن مصرف (الريان) كان أعلن الإستحواذ على البنك الإسلامي البريطاني عام 2014 لدعم توسعه في المملكة المتحدة وخدمة عملائه الذين يرغبون في شراء العقارات في لندن.&

ويقول المصرف في ترويجه لنشاطاته العقارية على موقعه الالكتروني: على مدى السنوات العشر الماضية، أسس البنك الإسلامي البريطاني نفسه ليكون رائدًا في مجال الخدمات المصرفية الإسلامية من خلال تقديم أكبر مجموعة من منتجات التجزئة المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، من شراء منزل إلى حسابات الاستثمار والتمويل التجاري.&

يضيف: "يمتاز فريق البنك الاسلامي البريطاني المتخصص والموجود في لندن بفهم مفصل للسوق المحلية، وبامكانه أن يوجّهكم في كل مرحلة لدى رغبتكم في شراء منزل ثانٍ أو الاستثمار العقاري".&

يقول المصرف: "تم تصميم الخدمات المصرفية الخاصة لشراء منزل والمقدمة من البنك الإسلامي البريطاني لتلبية احتياجات مواطني مجلس التعاون الخليجي، حيث يتاح للعملاء الحصول على خدمة مصرفية راقية ومناسبة، والحصول على أسعار إيجار ورسوم مخفضة وتنافسية للغاية وقابلة للتفاوض، ويمكن أيضًا تقديم هيكلة&ضرائبية متخصصة من خلال طرف ثالث معتمد من قبل البنك. كما إن جميع مدراء الخدمات المصرفية الخاصة يتكلمون اللغة العربية.
&