قالت مصادر دبلوماسية أمام (إيلاف) إن المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة المؤهلة للتوسط بين الجارتين الهند وباكستان بعد التوتر الذي طرأ على علاقاتهما إثر قرار&الهند إلغاء الحكم الذاتي للقسم الذي تسيطر عليه في إقليم كشمير المتنازع عليه.

إيلاف: أشارت المصادر إلى أن السعودية استطاعت بناء علاقات متوازنة متطورة بين الجارتين اللتين تشهد علاقاتهما توترات وتناقضات ممتدة منذ أكثر من سبعة عقود.&

وقالت إن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لكل من البلدين في فبراير 2019 عززت احتمالات التوصل إلى اتفاقات تهدئة بينهما لحسم جميع القضايا العالقة، وخصوصًا إقليم "كشمير" المتنازع عليه.

رأت تلك المصادر إن اتصال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مساء الثلاثاء، مع الأمير محمد بن سلمان يصب في اتجاه التوتر الراهن بين اسلام اباد ونيودلهي.&

اتصال هاتفي
وكانت وكالة الأنباء السعودية "واس" قالت إنه "جرى خلال الاتصال بحث تطور الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة تجاهها"، مشيرة إلى أن الأمير محمد بن سلمان إطّلع من رئيس الوزراء الباكستاني على آخر المستجدات في إقليم كشمير.

جاء الاتصال بعد يوم من اعلان الحكومة الهندية، إلغاء الحكم الذاتي الدستوري لكشمير، في ظل توتر كبير في هذه المنطقة التي تشهد تمردا انفصاليا.

كما أعلنت السلطات الهندية في ​كشمير​، أنها فرضت حظرا على التجمعات العامة في منطقة سريناغار والمدن المحيطة بها، وأمرت بإغلاق ​المدارس ​والجامعات في ولاية جامو حتى إشعار آخر، وذلك بسبب تجدد التوتر بين ​نيودلهي​ وإسلام آباد بشأن الإقليم المتنازع عليه.

يذكر أن حدة التوتر تصاعدت على جانبي الحدود في كشمير، بعدما نشرت نيودلهي في الإقليم 10 آلاف جندي على الأقل، وفرضت السلطات الهندية في كشمير تدابير أمنية عدة بينها الدعوة إلى تخزين الطعام والوقود، وذلك بسبب معلومات عن تهديدات إرهابية.

وتتهم الهند باكستان بتمويل متشددين مسلحين وكذلك جماعات انفصالية في الجزء الخاضع للهند من كشمير. وتنفي إسلام آباد الاتهامات الهندية، وتقول إنها لا تقدم سوى الدعم الدبلوماسي والمعنوي الى الحركة الانفصالية.

اتصال اول اغسطس&
يذكر أن ولي العهد السعودي كان تلقى اتصالا هاتفيا، يوم الاول من اغسطس الحالي من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي وصف خلال الاتصال المملكة بالصديق الذي تثق به باكستان، مدللًا بذلك بوقوفها الدائم مع باكستان في كل المحن والأوقات الصعبة، وأن بلاده لا يمكن أن تنسى هذه المواقف إطلاقا، وذلك حسب وكالة الأنباء السعودية "واس".

كما عبّر خان عن شكره وتقديره لولي العهد السعودي على جهوده ومساندته لكل ما يدعم باكستان ويحقق مصالحها، مؤكدا أن تطوير العلاقات مع المملكة يعد أولوية قصوى لجمهورية باكستان.

من جهته، أشاد الأمير محمد بن سلمان، بتميز العلاقات التي تربط بين المملكة وباكستان، وسعي البلدين الى تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة، وحرص القيادة في المملكة على دعم باكستان في المجالات كافة.

زيارة الهند وباكستان
يشار في هذا الاتجاه إلى أن الصراع الهندي الباكستاني حول اقليم كشمير كان احتل حيزًا كبيرًا خلال محادثات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في زيارته في فبراير الماضي لكل من باكستان والهندي في إطار جولة آسيوية.

جاءت زيارة الأمير السعودي آنذاك، متزامنة مع توتر شديد في علاقات اسلام اباد مع نيودلهي، بعد هجوم أسفر عن مصرع 40 من عناصر الأمن الهندية وتبنى الهجوم تنظيم "جيش محمد" المتمركز في باكستان.

على هامش تلك الزيارة، صرح وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير إن "هدفنا يتمثل في محاولة خفض تصعيد التوتر بين البلدين الجارين والبحث عن مسار لحل هذه الخلافات سلميا".