إيلاف من لندن: سلمت السلطات العراقية نظيرتها الكويتية رفات&46 من اسراها ومفقوديها خلال حرب تحريرها عام 1991 في مراسيم رسمية شهدها المعبر الحدودي بين البلدين فيما لم يتم لحد الان تحديد مصير 366 آخرين.

وتم تسليم الرفات&فجر الخميس عبر المنفذ الحدودي سفوان من الجانب العراقي والعبدلي من الكويتي بحضور مسؤولين معنيين من الجانبين الكويتي والعراقي تمهيدا لإجراء عمليات المطابقة ثم التعرف وتحديد هويات أصحاب هذه الرفات التي عثر عليها مؤخراً بمقبرة في بادية السماوة بمحافظة المثنى العراقية الجنوبية.

وأشار مسؤول ملف الأسرى في وزارة الخارجية الكويتية ربيع العجساني في حديث صحفي لوسائل اعلام كويتية تابعته "إيلاف" إلى أنّه "بهذا العدد تكون بلاده قد تسلمت 236 جثة من إجمالي 602 اسير&كويتي&قتل على ايدي النظام العراقي السابق فيما لم يتم إلى الآن تحديد مصير 366 من الأسرى الكويتيين" الاخرين.&

وأوضح أن "الجهود المشتركة مع العراق مستمرة للبحث عما&تبقى من المفقودين الكويتيين".

واضاف أن تسلم بلاده للرفات&تم لاستكمال عمليات المطابقة والاستعراف والذي يأتي نتيجة لما أعلنه المختبر الكويتي سابقا بموجب عينات تم جلبها من الطب العدلي في بغداد وأعطت نتائج إيجابية. وقال إن عمليات استخلاص الحمض النووي (DNA) والمطابقة التي تجريها الإدارة العامة للأدلة الجنائية الكويتية عمليات فنية معقدة تحتاج لوقت لاستكمالها.

العثور على الرفات&بموقعين جنوب العراق

وتم العثور على الرفات مؤخرا في موقعين قرب منطقة نقرة السلمان في محافظة المثنى جنوب&العراق بالتعاون بين سلطات البلدين واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وكانت المرة الأخيرة التي عثر فيها على رفات مواطنين كويتيين في العراق عام 2005.

وكانت وزارة الخارجية العراقية قد اكدت في الثاني من الشهر الحالي التعرف على رفات 32 من الأسرى الكويتيين في المقبرة التي عثر عليها في بادية المثنى في&مارس الماضي والتي تضم رفات 46 من ضحايا النظام السابق وفقا للنتائج الأولية للتحليل الجيني.&

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان إن الفريق الفني العراقي المعني بملف الأسرى والمفقودين الكويتيين تمكن وبالتعاون مع بعثة الصليب الأحمر من العثور على مقبرة جماعية في محافظة المثنى في السادس من مارس&الماضي.

&وأشار في بيان صحافي إلى أنّ الفريق الفنّي العراقيّ المعنيّ قد تمكن بمُشارَكة بعثة الصليب الأحمر في بغداد من العُثُور على إحدى المقابر الجماعيّة في محافظة المثنى الجنوبية تضمُّ رفات 46 شخصا وأسفرت النتائج الأوليّة للتحليل الجينيّ عن أنّ 32 من هذه الرفات عائدة لمفقودين كويتيين.

وشدد المتحدث الرسمي على ان العراق "لن يدّخر جُهداً من أجل تحديد مصير باقي المفقودين.. منوها إلى أنّ ما تمّ اكتشافه مُؤخّراً يُؤشّر استمرار الجُهُود التي أدَّت للتوصُّل إلى معلومات تتعلق بهذه الرفات ونعدّه تقدّماً ملموساً في طريق إنهاء هذا الملف، حيث يأمل العراق ويعمل بجدّ لتحديد مصير جميع المفقودين".

وانعقدت بعمان في 31 من الشهر الماضي اجتماعات لجان من الصليب الأحمر والكويت والعراق حيث بحثت ملف المفقودين منذ اجتياح العراق لكويت منتصف عام 1990.

وعقد الإجتماع في أحد فنادق عمان بحضور أمين عام وزارة الخارجية العراقية حازم اليوسفي ومدير عام اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى والمفقودين الكويتيين ربيع العدساني.&

وقال اليوسفي عقب الإجتماع المغلق للصحافيين إن "هذا ملف شائك جدا ومنذ 30 عاما ونحن في العراق والكويت الشقيقة نبحث هذا الملف ونحاول ايجاد حلول واقعية له". وأوضح أن "عملية العثور على الرفات&هذه جاءت بعد 14 سنة من آخر عملية عثور على رفات مفقودين كويتيين".

تسليم دفعة جديدة من المخطوطات الكويتية

وأشار أيضا إلى "قرب تسليم دفعة جديدة من المحفوظات الكويتية بعد عيد الأضحى وهي تضم كتبا كويتية تعود للمكتبة المركزية والجامعات الكويتية". وأكد تصميم العراق "على انهاء هذه الملفات جميعها، ملف المفقودين والأرشيف والمحفوظات الكويتية وأملاك الكويتيين الموجودة في العراق".

وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدرفي 11 يونيو الماضي بمبادرة من الكويت للمرة الأولى قراراً يتعلق بالمفقودين في النزاعات، يدعو الدول إلى إنشاء مكاتب للمعلومات وإحصاء المعتقلين وأسرى الحرب.&

وتعتبر مسألة المفقودين حساسة بالنسبة إلى الكويت منذ غزو العراق لها في عام 1990 حيث انه بعد حوالي 30 عاماً من نهاية حرب الكويت لا يزال هناك 369 مفقوداً كويتيا.

ويذكر أن المرة الأخيرة التى تم فيها العثور على رفات مواطنين كويتيين كانت عام 2005 فيما تم العثور على آخر مجموعة من الرفات الخاصة بعراقيين عام 2011 ولا تزال اللجنة الثلاثية تعمل على الكشف عن مكان وجود الأشخاص الذين لا يزالون مفقودين فى كلا البلدين منذ حرب تحرير الكويت (1990 - 1991).