بدا وزير الخارجية الأميركي&هادئًا بعض الشيء في مقاربته الملف اللبناني، وهو بذلك أكد من جديد أنه لا وجود لمشروع عمل أميركي في لبنان، فهل تغيّرت سياسة واشنطن تجاه المنطقة ولبنان تحديدًا؟.

إيلاف من بيروت: بخلاف التحليلات المبالغ فيها، والتي سبقت زيارة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري إلى واشنطن، بدا وزير الخارجية الأميركي&هادئًا بعض الشيء في مقاربته الملف اللبناني، وهو بذلك أكد من جديد أنه لا وجود لمشروع عمل أميركي في لبنان، أو بمعنى أوضح "ورشة" على غرار ما حصل عام 2005 والمرحلة التي تلت، وهو بذلك أراد، من خلال لقاء الحريري مرتين، التأكيد على حماية موقعه داخل التركيبة السياسية اللبنانية، وإعطاءه جرعة دعم هو في حاجة اليها.

السؤال الذي يطرح كيف يمكن تحديد إطار السياسة الأميركية تجاه لبنان اليوم؟.

يؤكد الكاتب والإعلامي عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف"، أنه علينا الإشارة إلى حالة الإرباك التي تسود البيت الأبيض والسياسات التي يعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهي سياسة يمينية متطرفة، تركت توجهات ترمب الكثير من الإشكاليات على مختلف الأصعدة، الإقتصادية والإجتماعية، والعلاقات ما بين الولايات المتحدة الأميركية ومختلف دول العالم.

ويلفت مالك إلى وجود رسائل متعارضة تأتي إلى لبنان من واشنطن، لكنها لا تحمل الإستقرار، ولا تنبئ هذه العلاقة بوعي أميركي كامل تجاه المنطقة.

يشير مالك إلى أنه يمكن القول إن حالة التخبط الأميركي في عهد ترمب لها مفاعيل سلبية، إذا ما تواصلت هذه السياسة الأميركية تجاه لبنان والشرق الأوسط. علمًا أن هناك نوعًا من حركة تصحيحية من واشنطن تجاه لبنان والمنطقة.

موقف عادل
يبقى القول، بحسب مالك، إن هناك الكثير من المواقف لترمب عاد عنها في وقت لاحق، وإذا ما استطاعت الولايات الأميركية أن تأخذ موقفًا أكثر عدالة حيال النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وإذا استمرت سياستها تجاه هذا الموضوع في التخبط مع الأسف، فلا يمكن توقع تغيير&منهجي&في ما يتعلق بثوابت للعلاقات الأميركية مع دول العالم، خصوصًا مع تركيز ترمب على الاتفاق النووي الإيراني.

ويلفت مالك إلى أنه حاليًا يبدو ترمب قد استمهل نفسه ودول المنطقة لمزيد من التطورات على ما يبدو، وتبدو المرحلة انتقالية ومرحلة عبور.

داخليًا، هناك تخبط أميركي تجاه ملفات المنطقة والرضوخ الأميركي للسياسات الإسرائيلية، وعلينا، الانتظار بعض الوقت لكي نلحظ بعض التغييرات.

حزب الله وأميركا
عن موقف أميركا تجاه حزب الله، وهل لا تزال تعتبره مشكلة إقليمية؟. يجيب مالك إنه ليست هناك متغيرات فعلية وحسية من جانب أميركا تجاه حزب الله، وتجاه هذا التخبط وعدم الوضوح للرؤيا الأميركية تجاه المنطقة، علينا إعطاء بعض الوقت لكي نلحظ إذا كان هناك توجه واضح أو مراعاة أميركية لمصالحها في المنطقة، من هنا علينا ألا نركز فقط على سياسة واشنطن، بل أن نذهب إلى ما هو رد الفعل العملي الآتي من طهران حول مصير الاتفاق النووي.

يضيف "ما يحكى عن تهديدات إيرانية حيال المنطقة وحيال المصالح الأميركية يجب أخذه على محمل الجد، فهو ليس تخويفًا على الإطلاق، بل يأتي في سياق التحسب لمفاجآت معيّنة". ويشير مالك إلى أنه في المرحلة الراهنة نعايش أزمة ما يمكن تسميتها بعملية عض الأصابع بين "الطموحات" الإيرانية إقليميًا ودوليًا، وبين حلم واشنطن التقليدي بأن تكون شرطي العالم من خلال سيطرتها على المنطقة.&