الرباط: حدد العاهل المغربي الملك محمد السادس ثلاث مهام للجنة الخاصة بالنموذج التنموي، والتي قرر تكليفها بمراجعة النموذج التنموي المغربي،&وقال&في خطاب وجهه مساء الثلاثاء للشعب المغربي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، إنه يريد من هذه اللجنة "أن تقوم بمهمة ثلاثية: تقويمية واستباقية واستشرافية، للتوجه بكل ثقة، نحو المستقبل".

وقال العاهل المغربي "لقد حرصنا على جعل المواطن المغربي في صلب عملية التنمية، والغاية الأساسية منها.واعتمدنا دائما، مقاربة تشاركية وإدماجية، في معالجة القضايا الكبرى للبلاد، تنخرط فيها جميع القوى الحية للأمة. وهذا ما نتوخاه من إحداث اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي؛ التي سنكلفها، قريبا، بالانكباب على هذا الموضوع المصيري".

وأضاف قائلا "نود أن نؤكد هنا، على الطابع الوطني، لعمل اللجنة، وللتوصيات التي ستخرج بها، وللنموذج التنموي الذي نطمح إليه: نموذج مغربي- مغربي خالص. كما ينبغي اقتراح الآليات الملائمة، للتفعيل والتنفيذ والتتبع، وكذا المقاربات الكفيلة بجعل المغاربة يتملكون هذا النموذج، وينخرطون جماعيا في إنجاحه".

وحول انتظاراته إزاء النموذج التنموي المنشود، قال العاهل المغربي "إننا نتطلع أن يشكل النموذج التنموي، في صيغته الجديدة، قاعدة صلبة، لانبثاق عقد اجتماعي جديد، ينخرط فيه الجميع: الدولة ومؤسساتها، والقوى الحية للأمة، من قطاع خاص، وهيآت سياسية ونقابية، ومنظمات جمعوية، وعموم المواطنين. كما نريده أن يكون عماد المرحلة الجديدة، التي حددنا معالمها في خطاب العرش( الجلوس) الأخير: مرحلة المسؤولية والإقلاع الشامل".

وسبق للعاهل المغربي أن أعلن عزمه إحداث هذه اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي في خطاب عيد الجلوس نهاية يوليو الماضي، وأعلن أنه يعتزم تنصيبها مع الدخول السياسي والاجتماعي الجديد في سبتمبر المقبل ، مشيرا إلى أن تركيبتها ستشمل "مختلف التخصصات المعرفية، والروافد الفكرية، من كفاءات وطنية في القطاعين العام والخاص، تتوفر فيها معايير الخبرة والتجرد، والقدرة على فهم نبض المجتمع وانتظاراته، واستحضار المصلحة الوطنية العليا".

وفي خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب، التي تخلد لانتفاضة الشعب المغربي بقيادة جده السلطان محمد الخامس ضد الاستعمار الفرنسي، ربط الملك محمد السادس بين الماضي والحاضر، وبين معركة المغاربة لنيل الاستقلال ومعركة تحقيق التنمية والرفاهية، مذكرا بالدعوة الشهيرة التي وجهها جده الملك محمد الخامس بعد رجوعه من المنفى للشعب المغربي حين قال "إننا رجعنا من الجهاد الأصغر، لخوض الجهاد الأكبر". كما ذكر بوفاء والده الملك الحسن الثاني لهذه الدعوة بتكريس حياته "لإرساء دعائم الدولة المغربية الحديثة، بمؤسساتها الديمقراطية، وخياراتها الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية". وأضاف الملك محمد السادس "وها نحن نواصل حمل المشعل، لاستكمال الرسالة، وأداء الأمانة، التي نعتز بتحملها، في خدمة شعبنا".