مع قيام الحملات ضد الفساد في لبنان يبقى القول إن الإدارات اللبنانية ليست مهيأة حتى الآن للقضاء على الفساد نهائيًا في لبنان، لأن الإدارات غير مهيأة لذلك.

بيروت: شدّد نائب رئيس حزب القوات اللبنانية، عضو تكتّل الجمهورية القوية النائب جورج عدوان على أنّه "حان الوقت لنتطلع إلى وطن تكون مصلحته قبل أيّ مصلحة أخرى، وقبل أي دولة أخرى"، مؤكّدًا أن "الوقت حان لكي تنهض الدولة، الدولة يجب أن تكون قوية وعادلة، دولة مؤسسات لا دولة محميات وصفقات، أن تكون دولة دستور وقانون لا دولة قضاء مستتبع، أن تكون دولة قرارها حر، تتخذه حكومتها، دولة يكون فيها سلاح الجيش الوحيد على التراب اللبناني".

وأكّد أن "الحرب التي تخوضها القوات اللبنانية على الفساد لن توفر أحدًا لأن الفساد لا دين ولا حزب ولا طائفة ولا منطقة له، وحربنا على الفساد ستكمل حتى النهاية، وأضاف "إن اعتقد البعض أن هناك أي قدرة ستثنينا على أن نكمل هذه الحرب، أو أنه سيدخلنا في محاصصات في التعيينات، أو سيشركنا في صفقات، أو أننا سنتعب مع الوقت، يكون لا يعرفنا".

الفساد

ويقول الخبير الدكتور لويس حبيقة ل"إيلاف" أنه مع قيام الحملات ضد الفساد، فإن الإدارات اللبنانية ليست مهيأة حتى الآن للقضاء على الفساد نهائيًا في لبنان، لأن الإدارات غير مهيأة لذلك وكذلك فإن السياسيين غير مهيئين أيضًا، لأن السياسيين هم من يحمون الفساد في الإدارات، ولكن ما يجري اليوم من محاولات للقضاء على الفساد إنما نشجعه كثيرًا رغم أنه لن يتأتى بأي نتيجة جدية، غير أن مجرد الحديث عن الموضوع إنما يخيف المرتشين والفاسدين قليلاً، ويضع حدودًا غير مباشرة للموضوع.

ويلفت حبيقة إلى أن المشكلة الأساس في الفساد اللبناني هي أنه لا يمكن التضحية بالموظفين الصغار الذين يتم توقيفهم، فهؤلاء انما ارتشوا لأنهم كانوا محميين من السياسيين أنفسهم.

محاربة الفساد

وردًا على سؤال ما الذي يحتاجه لبنان اليوم لمحاربة الفساد جديًا في مختلف إداراته؟ يجيب حبيقة:" لا يمكن أن يحل الموضوع إلا إذا اقتنع الشعب اللبناني بضرورة محاربة الفساد. فالشعب اللبناني ظاهريًا يتحدث عن ضرورة محاربة الفساد لكنه عمليًا يشجع الأمر، وليس مزعوجًا منه.

ويضيف حبيقة: "الجميع يتحدث في المجتمع عن أن "الآدمي" غشيم، و"الحرامي" شاطر، فلا تزال تلك العقلية الفاسدة سائدة لأننا مجتمع لا توجد فيه مؤسسات حقيقية، لذلك فالمواطن يجب أن تكون لديه معارف في الإدارة ومع السياسيين كي يصل إلى حقوقه.

ويؤكد حبيقة أننا ضمن حلقة مفرغة من الفساد بين السياسيين والموظفين الفاسدين.

مستشر في لبنان

ولدى سؤاله هل أصبح الفساد مستشريًا في لبنان لدرجة لا يمكن فيها معالجته؟ يجيب حبيقة المعالجة يجب أن تبدأ من الشعب اللبناني، من خلال انتخابات نيابية شفافة في المستقبل، لأن الطقم السياسي الموجود هو بمثابة "فالج لا تعالج".

ويجب على الشعب اللبناني أن ينتخب طاقمًا سياسيًا لا علاقة له بالفساد، لذلك محاربة الفساد صعبة في لبنان.

دور الحملات

أي دور لكل تلك الحملات السياسية ومنها حملات القوات اللبنانية في محاربة ولو جزءا بسيطا من الفساد في لبنان؟ &يجيب حبيقة دورها هامشي، ولا يمكن أن نصدق اليوم أن الفساد ستتم محاربته جديًا، ولكن هذا قد يجعل الناس تخاف وتفكر مرتين قبل القيام بعمليات احتيالية جديدة.

ويلفت حبيقة إلى أن التوعية ضد الفساد ضرورية، من خلال المدارس والجامعات.

وبرأي حبيقة المجتمع لدينا يسوّق للفساد، ولن نشهد في المستقبل القريب وطنًا خاليًا من الفساد.