قرر العراق اليوم اتخاذ إجراءات عسكرية لتعزيز دفاعاته الجوية إثر الضربات الإسرائيلية لمعسكرات ومخازن قوات الحشد الشعبي وأكد تصميمه على تنفيذ قرارات بحظر أي طيران في أجواء البلاد من دون ترخيص من رئيس الوزراء.. فيما أفتى المرجع الشيعي للتيار الصدري الحائري بحرمة بقاء أي قوات أميركية وتحت أي مسمى في العراق، متهمًا أميركا وإسرائيل بقصف مقار عسكرية للحشد الشعبي.

إيلاف: خلال اجتماع عقده مجلس الامن الوطني العراقي اليوم برئاسة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، فقد شدد على ان الحكومة مسؤولة عن حماية جميع التشكيلات العسكرية ومن ضمنها الحشد الشعبي التي كان لها الدور الكبير في محاربة الارهاب وتحرير الاراضي والمدن العراقية من الارهاب"، كما قال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة في بيان صحافي الجمعة تابعته "إيلاف".

وبحث مجلس الأمن "تولي وزارة الدفاع وضع الخطط والاجراءات المناسبة لتسليح قيادة الدفاع الجوي بما يتناسب مع الوضع الحالي والمستقبلي وإتخاذ الاجراءات والخطوات الكفيلة بنقل الاسلحة والاعتدة الى اماكن خزن مؤمّنة خارج المدن، وذلك اثر الضربات الجوية التي تم تحميل اسرائيل المسؤولية عنها لمعسكرات ومخازن اسلحة قوات الحشد الشعبي الموالية لايران".

بيان الحائري عن الوجود الاميركي في العراق

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية امس الخميس عن أن إسرائيل شنت ضربة واحدة على الأقل على مستودع للأسلحة في العراق. ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الاستخبارات في الشرق الأوسط أن اسرائيل قصفت قاعدة تقع في شمال بغداد في&يوليو الماضي، بينما قال مسؤولان أميركيان إن الدولة العبرية شنت عدة ضربات في العراق في الأيام الماضية الأخيرة.

وتعرضت أربع قواعد يستخدمها الحشد الشعبي الذي يضم فصائل شيعية موالية لإيران ومعادية للوجود الأميركي في العراق إلى انفجارات غامضة خلال الشهر الماضي.

وكان نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس المدرج على اللائحة السوداء للولايات المتحدة بسبب عدائه العنيف للوجود الأميركي قد اتهم القوات الأميركية الاربعاء الماضي بأنها "المسؤول الأول والأخير" عن الهجمات التي جرت "عن طريق عملاء أو بعمليات نوعية بطائرات حديثة".

واتهم المهندس الأميركيين "بإدخال أربع طائرات مسيرة إسرائيلية" الى العراق لـ"تنفيذ طلعات جوية تستهدف مقار عسكرية عراقية".. مهددا بأن يتعامل الحشد الشعبي مع أي طائرات أجنبية تحلق فوق مواقعه بدون علم الحكومة العراقية على أنها "طائرات معادية".

لكن رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي خفف الخميس من حدة هذه الاتهامات. واشار الى ان "التحقيقات الأولية" كشفت أن الحوادث كانت "بعمل خارجي مدبّر".. مؤكدا أن "التحقيقات ستستمر للوقوف بشكل دقيق على الجهات المسؤولة من أجل اتخاذ المواقف المناسبة بحقها".

ونفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) هذه الاتهامات. وقال متحدث باسم الوزارة "لسنا متورطين في الانفجارات التي وقعت أخيرا".. مؤكدا أن الوجود الأميركي في العراق هو لدعم جهود البلاد ضد الإرهابيين.

من جانبه، قال رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو في مقابلة مع القناة التاسعة مساء أمس إن إسرائيل تنشط ضد الوجود والقواعد الإيرانية في العراق أيضا.

وأكد ان "إسرائيل لن تعطي إيران حصانة في أي مكان، فإيران تقيم قواعد ضد إسرائيل في العراق واليمن وسوريا ولبنان".. مضيفا "نحن نعمل ضدها في العراق في مواقع عدة وفي المناطق الأخرى بما في ذلك في سوريا".

تطبيق قرار الغاء موافقات تحليق الطيران في الاجواء العراقية
كما أكد مجلس الامن الوطني على "ضرورة متابعة تطبيق قراره المتعلق بإلغاء الموافقات الخاصة بتحليق جميع انواع الطيران في الاجواء العراقية إلا بموافقة القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي او من يخوّله اصوليا.&

ووافق المجلس على "قيام وزارة الدفاع العراقية بإبرام مذكرة للتفاهم العسكري مع نظيرتها وزارة الدفاع اللبنانية". كما أقر "السياسة الوطنية لتأهيل المجتمع بعد تحرير المدن من عصابات داعش الارهابية"، كما اشار بيان الحكومة.

وكان عبد المهدي قد اصدر في 20 من الشهر الحالي قرارا بإلغاء جميع الموافقات الخاصة بالطيران في الأجواء العراقية، فيما أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق امتثاله لتوجيهات الحكومة العراقية.

شمل الإلغاء موافقات تحليق الاستطلاع المسلح والطائرات المقاتلة والمروحية والطائرات المسيرة بكل أنواعها والتابعة لجميع الجهات العراقية والأجنبية وحصر إصدار الموافقات به كونه القائد العام للقوات المسلحة أو من يخوله أصولا.

هجوم اسرائيلي على معسكر للحشد الشعبي في العراق

وأعتبر عبد المهدي أي حركة طيران خلاف ذلك معادية وأن يتم التعامل معها من الدفاعات الجوية العراقية بشكل فوري.
إلى ذلك أعلن التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق امتثاله لتوجيهات الحكومة العراقية التي صدرت أخيرًا بمنع تسيير أي طائرة في أجواء البلاد إلا بإذن من رئيس الوزراء.

وقال التحالف في بيان له إن "قياديين كباراً منه التقوا مسؤولين من وزارة الدفاع العراقية لمناقشة توجيهات رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بشأن حركة طيران التحالف". واشار الى انه "كضيف ضمن الحدود السيادية للعراق يمتثل لجميع القوانين والتوجيهات من حكومة العراق وسيمتثل على الفور لجميع التوجيهات الواردة من شركائنا العراقيين أثناء قيامهم بتنفيذ أمر رئيس الوزراء".
&
المرجع الشيعي للتيار الصدري يحرّض على قتال القوات الاميركية&
أفتى المرجع الشيعي للتيار الصدري في العراق آية الله كاظم الحسيني الحائري اليوم بحرمة بقاء أي قوات اميركية وتحت أي مسمى في العراق، متهما اميركا واسرائيل بقصف مقار عسكرية للحشد الشعبي.

قال الحائري في بيان تابعته "إيلاف" الجمعة انه من موقع المسؤولية الشرعية يؤكد حرمة ابقاء اي قوة عسكرية اميركية وما شابهها وتحت أي عنوان كان: من تدريب ومشورة عسكرية "أو ذريعة مكافحة الارهاب الذين هم أهله وحاضنته"، بحسب قوله.

وحرّض القوات المسلحة على ما اسماها "المقاومة والدفاع ومواجهة العدو الذي بات ذليلا منكسرا بالدرجة التي لم يستطع فيها طاغيته (ترمب) في الامن من دخول ارضكم بشكله المعلن". وقال مخاطبا القوات الامنية والحشد الشعبي "لو كان من مقدور ابيكم حمل السلاح لحملته جنديا بين صفوفكم".

واضاف الحائري المقيم في ايران في معظم الاوقات قائلا "إنّنا نعلم كما يعلم الجميع أنّ الساسة الأميركيين لا يمتلكون الشجاعة والكفاءة اللازمتين للاتعاظ والاستفادة من انتكاساتهم في أفغانستان واليمن وسوريا وفلسطين، حيث ضيّعوا المليارات من ثروات بلادهم، وأراقوا دم مواطنيهم في مغامرات فاشلة ومؤامرات خبيثة في عالمنا الإسلاميّ والعالميّ، إلى الحدّ الذي جنّدوا فيه كلّ عملائهم وقواعدهم في المنطقة والعالم لضرب القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان.. واليوم نجدهم يبذلون قصارى جهودهم للجلوس مع بعض هذه الوجودات والتفاوض المباشر معها للخروج بمشروع يتصالحان عليه.. من منّا لا يعلم ـ مثلاً ـ أنّ صداماً كان سيّئة من سيّئاتهم ممّا اضطرّوا أخيراً لإسقاطه بتكلفة عالية الثمن.. وأنّ مشروع (داعش) كان بإدارتهم إلى الحدّ الذي نقلوا قياداته من سوح المعركة بمروحيّاتهم جهاراً حينما خسروا المواجهة مع أبنائنا في القوّات المسلّحة الشجاعة بعد أن أنفقوا على تشكيله المال والجهد البالغين".

واوضح ان القيادة الاميركية "استغلت رخصة الحكومة العراقية في ممارسة عمليّات الاستطلاع الجويّ في البلد مع خيار السكوت الذي رجّحه المسؤولون في إدارة أزمة التعدّي على سيادة البلد وحرمة أجوائه بعدما تضاربت تخميناتهم إلى الآن في عدد القوّات الأميركيّة المتواجدة على أرض البلد".

وشدد بالقول "في هذا السياق أقولها كلمة صريحة واُعلن ـ من موقع المسؤوليّة الشرعيّة ـ عن حرمة إبقاء أيّ قوّة عسكرية أميركيّة وما شابهها وتحت أيّ عنوان كان: من تدريب ومشورة عسكريّين، أو ذريعة مكافحة الإرهاب الذي هم أهله وحاضنته! وهذا ما أكّدته لكم سابقاً وأكّدته اليوم بكلمات بيّنة".

وزاد "على رجالنا الغيارى في القوّات المسلّحة مواصلة الدفاع الشريف والمشروع عن بيضة الإسلام وحرمات البلد وكرامته تجاه أيّ تعدٍ على أرضه أو سمائه أو مقار قوّاته الباسلة، فخياركم الوحيد ـ يا أبنائي ـ هو المقاومة والدفاع، ومواجهة العدوّ الذي بات ذليلاً منكسراً بالدرجة التي لم يستطع فيها طاغيته (ترمب) في الأمس من دخول أرضكم بشكله المعلن".

واشار الحائري في الختام الى ان القوات العراقية اليوم وبجميع فصائلها المسلّحة وبفضل بسالتها وتفانيها "غدت قوّةً تسرّ الصديق وترهب العدا وها قد تبلور اليوم الوجود المعظّم للحشد الشعبيّ كقوّة مسلّحة متدرّبة ضمن تشكيلات المؤسّسة الحكوميّة ذات تجربة ومعتقد عميقين يخيف القوى التي تريد للعراق الشرّ ولأهله الهوان كالأميركيّين والإسرائيليّين، وهذا هو السرّ الذي يكمن خلف الاعتداءات الأخيرة على مقرّاتكم، فالاُمّة التي يعمل أبناؤها من موقع الأمانة والمسؤوليّة لا المهادنة وملاحظة المصالح الحزبيّة أو الشخصيّة الضيّقة لا ترى ذلّاً ولا هواناً".


&