أسامة مهدي: تظاهر آلاف من ابناء الجالية الايرانية وفرنسيون يمثلون منظمات لحقوق الانسان في باريس اليوم ضد زيارة ظريف لها مطالبين بطرده من البلاد.&

وفي تظاهرة احتجاج كبيرة شهدتها باريس ظهر الجمعة طالب أبناء الجالية الإيرانية في فرنسا وأنصار المقاومة الإيرانية ومنظمات حقوق الإنسان الفرنسية بطرد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف من العاصمة الفرنسية التي يزورها حاليا.

وحمل المتظاهرون لافتة كبيرة كتب عليها "اطردوا ظريف" وهم يهتفون "ظريف إرهابي.. اطردوه".. واخرى كتبوا فيها "أوقفوا منح تنازلات لنظام الملالي".. وثالثة "أغلقوا وكر تجسس الملالي في أوروبا".&

ومن جانبها قامت بلدية المنطقة الاولى لباريس برفع لافتة كبيرة على مبناها احتجاجًا على زيارة ظريف وهي تحمل عبارة "ايران الملالي ووزيرها ظريف تنتهكان مبادئنا.. وهم غير مرحب بهم عندنا".

وفرنسا هي المحطة الأخيرة في جولة ظريف الأوروبية التي بدأت الاحد الماضي وشملت فنلندا والسويد والنرويج حيث قوبلت باحتجاجات عنيفة وتظاهرات صاخبة من قبل الإيرانيين في جميع هذه البلدان بحيث آصبحت قضايا انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في إيران ودور نظامها في نشر الإرهاب وخلق الأزمات في المنطقة هي الموضوعات الرئيسية ذات الاهتمام في هذه الرحلات.

وردا على هذه الاحتجاجات صرحت وزيرة الخارجية السويدية بأن الحكومة لم تدع ظريف لزيارة هذا البلد بل هو نفسه جاء اليها بطلب منه.

وقد اغضبت هذه الاحتجاجات المستمرة للإيرانيين ظريف ما دفعه في مقابلة مع تلفزيون برس تي في امس الاول الى الرد على المتظاهرين الإيرانيين الذين طالبوا بترحيله من السويد قائلا "اطلب من الناس الذين يقفون في الخارج (المتظاهرين) أن يشارك أي شخص منهم في أي من الاجتماعات الإيرانية (لانصار النظام في الداخل) لمعرفة ما إذا كانوا سينجون؟ انهم لن يبقوا أحياء ولو لمدة دقيقة" .. مضيفا "لا يمكنهم العمل حتى في العراق لأن أبناء الشعب العراقي (في اشارة الى عملاء ايران هناك) سيأكلونهم احياء".

ويحذر ايرانيون من ان زيارات ظريف لبعض الدول الاوروبية تتسبب في تشجيع النظام المهدد بالسقوط على تصعيد ممارساته القمعية في الداخل ونشر ارهابه في المنطقة.

نظام طهران الراعي الاول للاعدامات والقمع والارهاب

وأكد المتظاهرون اليوم أن ظريف يمثل نظامًا هو محطم الرقم القياسي في الإعدامات والراعي الأول لإرهاب الدولة في العالم والعامل الرئيسي للأزمات والاضطرابات في المنطقة والداعم الرئيسي للدكتاتور السوري بشار الأسد جزار الشعب السوري، مشيرين الى ان دور ظريف ووزارته في تبرير جرائم النظام وتنسيق وتسهيل المؤامرات الإرهابية في الخارج معروف جيدًا.

يشار الى انه في العام 2018 وحده تم طرد خمسة دبلوماسيين لنظام طهران بمن فيهم سفير من الأراضي الأوروبية لتورطهم المباشر في الخطط الإرهابية ضد المعارضة الإيرانية وأربعة عملاء آخرين للنظام من بينهم "دبلوماسي" لتخطيطهم لعملية تفجير تجمع حاشد لإيران الحرة في باريس العام الماضي والذي حضره المئات من الشخصيات الفرنسية والدولية وهذا الدبلوماسي يقبع في السجن في انتظار المحاكمة.

وفرنسا من الدول الموقعة على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وقادت جهودا أوروبية لإنقاذ الاتفاق التاريخي منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشكل أحادي منه العام الماضي وإعادته فرض عقوبات على إيران.

وردا على تلك العقوبات - وعلى ما تعتبره عدم تحرك شركائها الأوروبيين في مواجهة تلك الإجراءات - أعلنت إيران في مايو أيار الماضي أنها ستوقف العمل بالقيود على مخزونها من اليورانيوم المخصب والماء الثقيل بموجب الاتفاق.

وأعلن ظريف امس إن طهران مستعدة للعمل على مقترحات فرنسية لإنقاذ الاتفاق النووي الدولي في وقت تحوم الشكوك حول إمكانية نجاح فرنسا في التوسط بين إيران وأميركا فيما يخص الاتفاق خصوصا بعد الخلافات الأخيرة بين باريس وواشنطن.

وقبيل انطلاق أعمال قمة "مجموعة السبع" في بياريتز سيعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مقترحات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لحماية الاتفاق النووي.

وعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء إما تخفيف العقوبات على إيران أو توفير "آلية تعويض لتمكين الشعب الإيراني من العيش بشكل أفضل" في مقابل الامتثال التام للاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي.