طهران: يتوجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأحد إلى شرق آسيا، على ما أعلن مكتبه، سعيا لحشد الجهود الدبلوماسية من أجل تخفيف أثار العقوبات الأميركية ضد بلاده.

وسيزور ظريف الصين واليابان وماليزيا في أعقاب جولة له في غرب أوروبا، على ما قال المتحدث باسمه عباس موسوي مساء الجمعة على حساب الوزارة على تطبيق تلغرام.

وقال موسوي إنّ "بعض الموضوعات التي سيناقشها وزير خارجيتنا مع مسؤولي الدول خلال زيارته ستكون العلاقات الثنائية والأكثر أهمية القضايا الإقليمية والدولية".

وفرضت واشنطن عقوبات على ظريف أواخر الشهر الفائت في مسعى لاستهداف أي أصول يمتلكها في الولايات المتحدة والحد من قدرته على العمل كدبلوماسي يجوب العالم.

لكنّ ظريف أشاد بزيارته لفرنسا الجمعة بعد سلسلة زيارات إلى فنلندا والسويد والنروج.

وكتب ظريف على تويتر أنه "رغم الجهود الأميركية لتدمير الدبلوماسية" التقى بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان ايف لو دريان واجرى مقابلات مع وسائل إعلام بما فيها وكالة فرانس برس.

وتصاعدت التوتر في شكل كبير بين إيران والولايات المتحدة العام الفائت حين انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015 ووافقت طهران بموجبه على الحد من برنامجها النووي بما يضمن عدم امتلاكه شقا عسكريا، مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها.&

وبعد 12 شهرا من انسحاب واشنطن، أوقفت طهران التزامها ببعض التعهدات المنصوص عليها في الاتفاق، بتجاوز الحد الأقصى المحدد لتخصيب اليورانيوم وكذلك حجم المخزون المسموح لها به.

وشهد الوضع المزيد من التصعيد مع مهاجمة سفن في الخليج وإسقاط طائرة مسيّرة أميركية واحتجاز ناقلات نفط.

وخلال زيارته لباريس، أثنى ظريف في مقابلة مع فرانس برس على اقتراحات طرحها ماكرون لتسوية الأزمة.

وقال ظريف لفرانس برس إنّ "الرئيس ماكرون قدم اقتراحات الأسبوع الماضي إلى الرئيس (حسن) روحاني نعتقد أنها تسير في الاتجاه الصحيح رغم أننا لم نصل بعد إلى مبتغانا بالتأكيد".

تحاول إيران الضغط على الأوروبيين الساعين للحفاظ على الاتفاق، لحملهم على اتخاذ تدابير تمكنها من الالتفاف على العقوبات الأميركية التي تضرّ باقتصادها وتتسبب للشعب الإيراني بـ"معاناة هائلة" بحسب ظريف.

ويحاول الأوروبيون إقناع واشنطن بتخفيف العقوبات على النفط الإيراني بهدف دفع طهران لاحترام الاتفاق من جديد.

واستحدثت فرنسا وألمانيا وبريطانيا آلية تعرف باسم "إنستكس" بهدف تسهيل الاستمرار في التعامل التجاري مع إيران رغم العقوبات الأميركية، غير أن إيران لم تحقق منها حتى الآن مكاسب تذكر.
&