أسامة مهدي: بدأ الرئيس العراقي اليوم حملة للنأي بالبلاد عن التحول الى ساحة صراعات خارجية لتصفية الحسابات مشددا على ضرورة العمل لمواجهة التحديات التي يمر بها العراق حاليا وبما يحمي سيادته في اشارة الى الضربات الاسرائيلية الاخيرة لمقرات ومخازن أسلحة الحشد الشعبي الموالي لايران.

وأكد الرئيس صالح خلال اجتماعات منفصلة عقدها في بغداد السبت مع رئيسي ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وائتلاف الفتح هادي العامري الشيعيين المقربين لايران ورئيس مجلس النواب السابق الأمين العام لحزب التجمع المدني للإصلاح السياسي السني سليم الجبوري أهمية تعزيز التماسك السياسي الداخلي وحفظ سيادة العراق وأمنه واستقلاله، مشددا على رفض سياسة المحاور وضرورة النأي بالبلد عن التحول لساحة لتصفية الحسابات كما نقل عنه بيان رئاسي تابعته "إيلاف".

الرئيس العراقي مجتمعا مع نوري المالكي

وأشار صالح الى ضرورة الالتزام بموقف الدولة العراقية بمختلف مؤسساتها التنفيذية والتشريعية في اعلاء المباديء الدستورية واعتماد السياقات القانونية في التعاطي مع الازمات وعدم القبول بان تكون البلاد ساحة صراع وتناحر للدول الاخرى والعمل المشترك من أجل السلام والتنمية والتقدم والتعاون الاقليمي. &

ضرورو إستكمال التحقيق في الضربات الاسرائيلية للحشد

ونوه الرئيس صالح الى ضرورة "اكتمال التحقيق الجاري من قبل الجهات الوطنية المختصة في معطيات ماتعرضت له مخازن للاسلحة من تفجيرات مؤخراً &للخروج بموقف موحد يحفظ حقوق العراق ويعزز أمنه واستقلاله وسيادته" في اشارة الى تعرض أربع قواعد يستخدمها الحشد الشعبي الذي يضم فصائل شيعية موالية لإيران ومعادية للوجود الأميركي في العراق إلى انفجارات خلال الاسابيع الاخيرة تشير معلومات في بغداد وتل ابيب الى ان اسرائيل مسؤولة عنها.

واضاف الرئيس العراقي قائلا "ان تمتين الوحدة الوطنية وتعزيز النظام الديمقراطي الاتحادي واعادة الاعمار وتقديم الخدمات للمواطنين هي من الأولويات الراهنة للدولة العراقية".

بدورهم أكد القادة الثلاثة على "أهمية توحيد الصفوف لمواجهة التحديات التي يمر بها العراق في هذه الفترة بما يخدم المصالح الوطنية العليا ويحمي السيادة العراقية وتعزز العمل المشترك من اجل تخفيف حدة التوترات ترسيخاً للسلم والامن في المنطقة" بحسب البيان الرئاسي.

وفي وقت سابق اليوم وجهت بغداد انتقادات لواشنطن لعدم ابلاغها او احاطتها علما بالقصف الاسرائيلي لمعسكرات الحشد الشعبي في البلاد مؤكدة ان الشراكة بين الطرفين تقتضي التعاون وتبادل المواقف والاحاطات.

الرئيس العراقي مجتمعا مع سليم الجبوري

يشار الى ان العراق وألولايات المتحدة كانا قد وقعا في تشرين الثاني نوفمبر عام 2008 اتفاقية الإطار الاستراتيجي للدفاع المشترك وتعزيز الأمن والاستقرار في العراق.

ونصّ القسم الثالث من الاتفاقية، على أنها "جاءت لردع جميع التهديدات الموجهة ضد سيادة العراق وأمنه وسلامة أراضيه، من خلال تنمية الترتيبات الدفاعية والأمنية".&

كما ألزمت الاتفاقية الطرفين بالتعاون في مجالي الأمن والدفاع بشكل يحفظ للعراق سيادته على أرضه ومياهه وأجوائه. وبموجب الاتفاقية" يواصل الطرفان العمل على تنمية علاقات التعاون الوثيق بينهما فيما يتعلق بالترتيبات الدفاعية والأمنية من دون الإجحاف بسيادة العراق على أراضيه ومياهه وأجوائه".&

وكانت الخارجية العراقية قالت امس ان وزيرها محمد علي الحكيم قد أستدعى القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى بغداد، براين مكفيترز، لعدم تواجد السفير الأميركي في العراق مؤكدا على ضرورة التزام الولايات المتحدة بتنفيذ بنود اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع العراق.

وقرر العراق امس اتخاذ اجراءات عسكرية لتعزيز دفاعاته الجوية اثر الضربات الاسرائيلية لمعسكرات ومخازن اقوات الحشد الشعبي واكد تصميمه على تنفيذ&
قرارات بحظر اي طيران في اجواء البلاد من دون ترخيص من رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتهم ايران بمحاولة "إنشاء قواعد ضدنا في كل مكان، في إيران نفسها، في لبنان، في سوريا، في العراق، في اليمن".

وشدد بالقول "أنا لا أمنح إيران الحصانة في أي مكان" قائلا ان "إيران لا تمتلك حصانة في أي مكان.. سنعمل ضد البلد الذي يقول إنه بصدد ابادتنا أينما تطلب الأمر ودون توقف".

ومن جانبه كشف موقع "واللا" الاسرائيلي عن ابلاغ مصادر دبلوماسية اسرائيلية وسائل اعلام أن إسرائيل قررت توسيع دائرة العمليات العسكرية ضد إيران لتشمل الأراضي العراقية وأن قصف مواقع تابعة للحشد الشعبي شمالي العاصمة بغداد منتصف تموز يوليو الماضي فضلا عن غارات أخرى أواخر الشهر ذاته جاء باستخدام مقاتلات أميركية من طراز "إف -35".

وأشار المحلل العسكري الاسرائيلي يوسي ميلمان الى امكانية أن تكون إسرائيل قد أرسلت أيضا طائرات من دون طيار حيث تمتلك انواع يمكنها البقاء في الجو 36 ساعة والتحليق إلى مسافة مئات الكيلومترات وهي مهيئة لحمل صواريخ هجومية في وقت تبلغ فيه المسافة بين مدينة حيفا "الإسرائيلية" والعاصمة العراقية بغداد 880 كيلومترا.